حديث كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله قال

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أنس بن مالك

«لَمَّا كان يومُ أُحُدٍ كُسِرَتْ رَباعيَةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وشُجَّ في وَجْهِه، قال: فجَعَلَ الدمُّ يَسيلُ على وَجْهِه، فجَعَلَ يَمسَحُ الدَّمَ عن وَجْهِه، ويقولُ: كيف يُفلِحُ قومٌ خَضَبوا وَجْهَ نبيِّهم بالدَّمِ وهو يَدعوهُم إلى اللهِ. قال: فأنزَلَ اللهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} (آل عمران: 128).»

مسند الإمام أحمد
أنس بن مالك
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 13138 - أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث (4069)، وأخرجه موصولاً الترمذي (3003)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11077)، وأحمد (13138) واللفظ له

شرح حديث لما كان يوم أحد كسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَومَ أُحُدٍ، وَشُجَّ في رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عنْه، ويقولُ: كيفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، وَهو يَدْعُوهُمْ إلى اللهِ؟! فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } [ آل عمران: 128 ].
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1791 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



وقَعَت غَزوةُ أُحدٍ بيْنَ المُسلِمين وقُريشٍ في شوَّالٍ في السَّنةِ الثَّالثةِ مِن الهِجرةِ، وأُحدٌ جبَلٌ مِن جِبالِ المدينةِ، وقدْ قدَّمَ بعضُ الصَّحابةِ في ذلك اليومِ أفضَلَ النَّماذجِ وأرْوعَها؛ فصَبَروا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقاتَلوا حتَّى استُشهِدَ منهم عددٌ كثيرٌ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُصِيبَ في غَزوةِ أُحدٍ، فكُسِرَتْ «رَبَاعِيَتُه» وهي السِّنُّ الَّتي بينَ الثَّنِيَّةِ والنَّابِ، وكانت الرَّبَاعِيَةُ المكسورةُ هي السُّفْلَى مِنَ الجانِبِ الأَيْمَنِ، "وشُجَّ" أي: جُرِح صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَأسِه، فجَعَل "يَسْلتُ" أي: يُزِيلُ الدَّمَ عنه، ويقولُ استِعظامًا واستِعجابًا: «كيف يُفلِحُ» ويَفوزُ بالهِدايةِ «قومٌ شَجُّوا نبيَّهم» في وَجهِه ورَأسِه «وكَسَروا رَبَاعِيَتَه وهو يَدعُوهم إلى الله؟!» والاستفهامُ للإنكارِ المضمَّنِ معنى التَّعجُّبِ، أي: لا يُفلِحون، فأنزَل اللهُ تَعالَى: { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } [ آل عمران: 128 أي: ليس إليكَ مِن إصلاحِهم ولا مِن عذابِهم شيءٌ، وقيل: ليس إليكَ من النصرِ والهزيمةِ شيءٌ؛ فإنَّما هو لِأَجْلِنا وفِينَا ومِن جَرَّانَا، ونحن المُجازُون عليه.
وقدْ ورَدَ في الصَّحيحينِ سَببٌ آخَرُ في نُزولِ هذه الآيةِ؛ فعن ابنِ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما، أنَّه سَمِع رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا رَفَع رَأْسَه مِن الرُّكوعِ مِن الرَّكعةِ الآخرةِ مِن الفجرِ يقولُ: «اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلانًا وفُلانًا وفُلانًا» بعْدَ ما يقولُ: «سَمِع اللهُ لمَن حَمِده، ربَّنا ولكَ الحمدُ»، فأنزَلَ اللهُ: { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } إلى قولِه: { فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } [ آل عمران: 128 ]».
وفي الحديثِ: سَببُ نزولِ قولِه تَعالَى: { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } مِن سُورةِ آلِ عِمرانَ.
وفيه: تحمُّلُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المشاقَّ والأذَى من أجلِ الدَّعوةِ إلى اللهِ تَعالَى.
وفيه: أنَّ ما على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا البَلاغُ، واللهُ عزَّ وجلَّ هو الَّذِي يَهدِي مَن يَشاءُ.
وفيه: أنَّ الأنبياءَ قدْ يُصابون ببَعضِ العوارضِ الدُّنيويَّةِ؛ مِن الجِراحاتِ والآلامِ والأسقامِ؛ لِيَعظُمَ لهم بذلكَ الأجرُ، وتَزدادَ دَرجاتُهم رِفعةً، ولِيَتأسَّى بهم أتْباعُهم في الصَّبرِ على المكارِهِ.
وفيه: أنَّ الأمرَ كلَّه للهِ سُبحانه وتَعالَى يَفعَلُ ما يَشاءُ، وليْس للعبدِ إلَّا القيامُ بما أُمِر به، لا المنازعةُ في حُكمِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدسألت أنس بن مالك هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
مسند الإمام أحمدأن قائلا من الناس قال يا نبي الله أما يريد الدجال المدينة قال
مسند الإمام أحمدإن بين عينيه مكتوب ك ف ر أي كافر يقرؤها المؤمن أمي وكاتب
مسند الإمام أحمدلا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وحتى يقذف
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر ثم ركب راحلته فلما علا
مسند الإمام أحمدإن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في ساعتين بعد
مسند الإمام أحمديؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول له يا ابن آدم كيف وجدت منزلك
مسند الإمام أحمدأن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة فقال ما
مسند الإمام أحمدليصيبن ناسا سفع من النار عقوبة بذنوب عملوها ثم ليدخلهم الله الجنة بفضل
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه اللهم إني أعوذ
مسند الإمام أحمدقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, October 15, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب