حديث إن شهداء أمتي إذن لقليل قالوا فمن هم يا رسول الله قال

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث أبو هريرة

«ما تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، مَن قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، قالَ: إنَّ شُهَداءَ أُمَّتي إذنْ لَقَلِيلٌ، قالوا: فمَن هُمْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: مَن قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في الطَّاعُونِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في البَطْنِ فَهو شَهِيدٌ. قالَ ابنُ مِقْسَمٍ: أشْهَدُ علَى أبِيكَ في هذا الحَديثِ أنَّه قالَ: والْغَرِيقُ شَهِيدٌ. وفي روايةٍ: قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مِقْسَمٍ: أشْهَدُ علَى أخِيكَ أنَّه زادَ في هذا الحَديثِ: ومَن غَرِقَ فَهو شَهِيدٌ.»

صحيح مسلم
أبو هريرة
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 1915 - أخرجه مسلم (1915)

شرح حديث ما تعدون الشهيد فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الشَّهادةُ في سَبيلِ اللهِ تعالَى مَنزِلةٌ عظيمةٌ، ومَرتَبةٌ جليلةٌ، أَجْرُهَا عظيمٌ، وثوابُها كبيرٌ، وأنواعُ الشَّهادةِ كَثيرةٌ مُتَعَدِّدَةٌ؛ أَشْرَفُهَا القَتْلُ في سبيلِ اللهِ تعالى.
وفي هذا الحديثِ يَسألُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّحابةَ رَضيَ اللهُ عنهم معلِّمًا لهم، فيقولُ: «ما تَعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم؟»، أي: مَن تَظنُّون أنَّه شهيدٌ وتَحتسِبونه عندَ اللهِ مِنَ الشُّهداءِ؟ فقال الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم: «يا رسولَ اللهِ، مَنْ قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فَهوَ شَهيدٌ»، أي: إنَّ الشَّهيدَ عِندنا -يا رسولَ اللهِ- هو مَنْ يُقتَلُ في أرضِ المعركةِ وهو يُحارِبُ في سبيلِ اللهِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذنْ لقليلٌ»، أي: لو كان الشَّهيدُ فقط هو مَنْ يَموتُ في أرضِ المعارِكِ وهو يُحارِبُ في سبيلِ اللهِ، فشهداءُ المسلِمين إذنْ لقليلٌ، فسَألَه الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم: «فمَنْ هُمْ يا رسولَ اللهِ؟» أي: فَمَنْ هُمُ الَّذين يُعَدُّونَ شُهداءَ غَيْرَ مَنْ يُقتَلُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فَهوَ شَهيدٌ» أي: مَنْ قُتِلَ في المعارِكِ وهو يُقاتِلُ في سبيلِ اللهِ، فهو مِنَ الشُّهداءِ، «ومَنْ ماتَ في سبيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»، أي: وَمَنْ مات في أيِّ وَجهٍ مِن وُجوهِ طاعةِ اللهِ وهو عاقدٌ نِيَّتَه على أنَّه يُجاهِدُ في سبيلِ اللهِ، فهو مِنَ الشُّهداءِ، وسبيلُ اللهِ واسِعٌ يَشمَلُ أعمالًا كثيرةً مِنَ الخيرِ الَّذي يُبْتَغَى فيه وجهُ اللهِ.
ثمَّ ذكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَنْ مات بمرضِ الطَّاعونِ فهو مِنَ الشُّهداءِ، والطَّاعونُ هُو قُروحٌ تَخرُجُ في الجَسَدِ، فتَكونُ في المَرافقِ، أوِ الآباطِ، أوِ الأيدي، وسائرِ البَدَنِ، ويَكونُ معه وَرَمٌ وألَمٌ شَديدٌ، وقيلَ: إنَّ الطَّاعونَ اسمٌ لكُلِّ وَباءٍ عامٍّ يَنتَشِرُ بسُرعةٍ، وقدْ سُمِّيَ طاعونًا لِسُرعةِ قَتْلِه.
ثمَّ ذكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَنْ مات بمرَضٍ في بَطنِهِ -كالاستسقاءِ والإسهالِ ونحوِهِمَا- فهو مِنَ الشُّهداءِ.
وفي رِوايةٍ: «ومَن غَرِقَ فَهو شَهِيدٌ»، وعندَ البُخاريِّ: «صاحِبُ الهَدْمِ»، وهو الَّذي ماتَ تَحْتَ الهَدْمِ، والهَدْمُ اسمٌ لِما يَقَعُ، كالجِدارِ ونحْوِه.
وهذه الأنواعُ وغيرُها ممَّا ذُكِر في السُّنَّةِ النَّبويَّةِ كلُّها مَيْتاتٌ فيها شِدَّةُ تَفضُّلِ اللهِ على أُمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنْ جَعَلَها تَمحيصًا لِذُنوِبهم، وزِيادةً في أُجورِهم، يُبلِّغُهم بها مَراتبَ الشُّهداءِ.
ويَتحصَّلُ مِن ذلك أنَّ الشُّهداءَ قِسمانِ: شَهيدُ الدُّنيا، وشَهيدُ الآخرةِ، فشَهيدُ الدُّنيا هو مَن يُقتَلُ في حرْبِ الكفَّارِ مُقبِلًا غيرَ مُدْبرٍ مُخلِصًا، والَّذي حُكمُه ألَّا يُغَسَّلَ، ولا يُصَلَّى عليه، وشَهيدُ الآخِرةِ هو مَن يُعطَى مِن جِنسِ أجْرِ الشُّهداءِ، ولا تَجري عليه أحكامُهم في الدُّنيا، فيُغسَّلون ويُكفَّنون ويُصلَّى عليهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمالجرس مزامير الشيطان
صحيح مسلمإن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم
صحيح مسلملما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل
صحيح مسلمعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن
صحيح مسلمما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما
صحيح مسلمسرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانت عشيشية ودنونا
صحيح مسلمكان الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ثم أمره
صحيح مسلممن طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه
صحيح مسلمعن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه
صحيح مسلمإن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل
صحيح مسلمإذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى وإذا خلع فليبدأ بالشمال ولينعلهما جميعا أو ليخلعهما
صحيح مسلمإن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب