حديث أنه قال يا رسول الله أنعمل شيئا قد فرغ منه أم نستأنف العمل

أحاديث نبوية | مجمع الزوائد | حديث سراقة بن مالك

«أنه قال يا رسولَ اللهِ أنعملُ شيئًا قد فُرِغَ منه أم نستأنِفُ العملَ قال بل لعمَلٍ قدْ فُرِغَ منه فقال يا رسولَ اللهِ ففيمَ العملُ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كلٌّ ميسَّرٌ له عملُهُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الآنَ الجدُّ الآنَ الجدُّ»

مجمع الزوائد
سراقة بن مالك
الهيثمي
رجاله رجال الصحيح

مجمع الزوائد - رقم الحديث أو الصفحة: 7/198 -

شرح حديث أنه قال يا رسول الله أنعمل شيئا قد فرغ منه أم نستأنف


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

جَاءَ سُرَاقَةُ بنُ مَالِكِ بنِ جُعْشُمٍ قالَ: يا رَسُولَ اللهِ، بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأنَّا خُلِقْنَا الآنَ، فِيما العَمَلُ اليَومَ؟ أَفِيما جَفَّتْ به الأقْلَامُ وَجَرَتْ به المَقَادِيرُ، أَمْ فِيما نَسْتَقْبِلُ؟ قالَ: لَا، بَلْ فِيما جَفَّتْ به الأقْلَامُ وَجَرَتْ به المَقَادِيرُ، قالَ: فَفِيمَ العَمَلُ؟ قالَ زُهَيْرٌ: ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو الزُّبَيْرِ بشَيءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَسَأَلْتُ: ما قالَ؟ فَقالَ: اعْمَلُوا؛ فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2648 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



قَدَّر اللهُ سُبحانه وتَعالَى مَقاديرَ كلِّ شَيءٍ، وكَتَب على ابنِ آدَمَ حَظَّه في الدُّنيا والآخرةِ قبْلَ أنْ يَخلُقَه، وهي كِتابةُ عِلمٍ وإحاطةٍ بما سيَكونُ، وليْست كِتابةَ جَبرٍ وإكراهٍ، وقدْ أمَرَ سُبحانه الخلْقَ بأنْ يَعمَلوا وَفْقَ شرائعِه، ويَسَّر الأمورَ لهم، وخُيِّروا بيْنَ الإيمانِ باللهِ فيَسْعَدوا، أو الكفرِ والعِصيانِ فيَشْقُوا.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي جابرُ بنُ عبدِ الله رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ سُراقةَ بنَ مالكِ بنِ جُعشُمٍ رَضيَ اللهُ عنه جاءَ إِلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وطَلبَ مِنه أنْ يُبيِّنَ لَهم دِينَهم بَيانًا شافيًا، والمرادُ هنا ليْس بيانَ جَميعِ الدِّينِ، وإنَّما بَيانُ ما يَعتقِدونه ويَدِينون به في مَسألةِ القدَرِ، وهلِ الأعمالُ مَكتوبةٌ عندَ اللهِ ومُقدَّرةٌ مِن الأزلِ أمْ لا؟ كأَنَّهم خُلِقوا الآنَ غيرَ عالِمِين بهذه المسألةِ، وأوَّلُ أمرٍ أرادَ أنْ يُبيِّنَه له هو: هلِ العملُ الَّذي يَعمَلُه المرءُ اليومَ وما يَترتَّبُ عليه مِن الثَّوابِ والعقابِ، هوَ بتَقديرٍ سابقٍ منَ اللهِ عزَّ وجلَّ في الأَزلِ، فنَفَذَت به مَشيئتُه، ولا يُمكِنُ فيهِ التَّغيُّرُ والتَّبدُّلُ، أمْ هوَ شيءٌ لَم يُقدَّرْ في الأَزلِ، بلْ هي أفعالٌ صادرةٌ منَّا بقُدرتِنا ومَشيئتِنا، ويَجري عَلينا كُلُّ فِعلٍ في الوَقتِ الَّذي نَستقبِلُه ونَقصدُه، مِن غَيرِ أنْ يَجريَ عَليهِ التَّقديرُ، فيكون العقابُ مُرتَّبًا عليها بحَسَبِها؟ فأبطَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القسمَ الثَّانيَ، فأَجابَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقولِه: «لا، بلْ فيما جَفَّت به الأَقلامُ وجَرتْ بِه المقاديرُ»، أي: إنَّ العَملَ الَّذي يَعمَلُه المرءُ اليومَ هوَ بتَقديرٍ سابقٍ منَ اللهِ عزَّ وجلَّ في الأَزلِ مَكتوبٍ في اللَّوحِ المحفوظِ ونَفَذَت به أقدارُ اللهِ وأحكامُه، ولا يُمكِنُ فيهِ التَّغيُّرُ والتَّبدُّلُ، فسَألَ سُراقةُ رَضيَ اللهُ عنه: فَفِيمَ العملُ؟ وأيُّ فائدةٍ لعَملِنا إذا جَفَّت به الأقلامُ وجَرَت به المقاديرُ؛ لأنَّ قَدَرَ اللهِ لا يُبدَّلُ، وقَضاءَهُ لا يُغيَّرُ، سواءٌ عَمِلنا الأعمالَ الصَّالحةَ أمْ عَمِلْنا غيْرَها؟
وأخبَرَ زُهَيْرُ بنُ مُعاويةَ أحدُ رُواةِ الحديثِ أنَّ شَيْخَه أبا الزُّبيرِ محمَّدَ بنَ مُسلمٍ تَكلَّمَ بكَلامٍ لم يَفهَمْ مَعناه، فسَألَ عمَّا قال ولم يَسمَعْه، فأُخبِرَ أنَّه روى أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال في تَمامِ الحديثِ: «اعمَلوا» يعني: ما أُمرِتُمْ به، ولا تَتَّكِلوا على ما جَفَّت به الأقلامُ؛ «فَكُلٌّ مُيسَّرٌ»، أي: لا تَدَعوا العَمَلَ؛ فالجنَّةُ لا تَأتي إلَّا بِعملٍ، والنَّارُ لا تَأتي إلَّا بِعَملٍ؛ فَلا يَدخُلُ الجنَّةَ إلَّا مَن عَمِلَ بعَملِ أَهلِ الجنَّةِ، وَلا يَدخُلُ النَّارَ إلَّا مَن عَمِلَ بعَملِ أَهلِ النَّارِ، وكُلٌّ مُيسَّرٌ لِما خُلِقَ لَه، فمن كتب في أَهلُ السَّعادةِ فيُيسَّرون لعَملِ أَهلِ السَّعادةِ، ومن كتب في أَهلُ الشَّقاوةِ فيُيَسَّرون لعَملِ أَهلِ الشَّقاوةِ، فعَمَلُكم أيُّها النَّاسُ عَلامةٌ على ما خُلِقْتُم لأجْلِه، فأمَرَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالتزامِ ما يَجِبُ على العبدِ مِن العُبوديَّةِ، وزَجَرَهم عن التَّصرُّفِ في الأمورِ الغيبيَّةِ.
وفي الحديثِ: ثُبوتُ قَدَرِ اللهِ السَّابقِ لِخَلقِه، وهوَ عِلمُه بالأَشياءِ قَبلَ كَونِها، وكِتابَتُه لَها قَبلْ بَرْئِها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مجمع الزوائدعن أبي الأسود الدؤلي أنه سأل عمران بن حصين وعبد الله بن مسعود
مجمع الزوائدعجبت من قضاء الله سبحانه للمؤمن إن أصابه خير حمد ربه وشكر وإن
مجمع الزوائدإن ابني هذا يعني الحسن سيد وليصلحن الله عز وجل به بين فئتين
مجمع الزوائدصلب الحجاج ابن الزبير على عقبة المدينة ليري ذلك قريشا فلما أن تفرقوا
مجمع الزوائدسمعت عليا يقول لعبد الله السبائي ويلك والله ما أفضى إلي بشيء كتمه
مجمع الزوائدالذهب بالذهب والفضة بالفضة والحنطة بالحنطة والشعير بالشعير والملح بالملح مثلا بمثل فمن
مجمع الزوائدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الاغتيال ثم قال لو
مجمع الزوائدأن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف يوما من صلاة الصبح فأتى النساء
مجمع الزوائدأوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا يأخذني في الله لومة لائم
مجمع الزوائدبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فغارت على قوم فشد رجل
مجمع الزوائدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال أي يوم هذا قالوا
مجمع الزوائدبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي إذ احتفز جالسا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب