حديث فقال له القوم أخبره إذ سألك قال كنا نخبر أنهم أربعة عشر

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عامر بن واثلة أبو الطفيل

«كانَ بيْنَ رَجُلٍ مِن أَهْلِ العَقَبَةِ وبيْنَ حُذَيْفَةَ بَعْضُ ما يَكونُ بيْنَ النَّاسِ، فَقالَ: أَنْشُدُكَ باللَّهِ كَمْ كانَ أَصْحَابُ العَقَبَةِ؟ قالَ: فَقالَ له القَوْمُ: أَخْبِرْهُ إذْ سَأَلَكَ، قالَ: كُنَّا نُخْبَرُ أنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، فإنْ كُنْتَ منهمْ فقَدْ كانَ القَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ، وَأَشْهَدُ باللَّهِ أنَّ اثْنَيْ عَشَرَ منهمْ حَرْبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَومَ يَقُومُ الأشْهَادُ، وَعَذَرَ ثَلَاثَةً، قالوا: ما سَمِعْنَا مُنَادِيَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَلَا عَلِمْنَا بما أَرَادَ القَوْمُ، وَقَدْ كانَ في حَرَّةٍ فَمَشَى، فَقالَ: إنَّ المَاءَ قَلِيلٌ، فلا يَسْبِقْنِي إلَيْهِ أَحَدٌ، فَوَجَدَ قَوْمًا قدْ سَبَقُوهُ، فَلَعَنَهُمْ يَومَئذٍ.»

صحيح مسلم
عامر بن واثلة أبو الطفيل
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2779 -

شرح حديث كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان الكفَّارُ والمنافِقون يَتربَّصون بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيَقتُلوه أو يُصيبُوه بأذًى، ولكنَّ اللهَ سُبحانه حَفِظَ نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن شَرِّ ما أرادُوه به.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو الطُّفَيلِ عامرُ بنُ واثلةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كانَ بَينَ رَجُلٍ مِن أهلِ العَقبةِ -قيل: اسْمُه وَدِيعةُ بنُ ثابتٍ- وبيْنَ حُذيفَةَ بنِ اليَمانِ رَضيَ اللهُ عنه بَعضُ ما يَكونُ بينَ النَّاسِ منَ المُغاضبَةِ والمخالفَةِ، وهَذه العَقبةُ لَيستِ العَقبَةَ المَشهورَةَ بمِنًى الَّتي كانت بها بَيعَةُ الأَنصارِ رَضيَ اللهُ عنهم، وإنَّما هَذه عَقبَةٌ على طَريقِ تَبوكَ اجْتَمَعَ المُنافقون فيها للغَدْرِ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوَةِ تَبوكَ، وتَفصيلُ ذلك رواهُ أحمدُ في مُسنَدِه؛ وذلك أنَّه لَمَّا أَقبَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن غَزوَةِ تَبوكَ في السَّنةِ التَّاسعةِ مِن الهجرةِ، وكانت ضِدَّ الرُّومِ، أَمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُناديًا، فَنادى في النَّاسِ: «إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَخَذَ» طَريقَ «العَقبةِ، فلا يَأخُذْها أحدٌ»، والعقبةُ هي الطَّريقُ بيْنَ جَبَلينِ، فَلمَّا أَخَذَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسار فيها، تعَرَّضوا له وهم مُتلَثِّمُونَ يُغَطُّون وُجوهَهم؛ لِئَلَّا يُعْرَفوا، وأرادوا به سوءًا ليَقتُلوه، فلَم يُقدِرْهمُ اللهُ تَعالَى عليه.
فقالَ هذا الرَّجلُ لحُذَيْفَةَ رَضيَ اللهُ عنه: «أَنْشُدُك باللَّهِ» أي: أَستَحلِفُك باللهِ، كَم كان عددُ أَصحابِ العَقبةِ؟ فقالَ القَومُ الحاضِرون لِحُذيفةَ رَضيَ اللهُ عنه: أَخبِرْه إذا سَألكَ واستَحْلَفَكَ باللهِ، فأخبَرَ حُذَيفةُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ عَددَهم على ما أُخبِرَ به كانوا أربعَةَ عَشَرَ، وعَبَّر بالمجهولِ؛ طَلبًا للسَّترِ، وإلَّا فحُذَيفةُ رَضيَ اللهُ عنه يَعلَمُهم يَقينًا؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَه بأسمائهِم وأعيانِهِم، ثُمَّ قال حُذَيفةُ رَضيَ اللهُ عنه للرَّجُلِ: فإنْ كُنتَ أيُّها الرَّجلُ مِن أصحابِ العَقَبةِ حِينئِذٍ، فَقَدْ كانَ القَومُ خَمسَةَ عَشَرَ، ثمَّ قال حُذيفَةُ رَضيَ اللهُ عنه: «وأَشهَدُ باللهِ أنَّ اثْنَي عَشَرَ» مِن هؤلاء المنافِقِين مُحارِبون للهِ ولِرسولِه في الحَياةِ الدُّنيا؛ لأنَّهم أرادوا قتْلَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ «ويَومَ يَقومُ الأَشهادُ»، أي: إنَّهم طُبِعَ على قُلوبِهم بالنِّفاقِ فَلا يَرجِعونَ عن عَداوَتِهم للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيُعذَّبون على نِفاقِهم في الآخرة، وعَذَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثةً منهم ورفَعَ عنهم اللَّومَ؛ لأنَّهم تَبِعوا غيْرَهم بسُوءِ فَهمٍ، وقالوا: ما سَمِعْنا مُناديَ رَسولِ اللهِ الَّذي نادَى: خُذوا بَطنَ الوادي، وبأنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذَ العقَبةَ، فلا يَأخُذْها أحدٌ، ولا عَلِمْنا بِما أرادَ المُنافِقونَ الَّذين أخَذُوا العقَبةَ مِنَ المَكرِ والفتْكِ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقَدْ كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في «حَرَّةٍ»، وهي الأَرضٍ ذاتِ حِجارةٍ سودٍ، فَمَشى فيها، وعَلِم أنَّ هناك ماءً قليلًا، فَقالَ: «إنَّ الماءَ قَليلٌ» لا يَكفي الجيشَ، «فَلا يَسبِقْنِي إليه أَحدٌ» بالاغترافِ والأخذِ منه حتَّى آتِيَه فأدْعُوَ اللهَ عليه، فيَكثُرَ الماءُ ويَفيضَ ببَركتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إلَّا أنَّ بعْضَهم قَد سَبَقوه إلى ذلك الماءِ؛ عِصيانًا لأمرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَعَنَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ودَعا عليه بالطَّردِ مِن رَحمةِ اللهِ؛ لمُخالَفَتِهم أَمْرَه، ولأنَّهم تَسبَّبوا في ذَهابِ البَركَةِ عنِ الماءِ القَليلِ.
وفي الحديثِ: مَعرفةُ حُذَيفةَ بنِ اليَمانِ رَضيَ اللهُ عنه بأسماءِ وعدَدِ المنافِقِين الَّذين أرادوا قتْلَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم من سفر فلما كان قرب
صحيح مسلمعدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا موعوكا قال فوضعت يدي
صحيح مسلمأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال خلق الله عز وجل
صحيح مسلمسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل يوم تبدل
صحيح مسلمقال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم قال فقيل نعم فقال
صحيح مسلمعن أبي بن كعب في قوله عز وجل ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون
صحيح مسلمكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة فقال النبي
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى
صحيح مسلمقال حذيفة بن اليمان والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما
صحيح مسلمأخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم
صحيح مسلمصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى
صحيح مسلمجئت يوم الجرعة فإذا رجل جالس فقلت ليهراقن اليوم هاهنا دماء فقال ذاك


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب