حديث ألا أحدثك ثنتين من فعلهما دخل الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال

أحاديث نبوية | مجمع الزوائد | حديث أبو موسى الأشعري

«ألا أُحدِّثُك ثنتينِ مَن فعَلهما دخَل الجنَّةَ قُلْنا (بلى يا رسولَ اللهِ قال يحفَظُ الرَّجلُ ما بين فُقْمَيْه وما بين رِجْلَيْه قال فرجَعْتُ أنا وصاحبي) فقُلْنا واللهِ إنَّ هذا لشديدٌ كيف يستطيعُ المرءُ أن يحفَظَ ما بين فُقْمَيْه فلا يتكلَّمُ إلَّا بخيرٍ قال فأتَيْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم فقُلْنا يا رسولَ اللهِ إنَّك ذكَرْتَ خَصلتينِ شديدتينِ ومَن يستطيعُ أن يملِكَ لسانَه يا رسولَ اللهِ قال فسِتٌّ مَن فعَلهن دخَل الجنَّةَ قُلنا وما هنَّ قال مَن لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا ولا يزني ولا يأتي ببهتانٍ يفتَريه فأتمَّ الآيةَ كلَّها فكانَتْ هذه أشدَّ من الأُولى»

مجمع الزوائد
أبو موسى الأشعري
الهيثمي
رجاله وثقوا‏‏

مجمع الزوائد - رقم الحديث أو الصفحة: 10/301 -

شرح حديث ألا أحدثك ثنتين من فعلهما دخل الجنة قلنا بلى يا رسول الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُ أصْحابَه فَضائلَ الأعْمالِ الَّتي تَكونُ سَببًا في دُخولِ الجنَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي أبو موسى عبدُ اللهِ بنُ قَيسٍ الأشْعَريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سأَله: ألَا أُحدِّثُكَ بأمرَينِ، أو خَصلَتَينِ، مَن فعَلَهما دخَل الجنَّةَ؟ وهذا عَرضٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، المَقصودُ منه جَذبُ انْتِباهِ أبي موسى ومَن معَه، وعلى الفَورِ، فقد طلَبوا منه أنْ يُخبِرَهم بتلك الخَصلَتَينِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يَحفَظُ الرَّجلُ ما بينَ فكَّيْه، وما بينَ رِجلَيْه»، والمُرادُ: أنْ يَحفَظَ الإنْسانُ اللِّسانَ؛ لأنَّه يقَعُ بينَ اللَّحيَيْنِ، وهما العَظْمانِ في جَانِبَيِ الفَمِ، فيَجتَنِبَ كلَّ ما حُرِّمَ فِعلُه باللِّسانِ كالغِيبةِ، والنَّمِيمةِ، والسَّبِّ، والقَذفِ، وما شابَهَه، ويَفعَلُ ما يجِبُ عليه من ذِكرٍ، وأمرٍ بمَعروفٍ، ونَهيٍ عن مُنكَرٍ، وكذلك يَحفَظُ فَرْجَه، فلا يُصيبُ به حَرامًا، فيَتجنَّبُ الزِّنا والفَواحِشَ.
ولمَّا سَمِع أبو موسى ذلك هو وصاحِباهُ شَعَروا بأنَّ هاتَينِ الخَصْلَتَينِ شَديدَتانِ على المُسلِمِ، فكيْف يَستَطيعُ المَرءُ أنْ يَحفَظَ لسانَه فلا يَتكلَّمُ إلَّا بخَيرٍ؟! فرَجَعوا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وذكَروا له ما شَعَروا به مِن صُعوبةِ هاتينِ الخَصلَتَين، فأخبَرَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسِتِّ أُمورٍ أُخْرى يُمكِنُ أنْ تَكونَ بَديلةً للخَصلَتَينِ السَّابِقَتَينِ، ومَن فعَل هذه السِّتَّ خِصالٍ دخَل الجنَّةَ، وهذه الخِصالُ والأعْمالُ هي أوَّلًا: عَدمُ الإشْراكِ باللهِ، والاستِمْرارُ على التَّوْحيدِ الخالِصِ مِنَ الشِّركِ، وإفْرادُ اللهِ تعالى بالعِبادةِ.

وثانيًا: عَدمُ الوُقوعِ في فاحِشةِ الزِّنا؛ لأنَّ الإسْلامَ يَحْمي أعْراضَ النَّاسِ وأنْسَابَهم.
وثالثًا: عَدمُ الإتْيانِ ببُهْتانٍ مُفتَرًى بيْنَ الأيْدي والأرجُلِ، والافْتِراءُ هو الاخْتِلاقُ والكَذِبُ، والمَعنى: ألَّا يَبْهَتَ المُسلِمُ النَّاسَ افْتراءً واخْتِلاقًا بما لم يَعلَمْه منهم، فيَجْني عليهم مِن قِبَلِ نفْسِه بكَذبٍ، والنَّاسُ بُرآءُ ممَّا افْتَراه عليهم، واليَدُ والرِّجلُ كِنايةٌ عنِ الذَّاتِ، وقيلَ: نسَب الافْتِراءَ إلى اليَدِ والرِّجلِ بسَبَبِ أنَّ مُعظَمَ الأفْعالِ تقَعُ بهما، وإنْ شارَكَهما سائِرُ الأعْضاءِ.
ثمَّ أتمَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الآيةَ كلَّها، وهو قولُ اللهِ تعالَى: { يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ الممتحنة: 12 ].
فالعَملُ الرَّابِعُ في الآيةِ هو عَدمُ العِصْيانِ في المَعروفِ، والعِصيانُ خِلافُ الطَّاعةِ، والمَعروفُ: اسمٌ جامِعٌ لكُلِّ ما عُرِفَ مِن طاعةِ اللهِ تعالَى، والإحْسانِ إلى النَّاسِ.
والخامِسُ: عَدمُ قَتْلِ الأوْلادِ؛ لأنَّ ذلك قَتْلٌ وقَطيعةُ رَحِمٍ، ولأنَّهم كانوا في الأغلَبِ يَقتُلونَ أوْلادَهم خَشيةَ الفَقرِ، فنَهاهم عن ذلك.
وسادسًا: عَدمُ السَّرِقةِ؛ لأنَّ الإسْلامَ جاءَ لحِمايةِ الأمْوالِ.
والمَعنى: أنَّ مَن ثبَت على الطَّاعاتِ، ولم يَرتَكِبْ مَعْصيةً مِن هذه المَعاصي الَّتي نُهيَ عنها؛ فثَوابُه مُحقَّقٌ، وسيَجِدُه يَومَ القيامةِ عندَ رَبِّه في جنَّاتِ النَّعيمِ؛ لأنَّ اللهَ لا يُخلِفُ الميعادَ.
فلمَّا سَمِع أبو مُوسى رَضِي اللهُ عنه ومَن معَه هذه الأعْمالَ السِّتَّةَ؛ كانت أشدَّ عليهم مِن المَرةِ الأُولى الَّتي أُمِروا فيها بخَصلَتَينِ فقطْ، وهذا مِن بابِ الخَوفِ، وليْس مِن بابِ اعْتِراضِهم على قوْلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّهم كانوا يَخافونَ ألَّا يَستَطيعوا فِعلَ ما أرْشَدَهم إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: أنَّ وَفاءَ المُسلِمِ بأحْكامِ الشَّرعِ يُدخِلُه الجَنَّةَ بفَضلِ اللهِ ورَحمَتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مجمع الزوائدقال رجل يا رسول الله هل للإسلام من منتهى قال نعم أيما أهل
مجمع الزوائدأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد متوشحا يتقي بفضوله
إتحاف الخيرة المهرةعن ابن عباس رضي الله عنهما قال فذكرت القيام
صحيح ابن حبانلا تعجزوا في الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد
تخريج صحيح ابن حبانكنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فكسفت الشمس فقام صلى الله عليه
تخريج صحيح ابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة إذا
تخريج صحيح ابن حبانمن أفطر في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة
تخريج صحيح ابن حبانويل للأمراء ليتمنين أقوام أنهم كانوا معلقين بذوائبهم بالثريا وأنهم لم يكونوا ولوا
تخريج صحيح ابن حبانكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا في المسجد إذ دخل أعرابي
تخريج صحيح ابن حبانأتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر فأمر به
تخريج صحيح ابن حبانمر حمار برسول الله صلى الله عليه وسلم قد كوي في وجهه تفور
تخريج صحيح ابن حبانيا رسول الله من أزواجك في الجنة قال أما إنك


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب