حديث خير معايش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على

أحاديث نبوية | ما تمس إليه الحاجة | حديث أبو هريرة

«خيرُ مَعايشِ النَّاسِ لهم، رجُلٌ مُمسكٌ بعِنانِ فَرسِه في سَبيلِ اللهِ، يَطيرُ على متْنِه، كلَّما سمِعَ هيعةً أو فَزْعةً طارَ عليه، يَبتغي الموتَ أو القتْلَ مَظانَّه، ورجُلٌ في غُنَيمةٍ في رأسِ شَعَفةٍ مِن هذه الشِّعافِ، أو بَطنِ وادٍ مِن هذه الأوديةِ، يُقيمُ الصَّلاةَ، ويُؤتي الَّزكاةَ، ويَعبُدُ ربَّه حتَّى يأتيَه اليَقينُ، ليس مِن النَّاسِ إلَّا في خيرٍ.»

ما تمس إليه الحاجة
أبو هريرة
ابن الملقن
صحيح

ما تمس إليه الحاجة - رقم الحديث أو الصفحة: 182 -

شرح حديث خير معايش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

مِنْ خَيْرِ مَعاشِ النَّاسِ لهمْ، رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنانَ فَرَسِهِ في سَبيلِ اللهِ، يَطِيرُ علَى مَتْنِهِ، كُلَّما سَمِعَ هَيْعَةً، أوْ فَزْعَةً طارَ عليه، يَبْتَغِي القَتْلَ والْمَوْتَ مَظانَّهُ، أوْ رَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ في رَأْسِ شَعَفَةٍ مِن هذِه الشَّعَفِ، أوْ بَطْنِ وادٍ مِن هذِه الأوْدِيَةِ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، ويُؤْتي الزَّكاةَ، ويَعْبُدُ رَبَّهُ حتَّى يَأْتِيَهُ اليَقِينُ، ليسَ مِنَ النَّاسِ إلَّا في خَيْرٍ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1889 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 1889 )



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدُلُّ النَّاسَ على ما فيه صَلاحُ ورِفعةُ شَأنِهم في الدُّنيا والآخرةِ، فكان يَحُثُّ على مُجاهَدةِ أعداءِ الدِّينِ، وعلى مُجاهَدةِ النَّفسِ والشَّيطانِ، والإعراضِ عن استيفاءِ اللَّذَّاتِ العاجلةِ؛ حتَّى يكونَ للإنسانِ نَصيبٌ وافرٌ مِن دَرَجاتِ الآخرةِ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مِن أفضَلِ وأشرَفِ طُرقِ المعاشِ في الدُّنيا الجهادَ في سَبيلِ اللهِ، وعبَّرَ عنه بقولِه: «رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِه»، أي: ممسك لِجَامَه وزِمَامَه، يُرِيدُ أنَّه مُراقِبٌ لِحَرَكاتِ العَدُوِّ ومُتأهِّبٌ لِلقائِه ومُستَعِدٌّ لِقتالِه؛ «يَطِيرُ على مَتْنِه»، أي: يُسرِعُ راكبًا على ظَهرِه للجهادِ في سَبيلِ اللهِ، «كُلَّمَا سِمِعَ هَيْعَةً»، أي: صَيْحَةً وصَوتًا، أو سَمِعَ «فَزْعَةً»، أي: استِغاثَة؛ «طارَ عليه»، أي: أسرَعَ راكبًا على ظَهْرِ فَرَسِه طائِرًا إلى مَصدرِ الصَّوتِ والاستغاثةِ، وهذا يدُلُّ على أنَّه في حالِ تَأهُّبٍ دائمٍ، وعلى شِدَّةِ اهتمامهِ بما هو فيه مِن المجاهَدةِ في سَبيلِ اللهِ تعالَى، «يَبتغِي القَتْلَ والموتَ مَظَانَّه»، أي: لا يُبالِي ولا يَحْتَرِزُ منه، بل يَطلُبُه في مَواطنِه الَّتي يُرْجى فيها؛ لشِدَّةِ رَغبتِه في الشَّهادةِ.
والنَّوعُ الثَّاني الَّذي هو مِن أفضَلِ ما يَطلُبُ به الرِّجالُ المعايشَ: هو ما يَفعَلُه رَجُلٌ في «غُنَيْمَةٍ» تَصغيرُ غَنَمٍ، والمعنى: يَرْعى بقَطيعٍ صَغيرٍ مِن الغنَمِ، وهذا إشارةٌ لضَعفِ رَغبتِه في الدُّنيا، فعِنده مِن الغنَمِ ما يُقِيمُ به عَيْشَه وحَياتَه، «في رأسِ شَعَفَةٍ مِن هذه الشَّعَفِ» وهو رأسِ الجَبَلِ، يعني أنَّه يُقيمُ في أعالي الجبالِ، أو يُقيمُ في بُطونِ الأَوْدِيَةِ، وهذا كلُّه وصْفٌ لقَناعةِ هذا الرَّجلِ؛ فإنَّه قَصَد بسَكَنِه هذا الابتعادَ والاعتزالَ عن النَّاسِ، مع اشتغالِه بعِبادةِ ربِّه سُبحانه، «فيُقِيمُ الصَّلاةَ» في مَواقيتِها، «ويُؤتِي الزَّكاةَ» مُستحِقِّيها إنْ كان ممَّن مَلَك نِصابَها واستُحقَّتْ عليه بشُروطِها، «ويَعبُدُ ربَّه حتَّى يَأتِيَه اليَقِينُ» وهو الموتُ؛ سُمِّيَ بذلكَ لأنَّه لا شَكَّ في تحقيقِ وُقوعِه.
ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه ليْس لهذا الرَّجلِ اجتماعٌ مع النَّاسِ، ولا اختلاطَ بهِم إلَّا فيما كان خَيرًا، كالجماعةِ، والجُمعةِ، والعِيدينِ، وصَلاةِ الجنازةِ، وعِيادةِ المريضِ، وتَشييعِ الجنازةِ، ونحْوِ ذلك مِن أنواعِ الخيراتِ، والحاصلُ أنَّه مُعتزِلٌ عن النَّاسِ إلَّا فيما هو خَيرٌ مَحْضٌ، وهذه العُزلةُ المذكورةُ في هذا الحديثِ لَيْست رَهبانيَّةً مِثلَ رَهبانيَّةِ النَّصارى المذمومةِ في القرآنِ؛ لأنَّ الرَّهبانيَّةَ النَّصرانيَّةَ تَتضمَّنُ إهمالَ الحقوقِ الواجبةِ للنَّفْسِ والأهلِ والعبادِ، بخلافِ هذه العُزلةِ؛ لأنَّ المقصودَ منها تَرْكُ الاختلاطِ مع النَّاسِ عندَ وُقوعِ الفِتنةِ والشَّرِّ، مع أداءِ حُقوقِ النَّفْسِ والأهلِ والنَّاسِ.
وفي الحديثِ: فَضِيلَةُ القتلِ أو الموتِ في سَبِيلِ الله.
وفيه: فَضيلةُ اعتِزالِ النَّاسِ عندَ وُقوعِ الفِتنَةِ.
وفيه: أهمِّيَّةُ الصَّلاةِ والزَّكاةِ، وعدمُ تَركِهما.
وفيه: أنَّه لا عَيْشَ ألَذَّ ولا أشْهى ولا أهْنَأَ ممَّا يَجِدُ العبدُ مِن طاعةِ ربِّه، ويَسْتروِحُ إليها حتَّى يُرفَعُ تَكاليفُها ومَشاقُّها عنه، بلْ إذا فَقَدَها كان أصعَبَ عليه ممَّا إذا فَقَدَ أهْلَه ومالَه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
ما تمس إليه الحاجةمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
ما تمس إليه الحاجةأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل إذا أخذت مضجعك أو إذا
ما تمس إليه الحاجةكشف رسول الله الستارة في مرضه والناس صفوف خلف أبي بكر فقال أيها
ما تمس إليه الحاجةاطلع رسول الله من غرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال لا تقوم الساعة حتى
ما تمس إليه الحاجةأنه عليه السلام كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله الحليم الكريم
ما تمس إليه الحاجةمن رآني في المنام فقد رآني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي
ما تمس إليه الحاجةمن تعار من الليل فقال حين يستيقظ لا إله إلا الله وحده لا
ما تمس إليه الحاجةاستيقظ رسول الله من نومه وهو محمر وجهه وهو يقول لا إله إلا
مجموع رسائل العلائيعن ابن جريج قال سألت عطاء بن أبي رباح عن لحم الفرس فقال
مجموع رسائل العلائيأن امرأة وزوجها اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابن
مجموع رسائل العلائيما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء مسيرة شهر عرضه كطوله
مجموع رسائل العلائيكنا نأكل لحوم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, June 2, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب