حديث لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد


شرح حديث


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لمَّا نزلت هذِهِ الآيةُ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا في بيتِ أمِّ سلمةَ فدعا فاطمةَ وحَسنًا وحُسينًا فجلَّلَهم بِكساءٍ وعليٌّ خلفَ ظَهرِهِ فجلَّلَهُ بِكساءٍ ثمَّ قالَ اللَّهمَّ هؤلاءِ أَهلُ بيتي فأذْهِب عنْهمُ الرِّجسَ وطَهِّرْهم تطْهيرًا قالت أمُّ سلمةَ وأنا معَهُم يا نبيَّ اللَّهِ قالَ أنتِ على مَكانِكِ وأنتِ على خيرٍ
الراوي : عمر بن أبي سلمة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3205 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



حُبُّ آلِ بَيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُقرِّبُ العبدَ إلى ربِّه سبحانه وتعالى، فبِحُبِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم نُحِبُّهم، ونُنزِلُهم مَنازِلَهم كما أنَزلهم اللهُ دون غُلوٍّ فيهم ولا تفريطٍ في حُبِّهم.
وفي هذا الحديثِ يَحكِي عُمرُ بنُ أبي سَلَمةَ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّه لَمَّا نزَلَت هذه الآيةُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ }، أي: يُحِبُّ اللهُ { لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ }، أي: يَمحُوَ عنكم ويُزيلَ الرِّجسَ، وهو اسمٌ لكلِّ مُستقذَرٍ مِن العملِ، وقيل: هو الشَّكُّ، وقيل: العذابُ، وقيل: الإثمُ، { أَهْلَ الْبَيْتِ }، وأهلُ بيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الذين حدَّدهم النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وخصَّهم بالدُّعاءِ هنا: هم عليٌّ وفاطمةُ والحَسنُ والحسينُ، { وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [ الأحزاب: 33 ]، مِن دنَسِ المعاصي والذُّنوبِ؛ فهذه الآيةُ الكريمةُ نزَلَت في بيتِ أمِّ سلَمةَ رضِيَ اللهُ عَنها.
قال: "فدعا"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "فاطمةَ" ابنتَه "وحَسنًا وحُسينًا"، وهما ولَداها، سِبْطَا النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "فجَلَّلهم"، أي: غشَّاهم وغطَّاهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "بكِساءٍ"، أي: بثَوبٍ، "وعلِيٌّ خلْفَ ظَهرِه، فجَلَّله"، أي: فغَطَّاه أيضًا "بكِساءٍ"، أي: بثَوبٍ، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "اللَّهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي"، أي: إنَّ فاطمةَ وزوجَها عليَّ بنَ أبي طالبٍ والحسَنَ والحُسينَ مِن أهلِ بيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ لأنَّهم يَرجِعون إلى أمِّ المُؤمنِينَ خَديجةَ رضِيَ اللهُ عَنها، ولأنَّ فاطمةَ ابنَتُها، وعليَّ بنَ أبي طالبٍ تربَّى في بيتِها وهو صغيرٌ، والحُسينَ والحسنَ مِن فاطمةَ رضِيَ اللهُ عَنها.
وهذا لا يَدُلُّ على أنَّ غيرَهم مِن أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ليسوا داخِلين في أهلِ البيتِ، وإنَّما خصَّهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالدُّعاءِ لتَكْريمِهم؛ حتَّى لا يُتَوهَّم أنَّهم ليسوا مِن أهلِ البيتِ؛ لأنَّهم يَسكُنون في غيرِ بيتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ثمَّ دعا لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فقال: "فأَذهِبْ"، أي: أَزِلْ "عَنهم الرِّجسَ"، أي: الإثمَ والخطَأَ، "وطهِّرْهم تطهيرًا"، أي: ونَقِّهم مِن الآفاتِ، فقالت أمُّ سَلمةَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "وأنا معَهم يا نبيَّ اللهِ؟"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أنتِ"، أي: يا أمَّ سَلمةَ "على مَكانِكِ، وأنتِ على خَيرٍ"، وهذا يَحتمِلُ أن يَكونَ معناه: أنتِ خيرٌ، وعلى مَكانِكِ مِن كَونِكِ مِن أهلِ بيتي، ولا حاجةَ لكِ في الدُّخولِ تَحتَ الكِساءِ؛ كأنَّه منَعها عن ذلك لِمَكانِ عليٍّ، ويَحتَمِلُ أنْ يكونَ المعنى: أنتِ على خيرٍ، وإن لم تَكوني مِن أهلِ بيتي، ولعلَّ الاحتمالَ الأوَّلَ أرجحُ أو هو المتعيِّن.
وأمَّا المقصودُ بآلِ البَيتِ عمومًا؛ فقيل: هم أزواجُه وعليٌّ وفاطمةُ وأولادُهما، وقيل: يَدخُل معهم كلُّ مَن حَرُمتْ عليه الصدقةُ مِن قَراباتِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهم آلُ العبَّاس، وآلُ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وفي الحديثِ: فضلُ فاطمةَ وعليٍّ والحسَنِ والحسينِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
فوائد الحنائي الحنائياتقلت يا رسول الله أيرقد أحدنا وهو جنب قال نعم إذا توضأ
فوائد الحنائي الحنائياتقام موسى صلى الله عليه وسلم يوما في قومه فذكرهم بأيام الله عز
فوائد الحنائي الحنائياتاستسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة فقال اللهم اسقنا فقال
فوائد الحنائي الحنائياتعن زر بن حبيش قال أتيت صفوان بن عسال المرادي قال لي ما


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب