حديث ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة

أحاديث نبوية | تخريج رياض الصالحين | حديث عبدالله بن مسعود

«نام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حصيرٍ، فقام وقد أثَّر في جَنبِه، قلنا: يا رسولَ اللهِ، لو اتَّخذنا لك وِطاءً، فقال: "ما لي وللدُّنيا؟ ما أنا في الدُّنيا إلا كراكبٍ استظلَّ تحت شَجرةٍ ثم راحَ وتَرَكَها.»

تخريج رياض الصالحين
عبدالله بن مسعود
شعيب الأرناؤوط
صحيح وله شاهد

تخريج رياض الصالحين - رقم الحديث أو الصفحة: 486 - أخرجه الترمذي (2377)، وأحمد (3709) باختلاف يسير

شرح حديث نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

دخلتُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم، وَهوَ على حصيرٍ، قال: فجلَستُ، فإذا عليْهِ إزارٌ، وليسَ عليْهِ غيرُه، وإذا الحصيرُ قد أثَّرَ في جنبِهِ، وإذا أنا بقبضةٍ من شعيرٍ، نحوِ الصَّاعِ، وقَرظٍ في ناحيةٍ في الغرفَةِ، وإذا إِهابٌ معلَّقٌ، فابتدرتُ عينايَ، فقال: ما يبْكيكَ يا ابنَ الخطَّابِ؟ ، فقلتُ: يا نبيَّ اللَّهِ، ومالي لا أبْكي؟ وَهذا الحصيرُ قد أثَّرَ في جنبِكَ، وَهذِهِ خزانتُكَ لا أرى فيها إلَّا ما أرى، وذلِكَ كسرى، وقيصَرُ في الثِّمارِ والأنْهارِ، وأنتَ نبيُّ اللَّهِ وصفوتُهُ، وَهذِهِ خزانتُكَ، قال: يا ابنَ الخطَّابِ ألا ترضى أن تَكونَ لنا الآخرةُ، ولَهمُ الدُّنيا؟ قلتُ: بلى
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3367 | خلاصة حكم المحدث : حسن



ضرَبَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أروعَ الأمثلةِ العَمليَّةِ في الزُّهدِ مع التَّقوى والجِدِّ في الدَّعوةِ إلى اللهِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه: "دخلْتُ على رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو على حَصيرٍ، قال: فجلسْتُ، فإذا عليه إزارٌ"، أي: يلبَسُ ثوبًا يستُرُ نِصفَه الأسفلَ وعورتَه، "وليس عليه غيرُه، وإذا الحصيرُ" وهو الفِراشُ المصنوعُ من ألْيافِ النَّباتِ أو الشَّجرِ أو غيرِ ذلك مِن الصُّوفِ، "قد أثَّرَ في جَنبِه"، أي: ظهَرَت علاماتُ أعوادِ الحَصيرِ على جِلدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لأنَّه لم يكُنْ بينه وبين الحَصيرِ شَيءٌ مَفروشٌ، "وإذا أنا بقَبضةٍ من شَعيرٍ نحوِ الصَّاعِ، وقَرَظٍ في ناحيةٍ في الغُرفةِ"، أي: في جانبِها، والقَرَظُ نوعٌ مِن الورقِ يُسْتَخْدَمُ لدَبغِ الجُلودِ، "وإذا إهابٌ مُعلَّقٌ"، أي: جِلدٌ مَدبوغٌ مُعلَّقٌ، "فابْتَدَرت عينايَ"، أي: بكَتْ عينايَ بالدُّموعِ على ما رأيْتُ من شدَّةِ حالِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما يُبْكيك يا ابنَ الخطَّابِ؟" قال عمَرُ رضِيَ اللهُ عنه: "فقلْتُ: يا نبِيَّ اللهِ، وما لي لا أبكي، وهذا الحصيرُ قد أثَّرَ في جَنبِك، وهذه خِزانتُك لا أرى فيها إلَّا ما أرى"، أي: ليس فيها كثيرُ شَيءٍ ممَّا يَخْزُنُ المرءُ للقُوتِ والادِّخارِ، "وذلك كِسرى وقَيصرُ في الثِّمارِ والأنهارِ، وأنت نبِيُّ اللهِ وصَفوتُه، وهذه خِزانتُك.
قال: يا ابنَ الخطَّابِ، ألَا تَرْضى أنْ تكونَ لنا الآخرةُ، ولهم الدُّنيا؟ قلْتُ: بلى".
وهذا مِن التَّعليمِ والتَّربيةِ النَّبويَّةِ على عُلُوِّ الهمَّةِ، وقُوَّةِ العزيمةِ، وسُمُوِّ المطلَبِ، والاستخفافِ بمَلاهي الحياةِ، والزُّهدِ عمَّا فيها، وتَوظيفِ ما يُقابلُه الإنسانُ مِن الشَّدائدِ والمكارهِ في تَهذيبِ النُّفوسِ والأخلاقِ.
ولو أرادَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَأجْرى اللهُ بينَ يديه ألوانَ النَّعيمِ، ولكان له مِن ذلك أوفَرُ الحظِّ والنَّصيبِ، لكنَّه كان راضيًا بالقَليلِ، قانعًا باليسيرِ، واضعًا نُصْبَ عَينيْه قولَ الحقِّ تبارَكَ وتعالى: { وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [ طه: 131 ]، كما في التِّرمذيِّ من حديثِ أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جلَسَ على المِنبرِ فقال: «إنَّ عبدًا خيَّرَه اللهُ بين أنْ يُؤتيَه من زَهرةِ الدُّنيا ما شاءَ وبينَ ما عنده، فاختارَ ما عندَه»، فقال أبو بكرٍ: فَدَيناك يا رسولَ اللهِ بآبائِنا وأُمَّهاتِنا، قال: فعجِبْنا، فقال النَّاسُ: انْظُروا إلى هذا الشَّيخِ يُخْبِرُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن عَبدٍ خيَّرَه اللهُ بين أنْ يُؤتيَه مِن زَهرةِ الدُّنيا ما شاء وبين ما عند اللهِ، وهو يقولُ: فَدَيناك بآبائِنا وأُمَّهاتِنا! قال: فكان رسولُ اللهِ هو المُخيَّرَ، وكان أبو بكرٍ هو أعلَمَنا به"، وفي كلِّ ذلك سَلْوى وموعظةٌ للفُقراءِ، وعزاءٌ لكلِّ مَسكينٍ، وتَمْتلئُ نُفوسُهم رضًا بقضاءِ اللهِ وقدَرِه.
وسببُ هذا الحديث -كما ورَدَ في الصَّحيحينِ- أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندما أغضَبَه نِساؤُه أقسَمَ: ألَّا يدخُلَ عليهنَّ شَهرًا مُعتزِلهنَّ بذلك القسَمِ، فذَهبَ إليه عُمر رضِيَ اللهُ عنه، وقالَ له ما قال.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج رياض الصالحينما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى
تخريج رياض الصالحينأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر
تخريج رياض الصالحينسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة
تخريج رياض الصالحينسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال اتقوا
تخريج رياض الصالحينالبسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم
تخريج رياض الصالحينرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان أخضران
تخريج رياض الصالحينإزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين
تخريج رياض الصالحينإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده
تخريج رياض الصالحينرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا فجعله في يمينه وذهبا
تخريج رياض الصالحينكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة
تخريج رياض الصالحينقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو
تخريج رياض الصالحينمن عاد مريضا لم يحضره أجله فقال عنده سبع مرات أسأل الله العظيم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب