حديث إن آل فلان أسعدوني في الجاهلية وفيهم مأتم فلا أبايعك حتى أسعدهم

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أم عطية نسيبة بنت كعب

«بايَعْنا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأخَذَ علينا فيما أَخَذَ: ألَّا نَنوحَ، فقالَتِ امرأَةٌ من الأنصارِ: إنَّ آلَ فُلانٍ أسْعَدوني في الجاهليَّةِ، وفيهِمْ مأْتَمٌ، فلا أُبايِعُكَ حتَّى أُسعِدَهم كما أسْعَدوني، فقالَتْ: فكأَنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وافَقَها على ذلكَ، فذهَبَتْ فأسْعَدتْهُم، ثمَّ رجَعَتْ، فبايَعَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالَ: فقالَتْ أمُّ عطيَّةَ: فما وَفَتِ امرأةٌ مِنَّا غيرُ تِلكَ، وغيرُ أمِّ سُلَيمِ بِنتِ مِلْحانَ.»

مسند الإمام أحمد
أم عطية نسيبة بنت كعب
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 27307 - أخرجه مسلم (937)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11587)، وأحمد (27307) واللفظ له

شرح حديث بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ علينا فيما أخذ ألا ننوح


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قالَت امرأةٌ منَ النِّسوةِ: ما هذا المعروفُ الَّذي لا ينبغي لَنا أن نعصيَكَ فيهِ؟ قالَ: لا تَنُحن، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ بَني فلانٍ قد أسعَدوني على عمِّي ولا بدَّ لي من قَضائِهِن، فأبى عليَّ، فعاتَبتُهُ مرارًا، فأذنَ لي في قضائِهِنَّ، فلم أنُحْ بعدَ قضائِهِنَّ ولا علَى غيرِهِ حتَّى السَّاعةَ، ولم يبقَ منَ النِّسوةِ امرأةٌ إلَّا وقد ناحَت غَيري
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3307 | خلاصة حكم المحدث : حسن



كانت الصَّحابيَّاتُ رَضِي اللهُ عَنهنَّ إذا أمَرَهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أمرًا امتَثَلْن أمرَه، وإذا ظنَنَّ أنَّهنَّ لا يَستَطِعْن فِعلَه ناقَشْنَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ لعَلَّهنَّ يَجِدْنَ رُخصَةً أو تَخفيفًا.
وفي هذا الحديثِ تَقولُ الصَّحابيَّةُ الجليلةُ أمُّ سَلمةَ الأنصاريَّةُ رضِيَ اللهُ عنها: "قالَت امرأةٌ مِن النِّسوةِ: ما هذا المعروفُ الَّذي لا يَنبَغي لنا أن نَعصِيَك فيه؟"، أي: قالت امرأةٌ مِن النِّساءِ الصَّحابيَّاتِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لَمَّا نزَل قَولُ اللهِ تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ الممتحنة: 12 ]، فسَأَلَت المرأةُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن المقصودِ بقولِه تعالى: { وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ }، ما هذا المعروفُ يا رسولَ اللهِ، الَّذي يَجِبُ على إِحْدانا ألَّا تَعصِيَك فيه؟ "قال"، أي: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم للمرأةِ السَّائلةِ: "لا تَنُحْنَ"، أي: نَهاهنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن النِّياحةِ، وهي البكاءُ بصَوتٍ عالٍ على الميِّتِ، وتَعديدُ مَناقِبِه، وشِبْهُ ذلك، "قلتُ"، أي: قالت أمُّ سَلمةَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "يا رسولَ اللهِ، إنَّ بَني فُلانٍ"، أي: قومًا مِن العربِ، "قد أَسْعَدوني على عَمِّي"، والإسعادُ هو أن تَذهَبَ المرأةُ إلى امرأةٍ أخرى عندَ موتِ قَريبٍ لها، فتُساعِدَها على النِّياحةِ على ميِّتِها فتَنوحُ معَها، والمعنى: أنَّ أمَّ سلمةَ قالت: إنَّ لي جاراتٍ قد ناحَتْ معي عندَ موتِ عمِّي، "ولا بدَّ لي مِن قَضائِهنَّ"، أي: ويَجِبُ عليَّ أن أذهَبَ إليهِنَّ عِندَ موتِ عزيزٍ لهنَّ، فأُساعِدَهن في النِّياحةِ، فأنوحَ معَهنَّ على ميِّتِهنَّ، وبذلك أكونُ قد قضَيتُ ما عليَّ لهنَّ، "فأبى علَيَّ"، أي: فرَفَض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن أذهَبَ فأَقضِيَ ما علَيَّ مِن النِّياحةِ لجاراتي اللَّاتي نُحْنَ معي على عمِّي، "فعاتَبتُه مِرارًا"، أي: فراجَعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مرَّاتٍ كثيرةً في أنْ يَأذَنَ لي، "فأَذِن لي في قَضائِهنَّ"، أي: فأذِن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لأمِّ سَلمةَ في أن تَذهَبَ فتَقضِيَ ما عليها مِن النِّياحةِ لجاراتِها اللَّاتي نُحْنَ معَها على عمِّها، وكانت تِلْك رُخصةً خاصَّةً لأمِّ سَلمةَ رضِيَ اللهُ عنها، وذلك كما أجاز النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لأبي بُرْدةَ بنِ نِيَارٍ في التَّضحيةِ بالشَّاةِ الَّتي لم تَبلُغْ سِنَّ الأُضحيَّةِ وقال له: ولَن تُجزِئَ عن أحَدٍ بعدَك، أي: وهذه رخصةٌ لك خاصَّةٌ، ولن تتَعدَّى أحَدًا بعدَك، وكان ذلك الإذنُ بالنِّياحةِ قبلَ مُبايَعتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فلمَّا ذهَبَت أمُّ سلمةَ، وقضَتْ ما عليها مِن النِّياحةِ بايَعَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
قالَت أمُّ سَلمةَ رضِيَ اللهُ عنها: "فلَم أَنُحْ بعدَ قَضائِهنَّ ولا على غيرِه حتَّى السَّاعةِ"، أي: فلم أعمَلْ بالنِّياحةِ ولم أَشتَرِكْ في نِياحَةٍ على أحدٍ منذ ذلك حتَّى الآنَ، "ولم يَبقَ مِن النِّسوةِ امرأةٌ إلَّا وقد ناحَتْ غَيري"، أي: فلم يَلتَزِمْ مِن النِّساءِ بعدَمِ النِّياحةِ غيري؛ فقد ناحَت النِّساءُ كلُّها بعدَ النَّهيِ عن ذلك إلَّا أنَا؛ فلم أَنُحْ بعدَ ذلك أبَدًا.
وقيل: المنهيُّ عنه مِن النِّياحةِ هو ما كان معَه شيءٌ مِن أفعالِ الجاهليَّةِ، كشَقِّ الجيوبِ وخَمْشِ الخدودِ ودَعْوى الجاهليَّةِ، واستَدلُّوا بهذا الحديثِ وحديثِ البُكاءِ على جَعفرِ بنِ أبي طالبٍ.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن النِّياحةِ واتِّباعِ عاداتِ الجاهليَّةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأنها ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح قالت فوجدته يغتسل
مسند الإمام أحمدأتى علقمة الشام فصلى ركعتين فقال اللهم وفق لي جليسا صالحا قال فجلست
مسند الإمام أحمدعن أبي الشعثاء قال خرجت حاجا فجئت حتى دخلت البيت فلما كنت بين
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم مسرعا فصعد المنبر
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالا وبنى بها حلالا
مسند الإمام أحمدأنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما
مسند الإمام أحمدقالت أسماء يا رسول الله إن بني جعفر تصيبهم العين أفأسترقي لهم قال
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار منه يوم حنين أدراعا فقال
مسند الإمام أحمدسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة وعليه بردة قد التفع
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم مسرعا فصعد المنبر فنودي
مسند الإمام أحمدقدمت المدينة فأتيت فاطمة بنت قيس فحدثتني أن زوجها طلقها على عهد رسول
مسند الإمام أحمدأن رجلا سرق بردة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقطعه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, February 6, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب