شرح حديث قلت لعروة كم لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال عشرا
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
اهتمَّ النَّاسُ بسِيرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اهتمامًا جعَلهُم يَسألُونَ عن كلِّ كبير وصغير في حَياتِهِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي التَّابعيُّ عَمرُو بنُ دِينارٍ أنَّه سَأَل التَّابعيَّ عُروةَ بنَ الزُّبيرِ: كمْ لَبِثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمكَّةَ؟ وذلكَ قبْلَ الهِجرَة إلى المدينةِ، والمرادُ بإقامتِه بمكَّةَ هو الوقتُ مِن أوَّلِ بَعثتِه، وإلَّا فإنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ بُعِثَ بالرِّسالةِ وهو في مكَّةَ وعُمرُه أربعونَ سَنةً، فقالَ عُروةُ: عَشْرَ سِنينَ، فذكَرَ له عَمرٌو أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاس رَضيَ اللهُ عنهما يقولُ: «بِضْعَ عَشْرةَ»، والبِضعُ: مِنَ الثَّلاثةِ إلى العَشرةِ، والمرادُ به: ثَلاثَ عشْرةَ سنَةً، كما في الصَّحيحينِ مِن حَديثِ ابنِ عبَّاسٍ، وهذا هوَ الصَّحيحُ؛ فأهْلُ السِّيَرِ اتَّفقُوا على أنَّه أقامَ بالمَدينةِ عَشرًا، وبمكَّةَ قبلَ النُّبوَّةِ أربعينَ، وتُوفِّي وعُمرُه ثلاثٌ وسِتُّونَ؛ فتَكونُ إقامتُه بمكَّةَ قبلَ الهِجرَةِ ثلاثَ عَشرَةَ سنَةً، «فغَفَّرَهُ» أي: دَعا عُروةُ لابنِ عبَّاس بالمَغفِرَةِ، فكأنَّه قال: أخطَأ أو وَهِم غفَرَ اللهُ لهُ، وذكر أن ابن عباس إنَّما أخَذَه مِن قولِ الشَّاعرِ؛ يَقصِدُ الشَّاعِرَ أبا قَيسِ صِرمةَ بنَ أبي أنسٍ عِندما قال:
ثَوَى في قُريشٍ بِضْعَ عَشرةَ حجَّةً *** يُذَكِّرُ لو يَلقى صديقًا مُواتِيا
وقدْ ذكَرَ بعضُهم رِوايةَ: «فصَغَّرَه» مِن الصِّغَرِ، أي: أشارَ إلى أنَّ ابنَ عبَّاسٍ كان صَغيرًا في ذلكَ الوقتِ، فلم يَضبِطْه؛ لصِغَرِه، وقدْ وُلِد ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما قبْلَ الهجرةِ بثَلاثِ سِنينَ، لكنَّ الصَّوابَ ما قالَه ابنُ عبَّاسٍ، وليْس ما قالَه عُروةُ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم