فضل وفوائد سورة غافر
فضائل القرآن الكريم | سورة غافر | فضل سورة غافر ( surah ) , عدد آيايتها 85 - وهي سوره مكية صفحتها في المصحف: 467, بالاضافة لذكر فضلها مقاصدها تلخيصها موضوعاتها مع التعريف بالسورة
التعريف بسورة غافر
سورة «غافر» هي السورة الأربعون في ترتيب المصحف أما ترتيبها في النزول فهي السورة 59 من السور المكية، وكان نزولها بعد سورة «الزمر» .
وسورة «غافر» من السور المكية الخالصة
وتسمى- أيضا- بسورة «المؤمن» لاشتمالها على قصة مؤمن آل فرعون.
كما تسمى بسورة «الطول» لقوله -تبارك وتعالى- في أوائلها: غافِرِ الذَّنْبِ، وَقابِلِ التَّوْبِ، شَدِيدِ الْعِقابِ، ذِي الطَّوْلِ....
فضائل سورة غافر
1- سورةُ غافِرٍ هي أوَّلُ السُّوَرِ السَّبْعِ الَّتي تَبدَأُ بقَولِه تعالى: حم، ويُطلَقُ على هذه السُّورِ (الحواميم)
2- أنها من المئين التي أُوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الزبور:
عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال ومكان الزبور المئين ... "
3- وسورة «غافر» هي أول السور السبعة التي تبدأ بقوله -تبارك وتعالى- حم والتي يطلق عليها لفظ «الحواميم» .
4- وقد ذكر الإمام ابن كثير جملة من الآثار في فضل هذه السور، منها: ما روى عن ابن مسعود أنه قال: «آل حم» ديباج القرآن.. ومنها ما روى عن ابن عباس أنه قال: «إن لكل شيء لبابا، ولباب القرآن آل حم» أو قال «الحواميم» .
موضوعات سورة غافر
1- افتِتاحُ السُّورةِ بالثَّناءِ على اللهِ تعالى.
2- تَسليةُ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم عمَّا لَقِيَه مِن المُشرِكينَ.
3- بيانُ وظيفةِ الملائِكةِ الَّذين يَحمِلونَ العَرشَ، وأنَّ منها الاستِغفارَ للمُؤمِنينَ، والدُّعاءَ لهم.
4- دَعوةُ العِبادِ إلى إخلاصِ الطَّاعةِ له، وتَذكيرُهم بأهوالِ يومِ القيامةِ، وأنَّ المُلْكَ في هذا اليومِ لله وَحْدَه.
5- ذِكرُ جانبٍ مِن قِصَّةِ موسى عليه السَّلامُ مع فِرعَونَ وهامانَ وقارونَ، وما وَعَظ به الرَّجُلُ المؤمِنُ مِن آلِ فِرعَونَ قَومَه.
6- حِكايةُ جانبٍ مِن المُحاوَراتِ الَّتي تَدورُ بيْنَ الضُّعَفاءِ والمتكَبِّرينَ في النَّارِ، وما يَقولونَه لِخَزَنةِ جَهنَّمَ.
7- التَّنبيهُ على دَلائلِ تفرُّدِ اللهِ تعالى بالإلهيَّةِ إجمالًا، وإبطالُ عبادةِ ما يَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ.
8- ذِكرُ ألوانٍ مِن نِعَمِ اللهِ على النَّاسِ؛ لكي يَشكُروه عليها.
9- الحَديثُ عن الَّذينَ يُجادِلونَ في آياتِ اللهِ بغيرِ عِلمٍ، وتوبيخُهم وتهديدُهم بسُوءِ المصيرِ، وأمْرُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالصَّبرِ على أذاهم، مع تذكيرِه بأحوالِ الرُّسُلِ السَّابِقينَ مع أقوامِهم.
10- إنذارُ مُشرِكي مكَّةَ بأنَّ مَصيرَهم سيَكونُ كمَصيرِ مَن قَبْلَهم مِمَّن أشرك، وذلك في حالِ بقائِهم على كُفرِهم، وأنَّهم إذا نزَل بهم عذابُ اللهِ فلن يَنفَعَهم الإيمانُ حينَئذٍ.
مقاصد سورة غافر
- ابتدأت السورة بما يقتضي تحدي المعاندين في صدق القرآن، كما اقتضاه الحرفان المقطعان في فاتحتها (حم) وأُجري على اسم الله تعالى من صفاته ما فيه تعريض بدعوتهم إلى الإقلاع عما هم فيه، فكانت فاتحة السورة مثل ديباجة الخطبة، مشيرة إلى الغرض من تنزيلها.
- حملة العرش ومن حوله يعلنون إيمانهم بربهم، ويتوجهون إليه بالعبادة، ويستغفرون للذين آمنوا من أهل الأرض، ويدعون لهم بالمغفرة والنعيم والفلاح.
- بيان أن دلائل تنزيل هذا الكتاب من الله بينة، لا يجحدها إلا الكافرون من الاعتراف بها حسداً، وأن جدالهم تشغيب وتعنت، لا طائل من ورائه. وقد تكرر ذكر المجادلين في آيات الله خمس مرات في هذه السورة.
- تمثيل حال المجادلين بحال الأمم التي كذبت رسل الله بذكرهم إجمالاً، ثم التنبيه على آثار استئصالهم، وضرب المثل بقوم فرعون.
- تقرير أن الذين يجادلون في آيات الله بغير حجة ولا برهان، إنما يدفعهم إلى هذا كِبْرٌ في نفوسهم عن الحق، وهم أصغر وأضأل من هذا الكبر. ويوجه القلوب إلى هذا الوجود الكبير الذي خلقه الله، وهو أكبر من الناس جميعاً، لعل المتكبرين يتصاغرون أمام عظمة خلق الله، وتتفتح بصيرتهم، فلا يكونون عمياً.
- بيان أن الوجود كله مُسْلِمٌ مستسلم لله، وأنه لا يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا، فيشذون عن سائر الوجود بهذا الجدال.
- التذكير بمجيء الساعة، والتوجيه إلى دعاء الله، الذي يستجيب لدعاء من دعاه؛ فأما الذين يستكبرون، فسيدخلون جهنم أذلاء صغراء، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبرأ من عبادة المستكبرين، ويعلن نهي ربه له عن آلهتهم، وأمره له بالإسلام ولاستسلام لرب العالمين.
- عرض مشهد الكافرين يوم القيامة، وهم ينادون من أرجاء الوجود المؤمن المسلم المستسلم، وهم في موقف الذلة والانكسار بعد التكبر والاستكبار، يقرون بذنبهم، ويعترفون بربهم، فلا ينفعهم الاعتراف والإقرار، إنما يُذَكَّرون بما كان منهم من شرك واستكبار.
- عرض جانب من قصة موسى عليه السلام مع فرعون وهامان وقارون، تمثل موقف الطغيان من دعوة الحق. فيها ظهور رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه، يدفع عن موسى ما هموا بقتله، ويصدع بكلمة الحق والإيمان في تلطف وحذر في أول الأمر، ثم في صراحة ووضوح في نهايته. يعرض في جدله مع فرعون حجج الحق وبراهينه قوية ناصعة، ويحذرهم يوم القيامة، ويمثل لهم بعض مشاهده في أسلوب مؤثر، ويذكرهم موقفهم وموقف الأجيال قبلهم من يوسف عليه السلام ورسالته.
- حوار بين الضعفاء والذين استكبروا، وحوار لهم جميعاً مع خزنة جهنم، يطلبون فيه الخلاص. ولات حين خلاص! وفي ظل هذا المشهد يوجه الله رسوله صلى الله عليه وسلم إلى الصبر والثقة بوعد الله الحق، والتوجه إلى ربه بالتسبيح والحمد والاستغفار.
- التنبيه على دلائل تفرد الله تعالى بالإلهية إجمالاً. وإبطال عبادة ما يعبدون من دون الله.
- التذكير بنعم الله على الناس؛ ليزداد الشاكرون شكراً، وليشكره الذين أعرضوا عن شكره.
- عرض مصارع الغابرين، الاستدلال على إمكان البعث، كما يتمثل في عرض مشاهد القيامة، مع بيان أن كل نفس مرت رحلة الامتحان في الحياة الدنيا، تُجزى يوم القيامة بما كسبت، دون أن تُظْلَم شيئاً، مع بيان أن الله سريع الحساب.
- إنذار المجادلين والمعاندين بما يلقون من هول يوم البعث، وما يترقبهم من العذاب، وتوعدهم بأن لا نصير لهم يومئذ، وبأن كبراءهم يتبرؤون منهم. مع عرض مشهد من أحوال المعذبين في النار يوم القيامة، وهو مشهد مخيف لأهل العقول الواعية، الذين لم تنطمس بصائرهم بالأهواء، والشهوات، ووساوس الشياطين، وحب العاجلة، ومتاعات الأنفس فيها.
- توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل حال رسالة دعوته من بعده أن ينذر المجادلين في آيات الله بغير علم عقاب الله يوم القيامة، ويبين لهم أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنه يقضي بين عباده بالحق، وأن الذين يدعون من دونه من شركاء لا يقضون بشيء، وأن الله هو السميع لشكوى عباده، والمجيب لدعائهم، وأنه هو البصير بحركاتهم وسكناتهم.
- تثبيت الله رسوله صلى الله عليه وسلم بتحقيق نصر هذا الدين في حياته وبعد وفاته. وتوجيه الله رسوله إلى الصبر، والثقة بأن وعد الله حق، سواء أبقاه حتى يشهد بعض ما يعدهم، أو توفاه قبل أن يراه، فسيتم الوعد هناك.
- الثناء على المؤمنين، ووصف كرامتهم، وثناء الملائكة عليهم.
- تعرض السورة بعض آيات الله الكونية، التي يمروا الناس عليها غافلين، وبيان أن في الكون آيات قائمة، وبين أيديهم آيات قريبة، ولكنهم يغفلون عن تدبرها؛ يعرض الليل سكناً والنهار مبصراً، والأرض قراراً والسماء بناء. وتذكير الناس بأنفسهم، وقد صورهم فأحسن صورهم، ويوجههم إلى دعوة الله مخلصين له الدين.
- عرض بعض آيات الله في كونه، ومننه على خلقه، ومنها مِنَّة الله على الخلق بالأنعام.
- تلويم المكذبين الكافرين، الذي يجادلون في آيات الله بالباطل؛ إذ لم يتعظوا بما شاهدوا في مواطن متعددة من الأرض آثار المهلكين السابقين، الذين كفروا بما جاءتهم به رسل ربهم من الحق، وفرحوا بما عندهم من علم دنيوي، فلما رأوا بأس الله نازل بهم آمنوا، فلم يك ينفعهم حينئذ إيمانهم، وأحاط بهم العذاب، الذي كانوا به يستهزئون ويكذبون، وأهلكم الله ضمن سنته التي يجريها في عباده الأولين والآخِرِين. وبهذا المشهد تختم السورة أغراضها ومقاصدها.
تلخيص سورة غافر
5- وقد افتتحت السورة الكريمة بالثناء على الله-تبارك وتعالى-، وبتسلية الرسول صلّى الله عليه وسلم عما لقيه من أذى المشركين ومن جدالهم، وببيان وظيفة الملائكة الذين يحملون عرشه-تبارك وتعالى-، وأن منها الاستغفار للمؤمنين، والدعاء لهم بقولهم- كما حكى القرآن عنهم-:...
رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً، فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ، وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ.
رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ، وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ، وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ، وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
6- ثم دعا- سبحانه - عباده إلى إخلاص الطاعة له، وذكرهم بأهوال يوم القيامة، وأن الملك في هذا اليوم إنما هو لله-تبارك وتعالى- وحده.
قال-تبارك وتعالى-: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ، رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ.
يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ، لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ.
7- وبعد أن وبخ- سبحانه - الغافلين على عدم اعتبارهم بسوء عاقبة من سبقهم من الكافرين، أتبع ذلك بجانب من قصة موسى- عليه السلام- مع فرعون وهامان وقارون، وحكى ما دار بين موسى- عليه السلام- وبين هؤلاء الطغاة من محاورات.
كما حكى ما وجهه الرجل المؤمن من آل فرعون إلى قومه من نصائح حكيمة، منها قوله- كما حكى القرآن عنه-: وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ.
مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ، وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ.
وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ.
يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ، وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ.
8- وبعد أن ساق- سبحانه - تلك التوجيهات الحكيمة التي وجهها ذلك الرجل المؤمن- الذي يكتم إيمانه- إلى قومه.. أتبع ذلك بحكاية جانب من المحاورات التي تدور بين الضعفاء والمتكبرين بعد أن ألقى بهم جميعا في النار.
كما حكى- سبحانه - ما يقولونه لخزنة جهنم على سبيل الاستعطاف والتذلل فقال:وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ.
قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ.
9- ثم ساق- سبحانه - بعد ذلك ألوانا من نعمه على عباده، لكي يشكروه عليها، ومن تلك النعم: إيجاده الليل والنهار، وجعله الأرض قرارا والسماء بناء، وتصويره الناس في أحسن تقويم، وتحليله لهم الطيبات، وخلقه لهم في أطوار متعددة.
قال-تبارك وتعالى-: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ، ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ، ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ، ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا، ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ، ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً، وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ، وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.
10- ثم انتقلت السورة الكريمة إلى الحديث عن الذين يجادلون في آيات الله بغير علم، فوبختهم على جهالاتهم وعنادهم، وهددتهم بسوء المصير، وأمرت النبي صلّى الله عليه وسلم أن يصبر على أذاهم، وذكرته بأحوال الرسل السابقين مع أقوامهم، وأنذرت مشركي مكة بأن مصيرهم سيكون كمصير المشركين من قبلهم، إذ ما استمروا في طغيانهم وكفرهم، وأنهم لن ينفعهم الإيمان عند حلول العذاب بهم.
قال-تبارك وتعالى-: فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ.
فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا، سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ.
11- هذا، والمتدبر في سورة «غافر» بعد هذا العرض المجمل لآياتها يراها قد أقامت أنصع الأدلة وأقواها على وحدانية الله-تبارك وتعالى- وقدرته، كما يراها قد ساقت ألوانا من التسلية للرسول صلّى الله عليه وسلم عما لحقه من قومه، تارة عن طريق قصص الأنبياء السابقين مع أقوامهم، وتارة عن طريق التصريح بأن العاقبة ستكون له ولأتباعه، كما في قوله-تبارك وتعالى-: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ.
كما يراها قد فصلت الحديث عن تكريم الله-تبارك وتعالى- لعباده المؤمنين، تارة عن طريق استغفار الملائكة لهم، وتضرعهم إلى خالقهم أن يبعد الذين آمنوا عن عذاب الجحيم.
قال-تبارك وتعالى-: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ، وَيُؤْمِنُونَ بِهِ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا، رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً، فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ.
وتارة عن طريق وعدهم بإجابة دعائهم، كما في قوله-تبارك وتعالى-: وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ.
كما يرها قد اهتمت بالحديث عن مصارع الغابرين، بأسلوب يغرس الخوف في القلوب، ويبعث على التأمل والتدبر.
كما في قوله-تبارك وتعالى-: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ، وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ، وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ، فَأَخَذْتُهُمْ، فَكَيْفَ كانَ عِقابِ.
وكما في قوله-تبارك وتعالى-: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ، وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ.
كما يراها قبل كل ذلك وبعد كل ذلك لها أسلوبها البليغ المؤثر في إحقاق الحق وإبطال الباطل، وفي تثبيت المؤمن وزلزلة الكافر، وفي تعليم الدعاة كيف يخاطبون غيرهم بأسلوب مؤثر حكيم، نراه متمثلا في تلك النصائح الغالية التي وجهها مؤمن آل فرعون إلى قومه، والتي حكاها القرآن في قوله وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ، أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ، وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ، وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ، وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ.
نسأل الله-تبارك وتعالى- أن ينفعنا بتوجيهات القرآن الكريم، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قراءة سورة غافر مكتوبة :
- سورة غافر مكتوبة برواية حفص عن عاصم
- سورة غافر برواية ورش عن نافع مكتوبة
- سورة غافر برواية قالون عن نافع قراءة
- تحميل سورة غافر مكتوبة pdf تحميل
- سورة غافر بخط كبير مع التفسير مكتوبة
فضائل سور أخرى من القرآن الكريم :
قم باختيار القارئ لتحميل سورة غافر كاملة بجودة عالية
القرآن الكريم mp3 | السورة : غافر - استماع و تحميل بصوت أربعين قارئ - الرواية : حفص عن عاصم & ورش عن نافع - نوع القراءة : ترتيل & تجويد
أحمد العجمي ابراهيم الاخضر بندر بليلة خالد الجليل حاتم فريد الواعر حسن صالح خليفة الطنيجي سعد الغامدي سعود الشريم ابوبكر الشاطري الشحات أنور صلاح بوخاطر عبد الباسط عبدالرحمن العوسي عبدالرحمن السديس عبد الرشيد صوفي عبدالعزيز الزهراني عبد الله بصفر عبد الله الجهني عبد الله كامل علي الحذيفي علي جابر عمر القزابري العيون الكوشي غسان الشوربجي فارس عباد ماهر المعيقلي محمد أيوب محمد المحيسني محمد جبريل المنشاوي الحصري محمود البنا مشاري العفاسي مصطفى اسماعيل ناصر القطامي نورين صديق وديع اليمني ياسر الدوسري ياسين الجزائري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, November 17, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب