شرح حديث أنه سئل عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما شانه
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَريمًا طيِّبَ الخُلقِ مع أصحابِه، وكان يُحسِنُ مُخالَطتَهم ويَدْعو لهم، وكانوا يُبادِلونه الحُبَّ والمودَّةَ، ومِن شِدَّةِ حُبِّهم له حَفِظوا صِفاتِه الحسِّيَّةَ والمَعنويَّةَ، وحَدَّثوا بها مَن بعْدَهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ مُعاوِيةُ بنُ قُرَّةَ أنَّ أنَسَ بنَ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه سَألَهُ أحدُ النَّاسِ عَنِ الشَّعرِ الأبيضِ الَّذي كان في شَعرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأجابَ أَنَسٌ بما رآهُ وأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ما شانَهُ اللهُ ببيضاءَ»، أي: ما عابَهُ اللهُ بشَعرٍ أبيضَ، والمُرادُ أنَّ شَعرَهُ الأبيضَ لم يكُنْ كثيرًا ولا كَثيفًا بحيث يُغيِّرُ هيئتَهُ ويُظهِرُ كِبَرَ سِنِّهِ أو ضَعْفَهُ، وهذا ممَّا يَعيبُ به النَّاسُ بعضُهُمْ بَعْضًا، ولكنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانتْ له شَعَرَاتٌ بِيضٌ بانَتْ في لِحْيَتِهِ يُمكِنُ عدُّها، ولم تَحْتَجْ إلى تَغْييرِها بالحِنَّاءِ وغَيْرِها، فلم يكُنْ شَيبُه كَثيرًا بَيِّنًا.
والشَّيبُ ليْس بعَيبٍ، خاصَّةً وأنَّه أمرٌ خُلقيٌّ لا صُنعَ للإنسانِ فيه؛ فقدْ رَوى أبو داودَ عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رَضيَ اللهُ عنهما، قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا تَنتِفوا الشَّيبَ؛ فإنَّه نورُ الإسلامِ، ما مِن مُسلمٍ يَشيبُ شَيبةً في الإسلامِ إلَّا كانت له نُورًا يومَ القيامةِ».
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم