حديث نعم فلانا وفلانا وفلانا ثم قال هل تفقدون من أحد قالوا نعم

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد

«أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ في مَغْزًى له، فأفَاءَ اللَّهُ عليه، فَقالَ لأَصْحَابِه: هلْ تَفْقِدُونَ مِن أَحَدٍ؟ قالوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا، ثُمَّ قالَ: هلْ تَفْقِدُونَ مِن أَحَدٍ؟ قالوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا، ثُمَّ قالَ: هلْ تَفْقِدُونَ مِن أَحَدٍ؟ قالوا: لَا، قالَ: لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا؛ فَاطْلُبُوهُ، فَطُلِبَ في القَتْلَى، فَوَجَدُوهُ إلى جَنْبِ سَبْعَةٍ قدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فأتَى النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَوَقَفَ عليه، فَقالَ: قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ، هذا مِنِّي وأنا منه، هذا مِنِّي وأنا منه، قالَ: فَوَضَعَه علَى ساعِدَيْهِ ليسَ له إلَّا سَاعِدَا النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَحُفِرَ له وَوُضِعَ في قَبْرِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلًا.»

صحيح مسلم
أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2472 -

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له فأفاء الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتفقَّدُ أصحابَه ويقومُ بزِيارتِهم، ويَسأَلُ عنهم، حتَّى في الغزواتِ والمعارِكِ؛ ليَعرِفَ أحْوالَهم وما يَستجِدُّ لهم في حَياتِهم، فيُرشِدُهم ويُعلِّمُهم، ويَدْعو لهم، ويُشرِّعَ ما يَرى أنَّه يَحتاجُ لتَشريعٍ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو بَرْزةَ نَضْلةُ بنُ عُبَيدٍ الأسلميُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان في مَغْزًى له، أي: في إحْدى غَزَواتِه، فَأفاءَ اللهُ عليه، والفَيْءُ عندَ الإطلاقِ هو كلُّ ما غَنِمَه المسْلِمون مِن الكفَّارِ بقِتالٍ أو غيرِه، وعندَ التَّخصيصِ هو ما أُخِذَ مِنَ الكُفَّارِ على سَبيلِ الغَلَبةِ بِلا قتالٍ ولا إسراعِ خَيْلٍ أو رِكابٍ أو نحوِهما، مِن جِزيةٍ، أو ما هَربُوا عنه لِخوفٍ أو غيرِه، أو صُولِحُوا عليه بِلا قتالٍ، وسُمِّيَ فَيْئًا لِرجوعِه مِنَ الكفَّارِ إلى المُسلمينَ، فَسألَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَهُ: هل تَفقِدُون أَحَدًا؟ يُريدُ مَن قُتِل مِن المسْلِمين في المعركةِ، فسَمَّى له الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم بعْضَ أسماءِ مَن قُتِلَ منهم، ثُمَّ أعادَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهمُ السُّؤالَ مرَّةً أُخرى فَأجابوا: نعم؛ فُلانًا وفلانًا وفلانًا، إمَّا هؤلاء تَكرارٌ للمَذكورينَ سابقًا، أو غيرُهم، ثُمَّ أعادَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ السُّؤالَ مَرَّةً ثالثَةً، فَأجابُوه: لا، نَفقِدُ سِوى مَن ذَكَرْنَا، وهذا السُّؤالُ مِنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنَّمَا مَقصودُه التَّنويهُ والتَّفْخيمُ بِمَنْ لم يَذكُروه ولا الْتَفَتُوا إليه؛ لِكونِه كان غامضًا في النَّاسِ، ولِكَونِ كلِّ واحدٍ منهم أُصِيبَ بِقَريبِهِ أوْ حَبِيبِه، فَقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَكِنَّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، أي: إنَّ فَقْدَه أَعظمُ مِن فَقْدِ كلِّ مَن فُقِدَ، والمصابُ به أشدُّ؛ فَاطلُبوه وابْحَثوا عنه، فَطُلِبَ في القَتْلى مِن الفريقينِ؛ فَوَجدُوه ميِّتًا إلى جَنْبِ سَبعةٍ مِن الكفَّارِ قدْ قَتَلَهُم جُلَيْبِيبٌ، ثُمَّ بعْدَ قَتلِه السَّبعةَ قَتَلَه مَن بَقِي مِن الكفَّارِ، فأخْبَروا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ به، فجاء النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَوقَفَ أمامَ جُثَّتِه، وأخبَرَهم أنَّه «قَتلَ سَبعةً، ثُمَّ قَتلُوه»، ثمَّ قال: «هذا مِنِّي وأنا منه»، وهذا معناهُ المبالَغةُ في اتِّحادِ طَريقَتَيهِمَا، واتِّفاقُهما في طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأنَّه مِن أهلِ طَريقةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسُنَّتِه في مُعاداةِ أعداءِ اللهِ تَعالَى، وكَرَّر النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقولتَه بَيانًا لفَضلِ جُلَيْبيبٍ رَضيَ اللهُ عنه، وما أعظَمَ هذه الفضيلةَ الَّتي حَصَلَت لجُلَيْبيبٍ رَضيَ اللهُ عنه مع كَونِه غيرَ مَشهورٍ عِندهم!
ثُمَّ أَقبَلَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِإكرامِه عليه، وجَعَله النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على «سَاعِدَيْه» جمْعُ ساعدٍ، وهو ما بيْنَ مَرفِقِ اليدِ إلى الكَفِّ، فحَمَله رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيه؛ مُبالغةً في كَرامَتِه؛ وَلِتنالَهُ بركةُ مُلامسَتِه، فَحُفِرَ له في الأرضِ مَوضعُ دَفنِه ووُضِعَ في قَبرِه.
ولم يَذكُرْ أبو بَرْزةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَسَّله أو أمَرَ بتَغسيلِه، والأصلُ أنَّ الشَّهيدَ لا يُغسَّلُ ولا يُصلَّى عليه؛ لِما وَرَد عندَ النَّسائيِّ عن عبدِ اللهِ بنِ ثَعْلبةَ رَضيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِقَتلى أُحدٍ: «زَمِّلوهم بدِمائهِم»، ولِما أخرَجَه البُخاريُّ عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما: «أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ في قَتْلى أُحُدٍ بدَفنِهم بدِمائهِم، ولم يُصلِّ عليهم، ولم يُغَسَّلوا».
وفي الحديثِ: فَضلُ جُلَيْبِيبٍ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: أنَّ مِن هَديِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ألَّا يُغَسِّلَ الشَّهيدَ.
وفيه: بَيانُ فَضلِ الشَّهادةِ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفيه: ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن التَّواضُعِ، وكَريمِ الأخلاقِ، وتَفقُّدِ أصحابِه، والتَّنويهِ بأقدارِهِم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمخرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا
صحيح مسلممر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت أمي أم سليم صوته فقالت
صحيح مسلمثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله كتب
صحيح مسلمنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل شيء من الدواب صبرا
صحيح مسلمصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بالمدينة فتقدم رجال فنحروا
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد
صحيح مسلمنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث
صحيح مسلمقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أصلح هذا
صحيح مسلمسئل علي أخصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء فقال ما خصنا
صحيح مسلمزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن تصل المرأة برأسها شيئا
صحيح مسلمإنكم قد أحدثتم زي سوء وإن نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى
صحيح مسلمأن امرأة قالت يا رسول الله أقول إن زوجي أعطاني ما لم يعطني


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, July 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب