إعراب الآية 63 من سورة القصص , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمدحمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 63 من سورة القصص .
  
   

إعراب قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا


{ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ( القصص: 63 ) }
﴿قَالَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ رفع فاعل.
﴿حَقَّ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿عَلَيْهِمُ﴾: حرف جر.
و "هم": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جر بـ"علي".
﴿الْقَوْلُ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿رَبَّنَا﴾: منادي منصوب بالفتحة، وهو مضاف.
و "نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جر بالإضافة.
﴿هَؤُلَاءِ﴾: اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ رفع صفة لاسم الإشارة أو بدل منه.
﴿أَغْوَيْنَا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك.
و "نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
﴿أَغْوَيْنَاهُمْ﴾: أغوينا: سبق إعرابها.
و "هم": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
﴿كَمَا﴾: الكاف: اسم بمعنى "مثل" مبنيّ على الفتح في محلّ نصب صفة مصدر محذوف تقديره: "أغويناهم" و "ما": مصدرية.
﴿غَوَيْنَا﴾: تعرب إعراب "أغوينا".
﴿تَبَرَّأْنَا﴾: تعرب إعراب "أغوينا".
﴿إِلَيْكَ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"تبرأنا".
﴿مَا﴾: حرف نفي.
﴿كَانُوا﴾: فعل ماضٍ ناقص مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع اسم "كان"، و "الألف": فارقة.
﴿إِيَّانَا﴾: ضمير منفصل مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به مقدم.
﴿يَعْبُدُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
وجملة "قال الذين" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "حق عليهم القول" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "الذين".
وجملة "ربنا" في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "هؤلاء الذين" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها جواب النداء.
وجملة "أغوينا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "الذين".
وجملة "أغويناهم" في محلّ رفع خبر المبتدأ "هؤلاء".
وجملة "غوينا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "ما".
وجملة "تبرأنا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "ما كانوا إيانا يعبدون" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافية.
وجملة "يعبدون" في محلّ نصب خبر "كانوا".


الآية 63 من سورة القصص مكتوبة بالتشكيل

﴿ قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَوۡلُ رَبَّنَا هَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَغۡوَيۡنَآ أَغۡوَيۡنَٰهُمۡ كَمَا غَوَيۡنَاۖ تَبَرَّأۡنَآ إِلَيۡكَۖ مَا كَانُوٓاْ إِيَّانَا يَعۡبُدُونَ ﴾
[ القصص: 63]


إعراب مركز تفسير: قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا


﴿قَالَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿الَّذِينَ﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿حَقَّ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿عَلَيْهِمُ﴾: ( عَلَى ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿الْقَوْلُ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿رَبَّنَا﴾: مُنَادًى بِحَرْفِ نِدَاءٍ مَحْذُوفٍ مَنْصُوبٌ لِأَنَّهُ مُضَافٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿هَؤُلَاءِ﴾: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿الَّذِينَ﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ.
﴿أَغْوَيْنَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿أَغْوَيْنَاهُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.
﴿كَمَا﴾: "الْكَافُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مَا ) حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿غَوَيْنَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْمَصْدَرُ الْمُؤَوَّلُ مِنْ ( مَا ) وَالْفِعْلِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِحَرْفِ الْجَرِّ.
﴿تَبَرَّأْنَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿إِلَيْكَ﴾: ( إِلَى ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿مَا﴾: حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿كَانُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ كَانَ.
﴿إِيَّانَا﴾: ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ.
﴿يَعْبُدُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرُ كَانَ.


( قالَ الَّذِينَ ) ماض وفاعله والجملة مستأنفة لا محل لها
( حَقَّ ) ماض مبني على الفتح
( عَلَيْهِمُ ) متعلقان بالفعل
( الْقَوْلُ ) فاعل والجملة صلة الذين
( رَبَّنا ) منادى مضاف
( هؤُلاءِ ) مبتدأ
( الَّذِينَ ) بدل
( أَغْوَيْنا ) ماض وفاعله والجملة صلة
( أَغْوَيْناهُمْ ) ماض وفاعله ومفعوله والجملة الفعلية خبر المبتدأ هؤلاء،
( كَما ) صفة مفعول مطلق محذوف
( غَوَيْنا ) ماض وفاعله
( ثم ) عاطفة
( تَبَرَّأْنا ) ماض وفاعله
( إِلَيْكَ ) متعلقان بالفعل والجملة حال.

( ما ) نافية
( كانُوا ) كان واسمها
( إِيَّانا ) مفعول به مقدم
( يَعْبُدُونَ ) مضارع وفاعله والجملة خبر كانوا وجملة ما كانوا.. حال ثانية.

إعراب الصفحة 393 كاملة


تفسير الآية 63 - سورة القصص

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 63 - سورة القصص

قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون

سورة: القصص - آية: ( 63 )  - جزء: ( 20 )  -  صفحة: ( 393 )

أوجه البلاغة » قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا :

قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ( 63 )

وجردت جملة { قال الذين حق عليهم القول } عن حرف العطف لأنها وقعت في موقع المحاورة فهي جواب عن قوله تعالى { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } .

والذين تصدوا للجواب هم بعض المنادين ب { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } علموا أنهم الأحرياء بالجواب . وهؤلاء هم أيمة أهل الشرك من أهل مكة مثل أبي جهل وأمية بن خلف وسدنة أصنامهم كسادن العزى . ولذلك عبّر عنهم ب { الذين حقّ عليهم القول } ولم يعبر عنهم ب ( قالوا ) .

ومعنى { حق عليهم القول } يجوز أن يكون { حق } بمعنى تحقق وثبت ويكون القول قولا معهوداً وهو ما عهد للمسلمين من قوله تعالى { وحقَّ القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } [ السجدة : 13 ] وقوله { أفمن حق عليه كلمة العذاب } [ الزمر : 19 ] فالذين حق عليهم القول هم الذين حل الإبان الذي يحق عليهم فيه هذا القول . والمعنى : أن الله ألجأهم إلى الاعتراف بأنهم أضلوا الضالين وأغووهم .

ويجوز أن يكون { حق } بمعنى وجب وتعين ، أي حق عليهم الجواب لأنهم علموا أن قوله تعالى { فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون } موجه إليهم فلم يكن لهم بد من إجابة ذلك السؤال .

ويكون المراد بالقول جنس القول ، أي الكلام الذي يقال في ذلك المقام وهو الجواب عن الاستفهام بقوله { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } وعلى كلا الاحتمالين فالذين حق عليهم القول هم أيمة الكفر كما يقتضيه قوله تعالى { هؤلاء الذين أغوينا . . . } الخ .

والتعريف في { القول } الأظهر أنه تعريف الجنس وهو ما دل عليه { قال } ، أي قال الذين حق عليهم أن يقولوا ، أي الذين كانوا أحرى بأن يجيبوا لعلمهم بأن تبعة المسؤول عنه واقعة عليهم لأنه لما وجه التوبيخ إلى جملتهم تعين أن يتصدى للجواب الفريق الذين ثبتوا العامة على الشرك وأضلوا الدهماء .

وابتدأوا جوابهم بتوجيه النداء إلى الله بعنوان أنه ربهم ، نداء أريد منه الاستعطاف بأنه الذي خلقهم اعترافاً منهم بالعبودية وتمهيداً للتنصل من أن يكونوا هم المخترعين لدين الشرك فإنهم إنما تلقوه عن غيرهم من سلفهم ، والإشارة ب { هؤلاء } إلى بقية المنادين معهم قصداً لأن يتميزوا عمن سواهم من أهل الموقف وذلك بإلهام من الله ليزدادوا رُعباً ، وأن يكون لهم مطمع في التخليص . و { الذين أغوينا } خبر عن اسم الإشارة وهو اعتراف بأنهم أغووهم .

وجملة { أغويناهم كما غوينا } استئناف بياني لجملة { الذين أغوينا } لأن اعترافهم بأنهم أغووهم يثير سؤال سائل متعجب كيف يعترفون بمثل هذا الجرم فأرادوا بيان الباعث لهم على إغواء إخوانهم وهو أنهم بثوا في عامة أتباعهم الغواية المستقرة في نفوسهم وظنوا أن ذلك الاعتراف يخفف عنهم من العذاب بقرينة قولهم { تبرّأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون } .

وإنما لم يقتصر على جملة { أغويناهم } بأن يقال : هؤلاء الذين أغويناهم كما غوينا ، لقصد الاهتمام بذكر هذا الإغواء بتأكيده اللفظي ، وبإجماله في المرة الأولى وتفصيله في المرة الثانية ، فليست إعادة فعل { أغوينا } لمجرد التأكيد . قال ابن جني في كتاب «التنبيه» على إعراب الحماسة عند قول الأحوص

: ... فإذا تزول تزول عن متخمط

تخشى بوادره على الأقران ... إنما جاز أن يقول : فإذا تزول تزول ، لما اتصل بالفعل الثاني من حرف الجر المفاد منه الفائدة ، ومثله قول الله تعالى { هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا } ولو قال : هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم لم يُفد القول شيئاً ، لأنه كقولك : الذي ضربته ضربته ، والتي أكرمتها أكرمتها ، ولكن لما اتصل ب { أغويناهم } الثانية قوله { كما غوينا } أفاد الكلام كقولك : الذي ضربته ضربته لأنه جاهل . وقد كان أبو علي امتنع في هذه الآية مما اخترناه غير أن الأمر فيها عندي على ما عرفتك» اه . وقد تقدم بيان كلامه عند قوله تعالى { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم } في سورة الاسراء ( 7 ) ، وقوله { وإذا بطشتم بطشتم جبارين } في سورة الشعراء ( 130 ) ، وقوله

{ وإذا مروا باللغو مروا كراماً } في سورة الفرقان ( 72 ) ، فإن تلك الآيات تطابق بيت الأحوص لاشتمالهن على ( إذا ) .

و { كما غوينا } صفة لمصدر ، أي إغواء يوقع في نفوسهم غيّاً مثل الغي الذي في قلوبنا . ووجه الشبه في أنهم تلقوا الغواية من غيرهم فأفاد التشبيه أن المجيبين أغواهم مُغوون قبلهم ، وهم يحسبون هذا الجواب يدفع التبعة عنهم ويتوهمون أن السير على قدم الغاوين يبرر الغواية ، وهذا كما حكى عنهم في سورة الشعراء ( 96 ، 99 ) { قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون } وحذف مفعول فعل { أغوينا } الأول وهو العائد من الصلة إلى الموصول لكثرة حذف أمثاله من كل عائد صلة هو ضمير نصب متصل وناصبه فعل أو وصف شبيه بالفعل ، لأن اسم الموصول مغن عن ذكره ودال عليه فكان حذف العائد اختصاراً . وذكر مفعول فعل { أغويناهم } الثاني اهتماماً بذكره لعدم الاستغناء عنه في الاستعمال .

وجملة { تبرأنا إليك } استئناف . والتبرؤ : تفعل من البراءة وهي انتفاء ما يصم ، فالتبرؤ : معالجة إثبات البراءة وتحقيقها . وهو يتعدى إلى من يحاول إثبات البراءة لأجله بحرف ( إلى ) الدال على الانتهاء المجازي؛ يقال : إني أبرأ إلى الله من كذا ، أي أوجه براءتي إلى الله ، كما يتعدى إلى الشيء الذي يَصِم بحرف ( من ) الاتصالية التي هي للابتداء المجازي قال تعالى { فبراه الله مما قالوا } [ الأحزاب : 69 ] . وقد تدخل ( من ) على اسم ذات باعتبار مضاف مقدر نحو قوله تعالى { وقال إني بريء منكم } [ الأنفال : 48 ] أي من كفركم . والتقدير : من أعمالكم وشؤونكم إما من أعمال خاصة يدل عليها المقام أو من عدة أعمال .

فالمعنى هنا تحقق التبرؤ لديك والمتبرأ منه هو مضمون جملة { ما كانوا إيانا يعبدون } فهي بيان لإجمال التبرؤ .

والمقصود : أنهم يتبرؤون من أن يكونوا هم المزعوم أنهم شركاء وإنما قصارى أمرهم أنهم مضلون وكان هذا المقصد إلجاء من الله إياهم ليعلنوا تنصلهم من ادعاء أنهم شركاء على رؤوس الملأ ، أو حملهم على ذلك ما يشاهدون من فظاعة عذاب كل من ادعى المشركون له الإلهية باطلاً لما سمعوا قوله تعالى { إنكم وما تعبدون عن دون الله حصب جهنم } [ الأنبياء : 98 ] . هذا ما انطوت عليه هذه الآية من المعاني .

وتقديم { إيانا } على { يعبدون } دون أن يقال يعبدوننا للاهتمام بهذا التبرؤ مع الرعاية على الفاصلة .


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة القصص mp3 :

سورة القصص mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة القصص

سورة القصص بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة القصص بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة القصص بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة القصص بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة القصص بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة القصص بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة القصص بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة القصص بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة القصص بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة القصص بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب