حديث فأتى بعيره فقعد عليه قال فخرج يركضه وهو طليعة للكفار فاتبعه رجل

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث سلمة بن الأكوع

«غَزَوْنا مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ هَوازِنَ، فبَينَما نحن كذلك إذْ جاءَ رَجُلٌ على جَمَلٍ أحمَرَ، فانتَزَعَ شَيئًا مِن حَقَبِ البَعيرِ، فقَيَّدَ به البَعيرَ، ثم جاءَ يَمشي حتى قعَدَ معنا يتَغَدَّى، قال: فنظَرَ في القَومِ، فإذا ظَهرُهم فيه قِلَّةٌ، وأكثَرُهم مُشاةٌ، فلمَّا نظَرَ إلى القَومِ خرَجَ يَعْدو، قال: فأتى بَعيرَهُ، فقعَدَ عليه، قال: فخرَجَ يَركُضُهُ وهو طَليعةٌ لِلكُفَّارِ، فاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَّا مِن أسلَمَ على ناقةٍ له ورْقاءَ، قال إياسٌ: قال أبي: فاتَّبَعتُهُ أعدو على رِجلَيَّ، قال: ورَأسُ النَّاقةِ عِندَ ورِكِ الجَمَلِ، قال: ولَحِقتُهُ، فكنتُ عِندَ ورِكِ النَّاقةِ، وتقَدَّمتُ حتى كنتُ عِندَ ورِكِ الجَمَلِ، ثم تقَدَّمتُ حتى أخَذتُ بِخِطامِ الجَمَلِ، فقُلتُ له: أَخْ. فلمَّا وضَعَ رُكبَتَهُ الجَمَلُ إلى الأرضِ، اختَرَطتُ سَيفي فضَرَبتُ رَأسَهُ، فنَدَرَ، ثم جِئتُ بِراحِلَتِهِ أقودُها، فاستَقبَلَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ مع النَّاسِ، قال: مَن قتَلَ هذا الرَّجُلَ؟ قالوا: ابنُ الأكْوَعِ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: له سَلَبُهُ أجمَعُ.»

مسند الإمام أحمد
سلمة بن الأكوع
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط مسلم

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 16536 - أخرجه البخاري (3051) مختصراً بنحوه، ومسلم (1754) باختلاف يسير

شرح حديث غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن فبينما نحن كذلك


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

غَزَوْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ هَوَازِنَ، فَبيْنَا نَحْنُ نَتَضَحَّى مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذْ جَاءَ رَجُلٌ علَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، فأنَاخَهُ، ثُمَّ انْتَزَعَ طَلَقًا مِن حَقَبِهِ، فَقَيَّدَ به الجَمَلَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ يَتَغَدَّى مع القَوْمِ، وَجَعَلَ يَنْظُرُ وَفِينَا ضَعْفَةٌ وَرِقَّةٌ في الظَّهْرِ، وَبَعْضُنَا مُشَاةٌ، إذْ خَرَجَ يَشْتَدُّ، فأتَى جَمَلَهُ، فأطْلَقَ قَيْدَهُ ثُمَّ أَنَاخَهُ، وَقَعَدَ عليه، فأثَارَهُ فَاشْتَدَّ به الجَمَلُ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ علَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ.
قالَ سَلَمَةُ: وَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ فَكُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ النَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حتَّى أَخَذْتُ بخِطَامِ الجَمَلِ فأنَخْتُهُ، فَلَمَّا وَضَعَ رُكْبَتَهُ في الأرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي، فَضَرَبْتُ رَأْسَ الرَّجُلِ، فَنَدَرَ، ثُمَّ جِئْتُ بالجَمَلِ أَقُودُهُ عليه رَحْلُهُ وَسِلَاحُهُ، فَاسْتَقْبَلَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالنَّاسُ معهُ، فَقالَ: مَن قَتَلَ الرَّجُلَ؟ قالوا: ابنُ الأكْوَعِ، قالَ: له سَلَبُهُ أَجْمَعُ.
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1754 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم يَرْوُون مِن مَواقفِهم مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَحرِصون في ذلك على إبرازِ ما تَرتَّبَ على تلك المواقفِ مِن أحكامٍ وتَشريعاتٍ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم غَزُوا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ «هَوَازِنَ»، وهي قَبِيلةٌ مِن قَبائلِ العَرَبِ كانتْ تَسكُنُ الطائِفَ وما حولَها، وكانت حربُهم في غزوةِ حُنَيْنٍ في السَّنةِ الثَّامنةِ مِن الهجرةِ.
قال سَلَمةُ رَضيَ اللهُ عنه: «فبَيْنَا نحن نَتضَحَّى»، أي: نستريحُ ساعةَ الضُّحَى ونأكُل مَعَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذ جاء رجلٌ على جَمَلٍ أَحْمَرَ، «فأنَاخَه»، أي: أَنَامَ جملَه وأرقَدَه، «ثُمَّ انتَزَع طَلَقًا مِن حَقَبِه فقيَّد به الجَمَلَ» أي: انتَزَع حبلًا مِن على بطنِ البعيرِ ثُمَّ قيَّده به.
«ثُمَّ تقدَّم يتغدَّى» أي: يَأكُلُ مع القومِ، «وجَعَل يَنظُر»، وكأنَّه يَستطلِعُ أمورَ المسلمين المحارِبِين، وظاهرُه أنَّه دخَلَ في جَيشِ المسْلِمين كأنَّه واحدٌ منهم يَتجسَّسُ عليهم ويَعرِفُ أُمورَهم وعَتادَهم، وفي رِوايةِ البُخاريِّ: «أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَينٌ مِن المشْرِكين»، وكان في جَيشِ المسْلِمين بعضُ الضُّعفاءِ «ورِقَّةٌ في الظَّهْرِ»، وهذا كنايةٌ عن أنَّ الدَّوابَّ قَليلةٌ وضَعيفةٌ، وكان بعضُهم يَمْشي ليْس له دابَّةٌ يَركَبُها، فانصَرَفَ الرَّجلُ المشْرِكُ «يَشتدُّ»، أي: يُسرِعُ في مَشيِه، «فأتَى جَمَلَه فأَطْلَق قَيْدَه، ثُمَّ أَنَاخَ وقَعَد عليه، فأثارَه» والإثارةُ: إقامةُ الجَملِ مِن مَكانِه، «فاشتدَّ به الجملُ» أي: أسرَعَ لِيَهرَبَ مِن مُعسكَرِ المسْلِمين، فاتَّبعَه رجلٌ على ناقةٍ وَرْقَاءَ، والوَرْقاءُ: هي النَّاقَةُ البيضاءُ.
قال سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعُ -وكان رَضيَ اللهُ عنه مِن أسرَعِ النَّاسِ عَدْوًا وجَرْيًا-: «وخرجتُ أشتدُّ، فكنتُ عندَ وَرِكِ النَّاقةِ» يُريدُ: أنَّه مِن سُرعتِه رَضيَ اللهُ عنه دونَ أنْ يَركَبَ شيئًا لَحِقَ بالنَّاقةِ الَّتي عليها الرَّجلُ الَّذي يَلحَقُ بالمشْرِكِ، «ثُمَّ تقدَّمتُ حتَّى كنتُ عندَ وَرِكِ الجَمَلِ» أي: إنَّه سَبَق تلك النَّاقةَ حتَّى لَحِقَ بالمشْركِ وهو على جَملِه، «ثُمَّ تَقدَّمتُ حتَّى أخذتُ بِخِطَامِ الجَملِ فأَنَخْتُه»، والخِطامُ: هو الحَبْلُ الَّذِي يكونُ في أَنْفِ الجَملِ لِيُشَدَّ مِنه ويُقادَ به، «فلمَّا وضَع» الجَملُ «رُكبَتَه في الأرضِ اخْتَرَطْتُ سَيفِي»، أي: سَحَبْتُ سَيفي مِن غِمْدِه وأَمْسَكتُ به، «فضَرَبتُ رأسَ الرَّجُلِ فنَدَر»، أي: فطَار رأسُ الرَّجُلِ وانفصَل عن جَسدِه، ثُمَّ جئتُ بالجَمَلِ أَقُودُه، عليه رَحْلُه وسِلاحُه، فاسْتقبَلنِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والنَّاسُ معَه، فسَأل صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن قَتَل الرجُلَ؟ قال: ابنُ الأَكْوَعِ، قال: له سَلَبُه أَجْمَعُ»، والسَّلَبُ: مَتاعُ المحارِبِ وما يكونُ معه مِن سِلاحٍ وعُدَّةٍ.
وفي الحديثِ: أخْذُ المُجاهِدِ مَتاعَ مَن يَقتُله مِن الكُفَّار بعدَ إذنِ القائدِ.
وفيه: قَتلُ الجاسوسِ في الحربِ.
وفيه: بيانُ فَضلِ سَلَمةَ بنِ الأكْوعِ رَضيَ اللهُ عنه وسُرعتِه وقُوَّتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدقلت لسلمة بن الأكوع على أي شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه
مسند الإمام أحمدقلت يا رسول الله إني أكون في الصيد فأصلي وليس علي إلا قميص
مسند الإمام أحمدإذا حضرت الصلاة والعشاء فابدؤوا بالعشاء
مسند الإمام أحمدقلت للنبي صلى الله عليه وسلم أكون أحيانا في الصيد فأصلي في قميصي
مسند الإمام أحمدأسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها أما والله ما أنا قلته ولكن
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر مناديه يوم عاشوراء أن من كان
مسند الإمام أحمدكان شعارنا ليلة بيتنا في هوازن مع أبي بكر الصديق أمره علينا رسول
مسند الإمام أحمدقتلت رجلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل هذا فقالوا
مسند الإمام أحمديا رسول الله إنا عجلنا شاة لحم لنا قال رسول الله صلى الله
مسند الإمام أحمددخل معاوية على عبد الله بن الزبير وابن عامر قال فقام ابن عامر
مسند الإمام أحمدإني لعند معاوية إذ أذن مؤذنه فقال معاوية كما قال المؤذن حتى إذا
مسند الإمام أحمدأن معاوية بن أبي سفيان بن حرب أخذ من أطراف يعنيشعر النبي صلى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, January 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب