فضل وفوائد سورة الجاثية
فضائل القرآن الكريم | سورة الجاثية | فضل سورة الجاثية ( surah ) , عدد آيايتها 37 - وهي سوره مكية صفحتها في المصحف: 499, بالاضافة لذكر فضلها مقاصدها تلخيصها موضوعاتها مع التعريف بالسورة
التعريف بسورة الجاثية
سورة «الجاثية» هي السورة 45 في ترتيب المصحف, وكان نزولها بعد سورة «الدخان» .
وقد افتتحت هذه السورة بالثناء على القرآن الكريم، وبدعوة الناس إلى التدبر والتأمل في هذا الكون العجيب، وما اشتمل عليه من سموات وأرض، ومن ليل ونهار، ومن أمطار ورياح.. فإن هذا التأمل من شأنه أن يهدى إلى الحق، وإلى أن لهذا الكون إلها واحدا قادرا حكيما، هو الله رب العالمين.
فضائل سورة الجاثية
أنها من المئين التي أُوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الزبور:
عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال ومكان الزبور المئين ... "
موضوعات سورة الجاثية
1- افتُتِحَت هذه السُّورةُ بالثَّناءِ على القُرآنِ الكريمِ، والإشارةِ إلى آياتِ اللهِ المَبثوثةِ في الكَونِ.
2- تَوعُّدُ الأفَّاكينَ بأشَدِّ أنواعِ العذابِ؛ لإصرارِهم على كُفرِهم، واتِّخاذِهم آياتِ اللهِ هُزُوًا.
3- بيانُ جانبٍ مِن نِعَمِ اللهِ تعالى على خَلْقِه.
4- بيانُ مَوقِفِ بنى إسرائيلَ مِن نِعَمِ اللهِ تعالى، واختِلافِهم وبَغْيِهم.
5- توجيهُ الأمرِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالتَّمَسُّكِ بدِينِ اللهِ، واتِّباعِ شَريعتِه، ونَهْيُه عن اتِّباعِ أهواءِ الجاهِلينَ.
6- حكايةُ بَعضِ أقوالِ الكافِرينَ الباطِلةِ، مع الرَّدِّ عليها بما يُبطِلُها، ويُثبِتُ كَذِبَها.
7- بيانُ بَعضِ أهوالِ يومِ القيامةِ ومَشاهِدِها، وعاقِبةِ الأخيارِ، وعاقِبةِ الأشرارِ.
8- خُتِمَت السُّورةُ الكريمةُ بثَناءِ اللهِ سُبحانَه على ذاتِه بما هو أهلُه.
مقاصد سورة الجاثية
- ابتدأت السورة التحدي بإعجاز القرآن، وأن القرآن تنزيل من الله العزيز الحكيم، فهو كتاب عظيم معجز، جاء بالحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
- إقامة الأدلة على ربوبيته سبحانه وعظم سلطانه، وإثبات انفراده تعالى بالإلهية بدلائل ما في السماوات والأرض من آثار خلقه وقدرته وما فيها من نعم، يحق على الناس شكرها لا كفرها.
- تعليم للرسول صلى الله عليه وسلم أن يرشد المؤمنين إلى أن يغفروا للذين لا يؤمنون بالجزاء الرباني إيذاءاتهم؛ ففضائل أخلاق المؤمن، ومنها المغفرة جزء من الدعوة المجدية المؤثرة في جذب الكافرين إلى الإيمان والإسلام، وأن يبين لهم ثواب الله العظيم، الذي أعده للدعاة الصابرين، الذين يغفرون ولا يحقدون، ويتجاوزون عن إساءات من أساء إليهم ولا يثأرون.
- بيان أن الله عز وجل آتى بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة، وأنعم عليهم نعماً كثيرة؛ ليحملوا رسالة الله للناس، لكنهم لم يكونوا صالحين لحمل الرسالة الربانية، فاصطفى سبحانه رسوله محمداً، وجعل أمته هي الأمة المختارة لحمل خاتمة رسالات الله للعالمين. وفي هذا تحذير ضمني للأمة المحمدية أن تفعل مثلما فعل بنو إسرائيل من قبل.
- وعيد الذين كذبوا على الله والتزموا الآثام بالإصرار على الكفر والإعراض عن النظر في آيات القرآن والاستهزاء بها.
- التنديد على المشركين جراء اتخاذهم آلهة وفق أهوائهم، وجحودهم البعث، وتهديدهم بالخسران يوم البعث، ووصف أهوال ذلك، وما أعد فيه من العذاب للمشركين ومن رحمة للمؤمنين.
- تضمنت السورة تحذيراً شديداً من اتباع الهوى والضلال على علم؛ إذ إن هذا الاتباع يختم على السمع والقلب، ويُغشي النظر؛ فلا يكون لصاحبه هداية، ويندفع في ضلاله وطغيانه، فينكر البعث والجزاء.
- وصفت السورة الذين يُعرضون عن آيات الله بالاستكبار والإعراض عن الاتعاظ والاعتبار؛ خلوداً إلى الدنيا، وغروراً بها، وكفراً بالله الذي خلقهم، وأحياهم، ثم يميتهم، ويجمعهم إلى يوم القيامة لا ريب فيه.
- وصف بعض أحوال يوم الجزاء؛ حيث تُدعى كل أمة إلى كتابها؛ لتلقى جزاءها؛ (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته) (الجاثية:30)، (وأما الذين كفروا) فيقال لهم: (أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين) (الجاثية:31) فاليوم جزاؤهم جهنم، لا يخرجون منها، ولا هم يستعتبون.
- تشبيه الذين أهملوا النظر في آيات الله مع تبيانها، وخالفوا على رسولهم صلى الله عليه وسلم فيما فيه صلاحهم بحال بني إسرائيل في اختلافهم في كتابهم، بعد أن جاءهم العلم، وبعد أن اتبعوه، فما الظن بمن خالف آيات الله من أول وهلة؟ تحذيراً للعباد من أن يقعوا فيما وقع فيه بنو إسرائيل من تسليط الأمم عليهم، وذلك تحذير بليغ.
- تثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم بأن شأن شرعه مع قومه كشأن شريعة موسى، لا تسلم من مخالف، وأن ذلك لا يقدح فيها، ولا في الذي جاء بها، وأن لا يعبأ بالمعاندين ولا بكثرتهم؛ إذ لا وزن لهم عند الله.
- تنتهي آيات السورة بإثبات الحمد والكبرياء لله رب السماوات والأرض العزيز الحكيم.
تلخيص سورة الجاثية
قال-تبارك وتعالى-: تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ.
إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ.
وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ.
3- ثم توعد- سبحانه - بعد ذلك الأفاكين بأشد أنواع العذاب، لإصرارهم على كفرهم، واتخاذهم آيات الله هزوا.
قال-تبارك وتعالى-: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ.
يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها، فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ.
وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ.
4- ثم انتقلت السورة الكريمة إلى بيان جانب من نعم الله-تبارك وتعالى- على خلقه، تلك النعم التي تتمثل في البحر وما اشتمل عليه من خيرات، وفي السموات والأرض وما فيهما من منافع.
قال- سبحانه -: اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ، وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ، وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
5- ثم بين- سبحانه - موقف بنى إسرائيل من نعم الله-تبارك وتعالى-، وكيف أنهم قابلوا ذلك بالاختلاف والبغي، ونهى- سبحانه - نبيه صلّى الله عليه وسلّم عن الاستماع إليهم، وبين أنه لا يستوي عنده- عز وجل - الذين اجترحوا السيئات، والذين عملوا الصالحات.
فقال-تبارك وتعالى-: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ، أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ.
وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ، وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ.
ثم حكى بعض الأقوال الباطلة التي تفوه بها الكافرون، ورد عليها بما يزهقها ويثبت كذبها، قال-تبارك وتعالى-: وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ، وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ.
وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.
قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ، ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ.
وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.
6- ثم أخذت السورة الكريمة في أواخرها، في بيان أهوال يوم القيامة، وفي بيان عاقبة الأخيار وعاقبة الأشرار.
قال-تبارك وتعالى-: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ.
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا، أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ، فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ.
7- ثم ختم- سبحانه - السورة الكريمة بالثناء على ذاته بما هو أهله، فقال-تبارك وتعالى-: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ، رَبِّ الْعالَمِينَ، وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
هذا، والمتدبر في هذه السورة الكريمة، يراها تدعو الناس إلى التفكر فيما اشتمل عليه هذا الكون من آيات دالة على وحدانية الله-تبارك وتعالى- وكمال قدرته، كما أنه يراها تحكى بشيء من التفصيل أقوال المشركين وترد عليها، وتبين سوء عاقبتهم كما يراها تسوق ألوانا من نعم الله على خلقه، وتدعو المؤمنين إلى التمسك بكتاب ربهم، وتبشرهم بأنهم متى فعلوا ذلك ظفروا برضوان الله تعالى وثوابه.
فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته، ذلك هو الفوز المبين، كما يراها تهتم بتفصيل الحديث عن أهوال يوم القيامة، لكي يفيء الناس إلى رشدهم، ويستعدوا لاستقبال هذا اليوم بالإيمان والعمل الصالح.
قال-تبارك وتعالى-: وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً، كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا، الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ، إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
نسأل الله-تبارك وتعالى- أن ينجينا من أهوال هذا اليوم، وأن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ذلك الفضل من الله، وكفى بالله عليما.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قراءة سورة الجاثية مكتوبة :
- سورة الجاثية مكتوبة برواية حفص عن عاصم
- سورة الجاثية برواية ورش عن نافع مكتوبة
- سورة الجاثية برواية قالون عن نافع قراءة
- تحميل سورة الجاثية مكتوبة pdf تحميل
- سورة الجاثية بخط كبير مع التفسير مكتوبة
فضائل سور أخرى من القرآن الكريم :
قم باختيار القارئ لتحميل سورة الجاثية كاملة بجودة عالية
القرآن الكريم mp3 | السورة : الجاثية - استماع و تحميل بصوت أربعين قارئ - الرواية : حفص عن عاصم & ورش عن نافع - نوع القراءة : ترتيل & تجويد
أحمد العجمي ابراهيم الاخضر بندر بليلة خالد الجليل حاتم فريد الواعر حسن صالح خليفة الطنيجي سعد الغامدي سعود الشريم ابوبكر الشاطري الشحات أنور صلاح بوخاطر عبد الباسط عبدالرحمن العوسي عبدالرحمن السديس عبد الرشيد صوفي عبدالعزيز الزهراني عبد الله بصفر عبد الله الجهني عبد الله كامل علي الحذيفي علي جابر عمر القزابري العيون الكوشي غسان الشوربجي فارس عباد ماهر المعيقلي محمد أيوب محمد المحيسني محمد جبريل المنشاوي الحصري محمود البنا مشاري العفاسي مصطفى اسماعيل ناصر القطامي نورين صديق وديع اليمني ياسر الدوسري ياسين الجزائري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Saturday, December 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب