فضل وفوائد سورة الروم
فضائل القرآن الكريم | سورة الروم | فضل سورة الروم ( surah ) , عدد آيايتها 60 - وهي سوره مكية صفحتها في المصحف: 404, بالاضافة لذكر فضلها مقاصدها تلخيصها موضوعاتها مع التعريف بالسورة
التعريف بسورة الروم
سورة الروم هي السورة الثلاثون 30 في ترتيب المصحف العثماني، وهي السورة 84 في تعداد نزول السور، وقد كان نزولها بعد سورة الانشقاق، وقبل سورة العنكبوت. وهي مكية كلها بالاجماع، وعدد آياتها 60 ستون آية.
وسبب نزول هذه السورة ما رواه الترمذي وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم، لأنهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب، فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما إنهم سيغلبون " قال: فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلا، فإن ظهرنا، كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم، كان لكم كذا وكذا، فجعل أجلا خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ألا جعلتها إلى دون، قال: أراه قال: العشر؟ " - قال: قال سعيد بن جبير: البضع: ما دون العشر - ثم ظهرت الروم بعد، قال: فذلك قوله: (الم غلبت الروم) إلى قوله: (ويومئذ يفرح المؤمنون) قال: يفرحون (بنصر الله)
فضائل سورة الروم
أنها من المثاني التي أُوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الإنجيل:
عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ... ومكان الإِنجيل المثاني
موضوعات سورة الروم
1- الإخبارُ عن حربِ الرُّومِ والفُرسِ وانتهائها بانتصارِ الفُرسِ، والوَعدُ بأنَّ الرُّومَ سيَنتصرونَ بعدَ ذلك عليهم.
2- حثُّ الكُفَّارِ على التَّفَكُّرِ فيما خلَقَ اللهُ مِن السَّمَواتِ والأرضِ وما بيْنَهما، والسَّيرِ في الأرضِ؛ لِيَنظُروا كيف كان مَصيرُ الأُمَمِ قَبْلَهم، وتوعُّدُهم بسوءِ المصيرِ.
3- ذِكرُ قَضيَّةِ الخَلقِ والإعادةِ، وأنَّها لله وحْدَه، وإليه يُرجَعُ جميعُ المخلوقاتِ.
4- بيانُ بَعضِ ما يجري يومَ القيامةِ، ومصيرِ المؤمنينَ والكُفَّارِ.
5- تَعدادُ بَعضِ آياتِ الله العَظيمةِ الَّتي تدُلُّ على وَحدانيَّتِه تعالى.
6- الحَثُّ على التَّمَسُّكِ بالدِّينِ الحقِّ واتِّباعِه، والنَّهيُ عن اتِّباعِ طَريقِ المُشرِكين.
7- الإخبارُ عن أحوالِ النَّاسِ في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، والدَّعوةُ إلى التَّعاطُفِ والتَّراحمِ، والتَّحذيرُ مِنَ الرِّبا.
8- الإخبارُ بأنَّ اللهَ تعالى هو مَن يَخلُقُ ويَرزُقُ، ويُحيي ويُميتُ، وأنَّ ما يتَّخِذُه المُشرِكونَ مِن شُرَكاءَ لا يَملِكونَ مِن ذلك شَيئًا.
9- الإخبارُ عن ظُهورِ الفَسادِ في البَرِّ والبَحرِ، وتوضيحُ أنَّ سَبَبَ ذلك هو ما كَسَبتْه أيدي النَّاسِ.
10- تَسليةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بسَبَبِ تكذيبِ قَومِه، بأنَّ هذا هو حالُ الأنبياءِ، وأنَّ الله انتقَمَ اللهُ مِنَ الَّذين أجرَموا، وتكفَّل بنَصرِ المؤمِنينَ.
11- بيانُ أطوارِ حياةِ الإنسانِ الرَّئيسةِ، وذِكرُ بعضِ أهوالِ يومِ القيامةِ.
12- الإخبارُ عن تعنُّتِ الكفَّارِ، وأمْرُ الله تعالى نبيَّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالصَّبرِ والثَّباتِ.
مقاصد سورة الروم
- قمع المشركين من أهل مكة، الذين كانوا يودون انتصار الفرس على الروم؛ وذلك أن الفرس كانوا غير موحدين؛ إذ كانت ديانتهم المجوسية، في حين كان الروم في ذلك الوقت أهل كتاب، وكان دينهم النصرانية، فوجد المشركون من أهل مكة في الحادث فرصة لاستعلاء عقيدة الشرك على عقيدة التوحيد، وفألاً بانتصار ملة الكفر على ملة الإيمان؛ ومن ثم نزلت الآيات الأُوَل من هذه السورة تبشر بغلبة أهل الكتاب من الروم في بضع سنين غلبة يفرح لها المؤمنون، الذين يودون انتصار ملة الإيمان والتوحيد على ملل الشرك والكفر.
- تجهيل المشركين بأنهم لا تغوص أفهامهم في الاعتبار بالأحداث، ولا يتفكرون في أسباب نهوض الأمم وانحدارها، ولا يتعظون بهلاك الأمم السالفة المماثلة لهم في الإشراك بالله.
- النعي على المشركين إهمالهم النظر في الحياة الآخرة الباقية، وأن علمهم محصور في الحياة الدنيا الزائلة.
- الاستدلال على وحدانيته سبحانه بالآيات الكونية، والمخلوقات الربانية، والربط بين سنة الله في نصر المؤمنين بالدين الحق، والحق الكبير الذي قامت عليه السماوات والأرض وما بينهما.
- بيان عالمية دعوة الإسلام وارتباطها بأوضاع العالم كله من حولها، واتساع مجالها، فهي ليست مرتبطة بهذه الأرض وحدها، إنما هي مرتبطة كذلك بفطرة هذا الكون ونواميسه الكبرى، وفطرة النفس البشرية وأطوارها، وماضي هذه البشرية ومستقبلها، لا على هذه الأرض وحدها، ولكن أيضاً في عالم الآخرة الوثيق الصلة بها والارتباط.
- الحث على التمسك بدين الإسلام؛ باعتباره الدين القويم، الذي لا يقبل سبحانه من عباده ديناً غيره؛ لأنه دين فطر الله الناس عليه، ومن ابتغى غيره ديناً، فقد حاول تبديل ما خلق الله، وأنى له ذلك؛ إذ لا تبديل لخلق الله.
- ضرب الله سبحانه في هذه السورة أمثالاً لإحياء مختلف الأموات بعد زوال الحياة عنها، ولإحياء الأمم بعد يأس الناس منها، وأمثالاً لحدوث القوة بعد الضعف، والضعف بعد القوة؛ كل ذلك لبيان قدرته سبحانه، وأنه سبحانه هو القادر على شيء، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
- الكشف عما في طبيعة الناس من تقلب لا يصلح أن تقام عليه الحياة، ما لم يرتبطوا بمعيار ثابت لا يدور مع الأهواء، وتصوير حالهم في الرحمة والضر، وعند بسط الرزق وقبضه، إضافة إلى بيان وسائل إنفاق هذا الرزق وتنميته.
- الربط بين ظهور الفساد في البر والبحر، وعمل الناس وكسبهم، وتوجههم إلى السير في الأرض، والنظر في عواقب المشركين من قبل.
- إثبات البعث يوم القيامة، وأنه حق لا ريب فيه، ولا ينكره إلا جاحد بيوم الدين، أو جاهل بهذا الدين.
- توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصبر على دعوته، وما يلقاه من الناس فيها، والاطمئنان إلى أن وعد الله حق لا بد أنه آتٍ، فلا يقلقه، ولا يستخفه الذين لا يوقنون. وهو توجيه غير مباشر لحَمَلَة هذا الدين في كل زمان ومكان.
تلخيص سورة الروم
وقد افتتحت بالحديث عن قصة معينة، وهي قصة الحروب التي دارت بين الفرس والروم، والتي انتهت في أول الأمر بانتصار الفرس، ثم كان النصر بعد ذلك للروم.
قال-تبارك وتعالى-: الم.
غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ.
فِي بِضْعِ سِنِينَ، لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ، وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ.
ثم وبخت السورة الكريمة الكافرين، لعدم تفكرهم في أحوال أنفسهم، وفي أحوال السابقين الذين كانوا أشد منهم قوة وأكثر جمعا، وتوعدتهم بسوء المصير بسبب انطماس بصائرهم، وإعراضهم عن دعوة الحق، ووعدت المؤمنين بحسن الجزاء.
قال-تبارك وتعالى-: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ.
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ.
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ، فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ.
ثم ساقت السورة الكريمة بعد ذلك اثنى عشر دليلا على وحدانية الله-تبارك وتعالى- وقدرته، وقد بدئت هذه الأدلة بقوله-تبارك وتعالى-: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ، وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها، وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ.
وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ.
وبعد أن أقام- سبحانه - هذه الأدلة المتعددة على وحدانيته وقدرته، أتبع ذلك بأن أمر الناس باتباع الدين الحق، وبالإنابة إليه-تبارك وتعالى- فقال: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ، ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
ثم بين- سبحانه - أحوال الناس في السراء والضراء، ودعاهم إلى التعاطف والتراحم، ونفرهم من تعاطى الربا، فقال-تبارك وتعالى-: فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ، ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ، وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ، وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ.
ثم ساق- سبحانه - بعد ذلك ألوانا من نعمه على عباده، وبين الآثار السيئة التي تترتب على جحود هذه النعم، ودعا الناس للمرة الثانية إلى اتباع الدين القيم، الذي لا يقبل الله-تبارك وتعالى- دينا سواه، فقال-تبارك وتعالى-: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ.
مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ، وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ.
ثم عادت السورة الكريمة إلى الحديث عن نعمة الله في الرياح وفي إرسال الرسل، وأمر كل عاقل أن يتأمل في آثار هذه النعم، ليزداد إيمانا على إيمانه، فقال-تبارك وتعالى- فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها، إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ثم ختم- سبحانه - السورة الكريمة ببيان أهوال الساعة، وحكى أقوال أهل العلم والإيمان، في ردهم على المجرمين عند ما يقسمون أنهم ما لبثوا في هذه الدنيا سوى ساعة واحدة، وأمر- سبحانه - نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبر على أذى أعدائه، فقال-تبارك وتعالى-:فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ.
وهكذا نجد أن سورة «الروم» قد أفاضت في الحديث عن الأدلة المتعددة، التي تشهد بوحدانية الله-تبارك وتعالى- وقدرته، كما تشهد بأن هذا القرآن من عند الله، وبأن يوم القيامة حق وصدق، كما ساقت آيات متعددة في المقارنة بين مصير الأخيار، ومصير الأشرار، ودعت الناس إلى الثبات على الدين الحق، وهو دين الإسلام، كما حضت على التعاطف والتراحم بين المسلمين، ونهت عن تعاطى الربا، لأنه لا يربو عند الله-تبارك وتعالى-، وإنما الذي يعطى من صدقات هو الذي يربو عند الله- عز وجل - كما ذكرت أنواعا من النعم التي أنعم الله-تبارك وتعالى- بها على عباده، وأمرتهم بشكره- سبحانه - عليها، لكي يزيدهم من فضله.
هذه أهم المقاصد التي اشتملت عليها السورة الكريمة، وهناك مقاصد أخرى يراها من يتدبر هذه السورة الكريمة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قراءة سورة الروم مكتوبة :
- سورة الروم مكتوبة برواية حفص عن عاصم
- سورة الروم برواية ورش عن نافع مكتوبة
- سورة الروم برواية قالون عن نافع قراءة
- تحميل سورة الروم مكتوبة pdf تحميل
- سورة الروم بخط كبير مع التفسير مكتوبة
فضائل سور أخرى من القرآن الكريم :
قم باختيار القارئ لتحميل سورة الروم كاملة بجودة عالية
القرآن الكريم mp3 | السورة : الروم - استماع و تحميل بصوت أربعين قارئ - الرواية : حفص عن عاصم & ورش عن نافع - نوع القراءة : ترتيل & تجويد
أحمد العجمي ابراهيم الاخضر بندر بليلة خالد الجليل حاتم فريد الواعر حسن صالح خليفة الطنيجي سعد الغامدي سعود الشريم ابوبكر الشاطري الشحات أنور صلاح بوخاطر عبد الباسط عبدالرحمن العوسي عبدالرحمن السديس عبد الرشيد صوفي عبدالعزيز الزهراني عبد الله بصفر عبد الله الجهني عبد الله كامل علي الحذيفي علي جابر عمر القزابري العيون الكوشي غسان الشوربجي فارس عباد ماهر المعيقلي محمد أيوب محمد المحيسني محمد جبريل المنشاوي الحصري محمود البنا مشاري العفاسي مصطفى اسماعيل ناصر القطامي نورين صديق وديع اليمني ياسر الدوسري ياسين الجزائري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 18, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب