حديث رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث أبو موسى الأشعري

«رأَيْتُ في المنامِ أنِّي أُهاجِرُ مِن مكَّةَ إلى أرضٍ بها نخلٌ فذهَب وَهْلي إلى أنَّها اليَمَامةُ وهَجَرُ فإذا هي المدينةُ يَثرِبُ ورأَيْتُ في رؤياي هذه أنِّي هزَزْتُ سيفًا فانقطَع فإذا هو ما أُصيبَ مِن المُؤمِنينَ يومَ أُحُدٍ وهزَزْتُه مرَّةً أخرى فعاد أحسَنَ ما كان فإذا هو ما جاء اللهُ به مِن الفتحِ واجتماعِ المُؤمِنينَ»

صحيح ابن حبان
أبو موسى الأشعري
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 6276 -

شرح حديث رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

رَأَيْتُ في المَنامِ أنِّي أُهاجِرُ مِن مَكَّةَ إلى أرْضٍ بها نَخْلٌ، فَذَهَبَ وهَلِي إلى أنَّها اليَمامَةُ أوْ هَجَرُ، فإذا هي المَدِينَةُ يَثْرِبُ، ورَأَيْتُ في رُؤْيايَ هذِه أنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا، فانْقَطَعَ صَدْرُهُ فإذا هو ما أُصِيبَ مِنَ المُؤْمِنِينَ يَومَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ بأُخْرَى فَعادَ أحْسَنَ ما كانَ فإذا هو ما جاءَ اللَّهُ به مِنَ الفَتْحِ، واجْتِماعِ المُؤْمِنِينَ ورَأَيْتُ فيها بَقَرًا، واللَّهُ خَيْرٌ فإذا هُمُ المُؤْمِنُونَ يَومَ أُحُدٍ، وإذا الخَيْرُ ما جاءَ اللَّهُ به مِنَ الخَيْرِ وثَوابِ الصِّدْقِ، الذي آتانا اللَّهُ بَعْدَ يَومِ بَدْرٍ.
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3622 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان اللهُ سُبحانَه وتعالَى يُثبِّتُ قَلْبَ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالوَحيِ وبالرُّؤى الصَّادِقةِ الَّتي يَراها في مَنامِه، وقدْ أَراه اللهُ سُبحانَه الأرضَ الَّتي سيُهاجِرُ إليها، وبيَّنَ له صِفتَها، وأعْلَمَه بإشاراتٍ إلى ما سَيَقَعُ له ولأصْحابِه في أرضِ الهِجرةِ، ووقَعَت هذه الأحْداثُ بمُرورِ الزَّمنِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه رَأى في المَنامِ أنَّه يُهاجِرُ مِن مكَّةَ إلى أرضٍ بها نَخلٌ، فذهَبَ ظَنُّه إلى أنَّها اليَمامةُ، وهي منطقةٌ في نَجدٍ،.
«أو هَجَرُ»، وهي بَلدٌ في شرق الجزيرة العربية، ولكنْ بعْدَ مُرورِ الزَّمنِ أمَرَه اللهُ سُبحانَه أنْ يُهاجِرَ إلى المَدينةِ، فإذا ما رَآهُ في مَنامِه هي المَدينةُ يَثرِبُ.
ورَأى أيضًا أنَّه هَزَّ سَيفًا، فانْقطَعَ صَدْرُه، وقد تأوَّلَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ السَّيفَ هنا بالقَومِ الَّذين كانوا معَه، النَّاصِرينَ له، وفسَّرَ كَسرَه بما أُصيبَ مِن المؤمِنينَ يومَ أُحُدٍ في السَّنةِ الثَّالثةِ مِن الهِجرةِ، وإنَّما تَأوَّلَ انْقِطاعَ صَدْرِ السَّيفِ بقَتْلِ مَن قُتِلَ يومَ أُحدٍ؛ لأنَّهم كانوا مُعظَمَ صَدْرِ عَسكَرِه؛ إذ كان فيهم: عمُّه حَمزةُ، وغَيرُه مِن أشْرافِ المُهاجِرينَ والأنْصارِ، فاقتُبِسَ صَدْرُ القَومِ مِن صَدْرِ السَّيفِ، وهزُّه للسَّيفِ: هو حَمْلُه إيَّاهم على الجِهادِ وحثُّهم عليه؛ ولذلك قال: «ثمَّ هَزَزْتُه بأُخْرى فعاد أحسَنَ ما كان»، فإذا هو ما جاء اللهُ به مِن فَتحِ مكَّةَ، واجتِماعِ المؤمِنينَ، وإصْلاحِ حالِهم.
وقيلَ: يَعْني به -واللهُ أعلَمُ- ما صَنَع اللهُ لهم بعْدَ أُحدٍ؛ وذلك أنَّهم لم يَنكُلوا عنِ الجِهادِ، لكنْ جَدَّدوا نِيَّاتِهم، وقوَّوْا إيمانَهم وعَزَماتِهم، فخَرَجوا على ما بهمْ مِن الضَّعفِ والجِراحِ فغَزَوْا غَزْوةَ حَمْراءِ الأسَدِ مُستَظهِرينَ على عَدوِّهم بالقوَّةِ والجلَدِ، ثمَّ فتَحَ اللهُ تعالَى عليهم ونصَرَهم في غَزْوةِ بَني النَّضيرِ، ثمَّ في غَزْوةِ ذاتِ الرِّقاعِ، ثمَّ لم يَزِلِ اللهُ تعالَى يَجمَعُ المؤمِنينَ، ويُكثِّرُهم.
ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه رَأى في هذه الرُّؤْيا بقَرًا، فأوَّلَ الرُّؤْيا، فإذا البقَرُ همُ المؤمِنونَ الَّذين قُتِلوا يومَ أُحُدٍ، وهؤلاء المؤمِنونَ الَّذين عبَّر عنهم بالبقَرِ غيرُ المؤمِنينَ الَّذين عبَّر عنهم بصَدرِ السَّيفِ، فكان أولئك صَدرَ الكَتيبةِ، وهؤلاء مُقاتِلَتَها، والكلُّ مِن خَيرِ الشُّهداءِ وأفضَلِ الفُضَلاءِ.
وفي حَديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ عندَ أحمَدَ: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «رأيْتُ كأنِّي في دِرعٍ حَصينةٍ، ورَأيْتُ بقَرًا مُنْحَرةً، فأوَّلْتُ الدِّرعَ الحَصينةَ المَدينةَ، وأنَّ البقَرَ نفَرٌ»، ثمَّ قرَّرَ بقَولِه: «واللهُ خَيرٌ» أنَّ اللهَ سُبحانَه خَيرٌ لهؤلاء البقَرِ؛ لأنَّ ثَوابَ اللهِ خَيرٌ للنَّفرِ المَقْتولينَ بالشَّهادةِ، ولمَن أُصيبَ منهم بأجْرِ المُصيبةِ.
وقولُه: «وإذا الخيرُ ما جاء اللهُ به منَ الخَيرِ وثَوابِ الصِّدقِ الَّذي آتانا اللهُ»، أي: أعْطانا اللهُ عزَّ وجلَّ بعْدَ يومِ بَدرٍ، أي: مِن فَتحِ خَيبَرَ، ثمَّ مكَّةَ، وغيرِهما مِن الفُتوحاتِ.
قيلَ: إنَّ يومَ بَدرٍ في هذا الحَديثِ هو يومُ بَدرٍ الثَّاني، وكان مِن أمرِها: أنَّ قُريشًا لمَّا أصابَت في أُحدٍ مِن أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصْحابِه ما أصابَتْ، وأخَذوا في الرُّجوعِ؛ نادى أبو سُفْيانَ يُسمِعُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: مَوعِدُكم يومُ بَدرٍ في العامِ المُقبِلِ، فأمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَ أصْحابِه أنْ يُجيبَه بنَعمْ، فلمَّا كان العامُ المُقبِلُ -وهي السَّنةُ الرَّابعةُ منَ الهِجرةِ- خرَج في شَعْبانَ إلى بَدرٍ الثَّانيةِ، فوصَلَ إلى بَدرٍ، وأقامَ هناك يَنتظِرُ أبا سُفْيانَ، وخرَج أبو سُفْيانَ في أهلِ مكَّةَ حتَّى بَلَغ عُسْفانَ، ثمَّ إنَّهم غلَبَهمُ الخَوفُ، فرَجَعوا واعْتَذَروا بأنَّ العامَ عامُ جَدْبٍ، وكان عُذرًا مُحتاجًا إلى عُذرٍ، فأخْزى اللهُ المُشْرِكينَ، ونصَر المؤمِنينَ، ثمَّ إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يزَلْ مَنْصورًا، وبما يَفتَحُ اللهُ عليه مَسْرورًا، إلى أنْ أظهَرَ اللهُ تعالَى دِينَه على الأدْيانِ، وأخمَدَ كَلمةَ الكُفرِ والطُّغيانِ.
وفي الحَديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ النُّبوَّةِ.
وفيه: بَيانُ فَضلِ الرُّؤْيا، وشدَّةِ اهْتِمامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشَأنِها.
وفيه: ما يدُلُّ على أنَّ الرُّؤْيا قدْ تقَعُ مُوافِقةً لظاهِرِها مِن غيرِ تَأْويلٍ، وأنَّ الرُّؤْيا قبْلَ وُقوعِها لا يَقطَعُ الإنْسانُ بتَأْويلِها، وإنَّما هو ظنٌّ وحَدْسٌ؛ إلَّا فيما كان منها وَحْيًا للأنْبياءِ.
وفيه: بَيانُ ما ابْتَلى اللهُ عزَّ وجلَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصْحابَه رَضيَ اللهُ عنهم في أوَّلِ الأمرِ بالمُشْرِكينَ، ثمَّ كانت لهمُ العاقِبةُ المَحْمودةُ، وللهِ سُبحانَه وتعالَى الحَمدُ والمِنَّةُ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعالخيل لثلاثة هي لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر
صحيح البخاريالخيل لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل
صحيح البخاريالخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة أربعا وصلى العصر
صحيح البخاريعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صليت الظهر مع النبي صلى
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة أربعا وصلى العصر بذي
صحيح البخاريصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين
صحيح البخاريونحر النبي صلى الله عليه وسلم بيده سبع بدن قياما وضحى بالمدينة كبشين
صحيح البخاريصلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل
صحيح ابن حبانكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من مكة خرج من


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, December 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب