حديث

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عبدالله بن مسعود

«أُوتِيَ نبيُّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ شيءٍ إلَّا مَفاتيحَ الغَيبِ الخَمسِ؛ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} (لقمان: 34).»

مسند الإمام أحمد
عبدالله بن مسعود
شعيب الأرناؤوط
صحيح لغيره

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 4253 - أخرجه أحمد (4253) واللفظ له، والطيالسي (385)، وابن أبي شيبة (32385)

شرح حديث أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء إلا مفاتيح الغيب الخمس


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

خَمسٌ لا يَعلَمُهُنَّ إلَّا اللهُ: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ لقمان: 34 ].
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 22986 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره

التخريج : أخرجه أحمد ( 22986 )، والبزار ( 4409 )



الغَيبُ ما خَفِي عنِ الإنسانِ ولا يَعلَمُه، وقدْ يكونُ مُطلَقًا، وهو ما استأثَرَ بِهِ اللهُ سُبْحانَه وتَعالَى، مِثلُ عِلمِ السَّاعةِ، وقدْ يكونُ نِسْبيًّا، وهو ما يَغيبُ عنِ البعضِ، ويَعلَمُه غَيرُهم، وقدْ يَرتَضي اللهُ لعبادِه مِنَ الأنبياءِ والمرسَلينَ أنْ يُطلِعَهم على بعْضِ الغَيبِ بطَريقِ الوَحْيِ؛ ليَكونَ دَلالةً على صِدقِ نُبوَّتِهم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ هناكَ خَمْسةَ أُمورٍ اسْتأثَرَ اللهُ عزَّ وجَلَّ بها نفْسَه، لا يَعلَمُها إلَّا هو، فلا يَعلَمُها نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولا ملَكٌ مُقرَّبٌ، فضلًا عن غَيرِهِما، وهي مَعدودةٌ في قَولِ اللهِ تَعالَى: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } [ لقمان: 34 ]؛ وهو يَومُ القيامةِ، ويَدخُلُ فيه المَوتُ، وأجَلُ الإنسانِ؛ فاللهُ عزَّ وجَلَّ هو وحْدَه الَّذي يَعلَمُ وَقتَها، وجعَلَ لها عَلاماتٍ كُبْرى وصُغْرى، تُنذِرُ بقُرْبِ مَوعِدِها؛ حتَّى نَعمَلَ لها العملَ الصَّالحَ.
{ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ } [ لقمان: 34 ]؛ والمرادُ به: المطَرُ، فلا يَعلَمُ وَقْتَه ولا مَكانَ نُزولِه إلَّا اللهُ عزَّ وجَلَّ؛ فهو مُدبِّرُ الكَونِ، مُصرِّفٌ له، والفَلَكيُّونَ وإنْ عَلِموا الخُسوفَ، والكُسوفَ، ونُزولَ الأمطارِ بالأدلَّةِ الحِسابيَّةِ؛ فليسَ ذلكَ غَيبًا؛ بلْ أماراتٌ وأدلَّةٌ تَدخُلُ في مَقدورِ الإنسانِ، ولا سيَّما أنَّها في مَرْتَبةِ الظَّنِّ، لا في مَرْتَبةِ اليقينِ.
{ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ } [ لقمان: 34 أي: ولا يَعلَمُ أحدٌ ما يكونُ في أَرْحامِ الإناثِ، وما سيَنبُتُ فيها؛ فاللهُ الَّذي أنشَأَ ما فيها مِن ذَكَرٍ أو أُنثى، أسوَدَ أو أبيَضَ، كاملٍ أو ناقصٍ، أو نَحوِه؛ فهو المُنفرِدُ بعِلمِ ذلكَ قبْلَ التَّخلُّقِ، أمَّا بعْدَ تَخلُّقِه، فإنَّه لمْ يَعُدْ غَيبًا، وفي إمكانِ الكَشْفِ الطِّبِّيِّ الوُصولُ إلى مَعرفتِه؛ فلا تَعارُضَ.
{ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا } [ لقمان: 34 أي: وما يَدْري إنسانٌ ما يقَعُ له، أو لغَيرِهِ مِنَ الخَيرِ، أو الشَّرِّ، وأحوالِ حَياتِه فيما هو مُستقبَلٌ مِنَ الزَّمَنِ؛ فهذا مِمَّا يَعجِزُ عليه مَعرِفتُه؛ مَهْما بلَغَ مِنَ العُلومِ والمعرفةِ.
{ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } [ لقمان: 34 أي: ليْسَ يَدْري أحدٌ مِنَ النَّاسِ أينَ سيَموتُ، والمرادُ بالأرْضِ هنا: المَوضِعُ الخاصُّ بمَوتِهِ.
{ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ لقمان: 34 أي: إنَّ الَّذي يَعلَمُ ذلكَ كلَّه هو اللهُ دونَ كلِّ أحَدٍ سِواهُ، إنَّه ذو عِلمٍ بكلِّ شَيءٍ، لا يَخْفى عليه شَيءٌ، خَبيرٌ بما هو كائنٌ وما قدْ كان، خَبيرٌ ببَواطِنِها، كما هو خَبيرٌ بظَواهِرِها.
وهذه الخمسةُ المذكورةُ في الآيةِ ليسَتْ على سَبيلِ الحَصْرِ؛ بل على سَبيلِ الأَمْثِلةِ والنَّماذجِ، والَّتي يَهتَمُّ الإنسانُ لشأْنِها ومَعرفتِها؛ إذ إنَّ في الكَونِ مِنَ المُغَيَّباتِما لا يُحصَى، ولا يَعلَمُها إلَّا هو سُبحانه، كما في قَولِ اللهِ تَعالَى: { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } [ الأنعام: 59 ]، فللَّهِ تَعالَى في كَونِهِ أسرارٌ لا تُحصَى، أجَّلَ اللهُ مِيلادَها؛ لنَعلَمَ أنَّنا في كلِّ يَومٍ نَجهَلُ ما عندَ اللهِ، هذا ونَحنُ لا نَزالُ في الدُّنْيا، فما بالُنا في الآخرةِ!

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى وهو مسند ظهره إلى قبة
مسند الإمام أحمدعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلم عن يمينه وعن يساره
مسند الإمام أحمدلعن الله الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن فبلغ ذلك امرأة من بني أسد
مسند الإمام أحمدإذا كنتم ثلاثة فذكر معناه أي معنى حديث إذا كنتم ثلاثة فلا ينتجي
مسند الإمام أحمدبئسما لأحدكم أو بئسما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو
مسند الإمام أحمدإذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما أجل يحزنه ولا تباشر المرأة
مسند الإمام أحمدصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لا أدري زاد أم نقص
مسند الإمام أحمدعن أبي ماجد الحنفي فذكر معناه وقال وكأنما أسف وجه رسول الله صلى
مسند الإمام أحمدإني لأذكر أول رجل قطعه أتي بسارق فأمر بقطعه وكأنما أسف وجه رسول
مسند الإمام أحمدأوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير الخمس إن الله
مسند الإمام أحمدإن محمدا صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وجوامعه وخواتمه فقال إذا
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفضل صلاة الجميع على صلاة الرجل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, February 12, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب