حديث يا رسول الله اقبل عني عملك قال وما لك قال سمعتك تقول

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عدي بن عميرة الكندي

«مَنِ اسْتَعْمَلْناهُ مِنكُم علَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنا مِخْيَطًا فَما فَوْقَهُ؛ كانَ غُلُولًا يَأْتي به يَومَ القِيامَةِ، قالَ: فَقامَ إلَيْهِ رَجُلٌ أسْوَدُ مِنَ الأنْصارِ -كَأَنِّي أنْظُرُ إلَيْهِ- فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، اقْبَلْ عَنِّي عَمَلَكَ، قالَ: وما لَكَ؟ قالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ: كَذا وكَذا، قالَ: وأنا أقُولُهُ الآنَ، مَنِ اسْتَعْمَلْناهُ مِنكُم علَى عَمَلٍ، فَلْيَجِئْ بقَلِيلِهِ وكَثِيرِهِ، فَما أُوتِيَ منه أخَذَ، وما نُهي عنْه انْتَهَى.»

صحيح مسلم
عدي بن عميرة الكندي
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 1833 -

شرح حديث من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ناصحًا ومُعلِّمًا لأُمَّتِه، فكان يُرشِدُ أصحابَه إلى ما فيه صَلاحُهم، وما يُناسِبُ حالَ كلِّ واحدٍ منهم، ويَنْهاهم عمَّا لا يُطِيقونَه مِن الأعمالِ، ومِن ذلك أنَّه بيَّن لهم ما يَنْبغي لِلْوالي فِعلُه مِن أداءِ الحقوقِ وعَدمِ أخْذِ الأموالِ بغيرِ حقٍّ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَنِ اسْتَعْمَلْناه منكم» أي: جَعَلْناه عامِلًا وواليًا «على عملٍ» مِن أعمالِ الدِّينِ، كأخذِ الزَّكاةِ والفَيءِ والخَراجِ، أو أعمالِ الدُّنيا ممَّا يُبِيحُ له جمْعَ ما أمَرَ به الشَّرعُ مِن أموالٍ، فأَخْفَى علينا مِن هذه الأموالِ ما يُساوي «مِخْيَطًا»، أي: إِبْرَةً «فما فَوْقَهُ»، أي: شيئًا يكونُ فَوْقَه في الصِّغَرِ أو الكِبَرِ؛ كان ذلك الكِتْمَانُ «غُلُولًا»، أي: خِيَانَةً، وأصْلُ الغُلولِ: هو ما سُرِق وأُخِذ مِن الغَنيمةِ قبْلَ أنْ تُقسَمَ، وفي حُكمِه الأموالُ العامَّةُ الَّتي تُعتبَرُ مِلكًا للأُمَّةِ إذا أخَذَ منها ما لا يَستحِقُّ، ولذلك فإنَّ هذا الَّذي كَتَم وغَلَّ يَأْتي بِما غَلَّ يومَ القيامةِ، تَفضِيحًا له، يُحاسَبُ عليه ويُعذَّبُ به.
وأخبَرَ الصَّحابيُّ عَديُّ بنُ عَمِيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رجُلًا أسْوَدَ مِنَ الأنصارِ -وهُم أهلُ المدينةِ- قام إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقولُه: «كأَنِّي أنْظُرُ إليهِ» تأكيدٌ لحالِ تَذكُّرِه الموقفَ وفِعلَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وما حَدَّثهم به، فقال هذا الرَّجلُ: «يا رسولَ الله، اقْبَلْ عنِّي عَمَلَك» أي: اعْزِلْني مِن هذا العملِ الَّذي تَولَّيْتُه وكلِّفْ به غيْري، وقد طلَبَ الرَّجلُ ذلك تَورُّعًا وخَوفًا على نفْسِه أنْ يَدخُلَ في هذا الوعيدِ، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وما لكَ؟» أيُّ عُذرٍ لكَ أيُّها الرَّجلُ في رَدِّ عَمَلي علَيَّ وانخلاعِكَ منه، وما السَّببُ في استقالتِكَ؟ فذكَرَ الرَّجلُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما حَدَّث وما أنْذَرَ به عُمَّالَه من الوَعِيدِ، وهو لا يَخلُو مِن الزَّلَلِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وأنا أَقُولُه الآنَ» في هذا الزَّمنِ الحاضرِ، يعني أنا ثابتٌ على ما سَبَق مِنَ القولِ: «مَنِ استَعْمَلْناه منكم» أي: جعَلْناهُ عاملًا على عمَلٍ، «فلْيَجِئْ بقَلِيلِه وكثيرِه» أي: بقَليلِ ما أخَذَ وكَثيرِه، وهذا يدُلُّ على أنَّه لا يُباحُ له أنْ يَقتطِعَ منه شيئًا لنفْسِه ولا لغيرِه، لا أُجرةً ولا غيْرَها، إلَّا أنْ يَأذَنَ له الإمامُ الَّذي تَلزَمُه طاعتُه، فما أُعْطِيَ مِن ذلك العملِ أُجرةَ عَملِه، فله أنْ يَأخُذَه، وما مُنِع مِن أخْذِه امْتَنَع عنه وترَكَه، وهذا تَأكيدٌ لِمَا قَبْلَه.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن الخِيانةِ.
وفيه: النَّهيُ عن الغُلولِ وأنَّ الوعيدَ فيه عَظيمٌ وخَطيرٌ في القليلِ والكثيرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمإن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما
صحيح مسلمأن النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعتم بمدينة جانب منها في البر
صحيح مسلميكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده
صحيح مسلمكنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت رجلا حديد البصر فرأيته
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت
صحيح مسلملأنا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء
صحيح مسلميتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة
صحيح مسلمعليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك
صحيح مسلممن خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت
صحيح مسلمإنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع
صحيح مسلمخيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم
صحيح مسلمإذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, July 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب