حديث أجل إنها صلاة رغب ورهب سألت ربي ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث خباب بن الأرت

«رَاقَبتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في لَيلةٍ صَلَّاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ كُلَّها حتى كانَ مع الفَجرِ، فلمَّا سَلَّمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مِن صَلاتِهِ جاءَهُ خَبَّابٌ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، بِأبي أنتَ وأُمِّي، لقد صَلَّيتَ اللَّيلةَ صَلاةً ما رَأيتُكَ صَلَّيتَ نَحْوَها. فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: أجَلْ، إنَّها صَلاةُ رَغَبٍ وَرَهَبٍ، سألتُ رَبِّي ثَلاثَ خِصالٍ: فأعطاني اثنَتَيْنِ، ومَنَعَني واحِدَةً، سألتُ رَبِّي ألَّا يُهْلِكَنا بما أهلَكَ به الأُمَمَ قَبْلَنا، فأعطانيها، وسألتُ رَبِّي ألَّا يُظهِرَ علينا عَدُوًّا غَيرَنا، فأعطانيها، وسَألتُ رَبِّي ألَّا يَلبِسَنا شِيَعًا، فمَنَعَنيها.»

مسند الإمام أحمد
خباب بن الأرت
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 21053 - أخرجه الترمذي (2175)، والنسائي (1638)، وأحمد (21053) واللفظ له

شرح حديث راقبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة صلاها رسول الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّهُ راقبَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللَّيلةَ كلَّها حتَّى كانَ معَ الفجرِ فلمَّا سلَّمَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من صلاتِهِ جاءَهُ خبَّابٌ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ بأبي أنتَ وأمِّي لقد صلَّيتَ اللَّيلةَ صلاةً ما رأيتُكَ صلَّيتَ نحوَها.
فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أجل إنَّها صلاةُ رغبٍ ورَهبٍ سألتُ ربِّي عزَّ وجلَّ فيها ثلاثَ خصالٍ فأعطاني اثنتينِ ومنعني واحدةً سألتُ ربِّي عزَّ وجلَّ أن لاَ يُهلِكنا بما أَهلَكَ بِهِ الأممَ قبلنا فأعطانيها وسألتُ ربِّي عزَّ وجلَّ أن لاَ يظْهرَ علينا عدوًّا من غيرنا فأعطانيها وسألتُ ربِّي أن لاَ يلبسنا شيعًا فمنعنيها.
الراوي : خباب بن الأرت | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 1637 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُحبًّا لأُمَّتِه وكان بهم رؤوفًا رحيمًا، وكان كثيرًا ما يَدْعو لها، بل دعا اللهَ أنْ يجعلَ دُعاءَه على أيِّ أحدٍ من أُمَّتِه رَحمةً له، ومِن كَمالِ شَفقتِه أنَّه دعا اللهَ وسألَه ألَّا يُهلِكَ أُمَّتَه بالقَحطِ والجَدبِ، وألَّا يُهلكَهم عَدوٌّ من غَيرِهم كما في هذا الحديثِ، وفيه يَحكي خبَّابُ بنُ الأرتِّ رضي اللهُ عنه، وكان ممَّن شَهِد بدرًا: "أنَّه راقبَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللَّيلةَ كلَّها حتَّى كان مع الفَجرِ"، أي: راقبَه في قِيامِه اللَّيلَ وحفِظَ فِعلَه وانتبَه لكلِّ حركةٍ فيها، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أحْيا ليلَه كلَّه، "فلمَّا سلَّم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من صَلاتِه، أي: انتَهى منها، "جاءَه خبَّابٌ"، أي: أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَسألُه، فقال:"يا رَسولَ اللهِ، بأبي أنت وأمِّي"، أي: فِداك أبي وأُمِّي، "لقد صلَّيتَ اللَّيلةَ صلاةً ما رأيتُكَ صلَّيتَ نحوَها"، أي: يسألُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن سَببِ تَطويلِه وإحيائِه للَّيلِ كلِّه على غيرِ عادتِه في قيامِه اللَّيلَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أَجَلْ"! فصدَّقه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على قولِه، ثُمَّ بيَّن له سَببَ ذلك فقال: "إنَّها صلاةُ رَغَبٍ ورَهبٍ"، أي: هذه صلاةٌ، رَغِبتُ بها فيما وعَد اللهُ تعالى من إجابةِ الدُّعاءِ، ورَهبتُ فيها أنْ يردَّه ولا يُجيبَه، "سألتُ ربِّي عزَّ وجلَّ فيها ثَلاثَ خِصالٍ"، أي: دعا اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُجيبَه ثلاثَ دعواتٍ، "فأعطاني اثنَتَين"، أي: أجابَه اللهُ عزَّ وجلَّ في دَعوتينِ منهم، "ومَنعني واحدةً"، أي: ولم يُجبْه في الثَّالثةِ.
ثُمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُبيِّنًا تلك الدَّعواتِ: "سألتُ ربِّي عزَّ وجلَّ: ألَّا يُهلِكَنا بما أهلَك به الأُممَ قبلَنا"، أي: بعَذابِ الاستِئصالِ، كما أهلَك قومَ نوحٍ، وقومَ هودٍ، وقومَ صالحٍ، وقومَ لوطٍ، وغيرَهُم من الَّذين عَصَوُا اللهَ عزَّ وجلَّ، وعصوْا رُسلَه، "فأعطانيها"، أي: أجابَه اللهُ عزَّ وجلَّ فيها، "وسألتُ ربِّي عزَّ وجلَّ: ألَّا يُظهِرَ علينا عَدوًّا من غيرِنا"، أي: ألَّا يجعلَ على المسلِمين سبيلًا من اليهودِ والنَّصارى، والمُشركينَ، وغيرِهِم وألَّا يَظهَروا ويَنتصِروا عليهم بحَرْبٍ، "فأعطانيها" والمرادُ بذلك ألَّا يَغلِبوا المسلمينَ غَلبةً تَستبيحُ بيضَةَ الإسلامِ، وتَستأصلُ المسلِمينَ جميعًا، فلا يَرِد ما يَحصُلُ في بعضِ الأحيانِ من غلبةِ بعضِ أعداءِ الإسلامِ على بعضِ المسلمين، "وسألتُ ربِّي: ألَّا يُلبِسَنا شِيَعًا"، أي: ألَّا يَجعلَ المسلمين فِرَقًا وأحزابًا مُختلِفين يُحاربُ بعضُهُم بعضًا، "فمَنعنيها"، أي: لم يُجبْه اللهُ عزَّ وجلَّ فيها، ومنعَه إجابةَ هذه الخِصلةِ، وهذا الحديثُ بمَعنى قولِ اللهِ تعالى: { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } الآيةَ [ الأنعام: 65 ]؛ فقدِ استَعاذ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مَعانيها لَمَّا نَزلتْ كما رواه البُخاريُّ في صَحيحِه.
وفي الحديثِ: بيانُ ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم من الاجتِهادِ في العِبادةِ، بَيانُ ما كان عندَه مِن شَفقةٍ ورِفقٍ بأُمَّتِه.
وفيه: مشروعيَّةُ إحياءِ كلِّ اللَّيلِ أحيانًا.
وفيه: إكرامُ اللهِ تعالى لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لإجابَتِه دَعوتَين في حقِّ أمَّتِه ورَحمتِه بهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمددخلت على خباب وقد اكتوى فقال ما أعلم أحدا لقي من البلاء ما
مسند الإمام أحمدأتينا خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى في بطنه سبعا فقال لولا أن
مسند الإمام أحمددخلت على خباب وقد اكتوى سبعا فقال لولا أني سمعت رسول الله صلى
مسند الإمام أحمدقال إنا لقعود على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ننتظر أن
مسند الإمام أحمدإن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها
مسند الإمام أحمداتزروا وارتدوا وانتعلوا وألقوا الخفاف والسراويلات وألقوا الركب وانزوا نزوا وعليكم بالمعدية وارموا
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وتزوجها قال فقال له
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مسير وكان حاد يحدو بنسائه
مسند الإمام أحمدسئل أنس بن مالك عن رفع الأيدي فقال قام إلى رسول الله صلى
مسند الإمام أحمدخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلقته الأنصار بينهم فقال والذي نفس
مسند الإمام أحمدأعطى النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين عيينة والأقرع وغيرهما فقالت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, October 15, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب