حديث من أقرأهما فقالا رسول الله صلى الله عليه وسلم

أحاديث نبوية | فضائل القرآن لابن كثير | حديث أبي بن كعب

«سمِعتُ رجلًا يقرأُ في سورةِ النَّحلِ قراءةً تُخالفُ قراءتي ، ثمَّ سمِعتُ آخرَ يقرؤُها بخلافِ ذلك ، فانطلقتُ بهما إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقلتُ : إنِّي سمِعتُ هذَيْن يقرأان في سورةِ النَّحلِ ، فسألتُ : من أقرأهما ؟ فقالا : رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقلتُ : لأذهبنَّ بكما إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ خالفتما ما أقرأني رسولُ اللهِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأحدِهما : اقرَأْ فقرأ فقال : أحسنتَ ، ثمَّ قال للآخرِ : اقرَأْ فقرأ ، فقال : أحسنتَ قال أُبيٌّ : فوجدتُ في نفسي وسوسةَ الشَّيطانِ حتَّى احمرَّ وجهي ، فعرف ذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في وجهي ، فضرب يدَه في صدري ، ثمَّ قال : اللَّهمَّ أخسِئِ الشَّيطانَ عنه ، يا أُبيُّ ، أتاني آتٍ من ربِّي فقال : إنَّ اللهَ يأمرُك أن تقرأَ القرآنَ على حرفٍ واحدٍ ، فقلتُ : ربِّ خفِّفْ عن أمَّتي ، ثمَّ أتاني الثَّانيةَ فقال : إنَّ اللهَ يأمرُك أن تقرأَ القرآنَ على حرفَيْن ، فقلتُ : ربِّ خفِّفْ عن أمَّتي ، ثمَّ أتاني الثَّالثةَ فقال مثلَ ذلك ، وقلتُ مثلَ ذلك ، ثمَّ أتاني الرَّابعةَ فقال : إنَّ اللهَ يأمرُك أن تقرأَ القرآنَ على سبعةِ أحرُفٍ ، ولك بكلِّ رَدَّةٍ مسألةٌ فقال : يا ربِّ اللَّهمَّ اغفِرْ لأمَّتي ، يا ربِّ اغفِرْ لأمَّتي واختبأتُ الثَّالثةَ شفاعةً لأمَّتي يومَ القيامةِ»

فضائل القرآن لابن كثير
أبي بن كعب
ابن كثير
إسناده صحيح

فضائل القرآن لابن كثير - رقم الحديث أو الصفحة: 100 -

شرح حديث سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي ثم سمعت


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

سمِعْتُ رَجُلًا يَقرَأُ، فقُلْتُ: مَن أقرَأَكَ؟ قال: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلْتُ: انطَلِقْ إليه، فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلْتُ: استَقرِئْ هذا، فقال: اقرَأْ فقرَأَ، فقال: أحسَنْتَ، فقُلْتُ له: أولم تُقرِئْني كذا وكذا؟ قال: بَلى، وأنتَ قد أحسَنْتَ، فقُلْتُ بيَدي: قد أحسَنْتَ مرَّتيْنِ، قال: فضرَبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه في صَدْري، ثُم قال: اللَّهُمَّ أذهِبْ عن أُبَيٍّ الشكَّ، ففِضْتُ عَرَقًا، وامتَلَأَ جَوْفي فَرَقًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أُبَيُّ، إنَّ مَلَكيْنِ أَتَياني، فقال أحَدُهما: اقرَأْ على حَرفٍ، فقال الآخَرُ: زِدْهُ، فقُلْتُ: زِدْني، قال: اقرَأْ على حَرفيْنِ، فقال الآخَرُ: زِدْه، فقُلْتُ: زِدْني، قال: اقرَأْ على ثلاثةٍ، فقال الآخَرُ: زِدْه، فقُلْتُ: زِدْني، قال: اقرَأْ على أربعةِ أحرُفٍ، قال الآخَرُ: زِدْه، قُلْتُ: زِدْني، قال: اقرَأْ على خَمسةِ أحرُفٍ، قال الآخَرُ: زِدْه، قُلْتُ: زِدْني، قال: اقرَأْ على سِتَّةٍ، قال الآخَرُ: زِدْه، قال: اقرَأْ على سَبعةِ أحرُفٍ، فالقُرآنُ أُنزِلَ على سَبعةِ أحرُفٍ.
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 21152 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه النسائي في ( (السنن الكبرى )) ( 7986 )، وأحمد ( 21152 ) واللفظ له



نزَلَ القُرآنُ على أَحرُفٍ وقِراءاتٍ، لا يُضادُّ بعضُها بعضًا، وكان في الصحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم مَن جمَعَ القُرآنَ وشهِدَ له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ رضِيَ اللهُ عنه: "سمِعْتُ رجُلًا يَقرَأُ، فقُلْتُ: مَن أقرَأَكَ؟ قال: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، وكأنَّه أنْكَرَ عليه قِراءَتَه لِمَا بها منِ اختلافٍ عمَّا يَحفَظُ، "فقُلْتُ: انطلِقْ إليه"، أخذَ الرجُلَ وذهَبَ به إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فأتيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلْتُ: استَقْرِئْ هذا، فقال: اقرَأْ فقرَأَ، فقال: أحسَنْتَ"، أقرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرجُلَ على قِراءتِه التي أنْكَرَها أُبَيُّ بنُ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنه، "فقُلْتُ له: أوَلَمْ تُقْرِئْني كذا وكذا؟ قال: بَلى، وأنتَ قد أحسَنْتَ"، ثم أقَرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُبَيًّا على قِراءتِه التي يَحفَظُها، "فقُلْتُ بيَدَيَّ: قد أحسَنْتَ مرتَينِ"، أشارَ بيَدِه إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقال: كيف تقولُ لي قد أحسَنْتَ، وتقولُ له: قد أحسَنْتَ! وفي روايةِ مُسلِمٍ: "فسقَطَ في نَفْسي منَ التكْذيبِ، ولا إذ كُنْتُ في الجاهليةِ"، وسوَسَ لي الشَّيطانُ تَكْذيبًا للنُّبوَّةِ أشَدَّ ممَّا كنْتُ عليه في الجاهليَّةِ؛ لأنَّه في الجاهليَّةِ كان غافِلًا أو مُتشكِّكًا، فوسوَسَ له الشَّيطانُ الجَزْمَ بالتَّكْذيبِ، قال أُبَيٌّ رضِيَ اللهُ عنه: "فضرَبَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه في صَدْري"، ضرَبَ في صَدْرِه تَثْبيتًا له حينَ رَآه قد غَشِيَه ذلك الخاطِرُ المَذْمومُ، "ثم قال: اللَّهُمَّ أذهِبْ عن أُبَيٍّ الشكَّ"، فدَعا له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذَهابِ ما حصَلَ في قَلبِه من شكٍّ وحَيْرةٍ ووَسْوَسةٍ، "ففِضْتُ عَرَقًا"، فجرَى وسال عَرَقُه مِن جميعِ بدَنِه، "وامتلَأَ جَوْفي فَرَقًا"، خَوْفًا وخَجَلًا ممَّا غشِيَه مِنَ الشَّيْطانِ، وفي رِوايةِ مُسلِمٍ: "وكأنَّما أنظُرُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فرَقًا"، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَسْكينًا وتَبْيينًا: "يا أُبَيُّ، إنَّ مَلكَينِ أَتَياني" هُما جِبْريلُ وميكائيلُ عليهما السلامُ، "فقال أحَدُهما: اقرَأْ على حَرفٍ، فقال الآخَرُ: زِدْه، فقُلْتُ: زِدْني، قال: اقرَأْ على حَرفَيْنِ، فقال الآخَرُ: زِدْه، فقُلْتُ: زِدْني، قال: اقرَأْ على ثلاثةٍ، فقال الآخَرُ: زِدْه، فقُلْتُ: زِدْني، قال: اقرَأْ على أربعةِ أحرُفٍ، قال الآخَرُ: زِدْه، قلْتُ: زِدْني، قال: اقرَأْ على خمسةِ أحرُفٍ، قال الآخَرُ: زِدْه، قلْتُ: زِدْني، قال: اقرَأْ على ستَّةٍ، قال الآخَرُ: زِدْه، قال: اقرَأْ على سَبعةِ أحرُفٍ، فالقُرآنُ أُنزِلَ على سبعةِ أحرُفٍ" والمُرادُ: أنَّ هذا النوْعَ من الاخْتِلافِ إنَّما هو وَحْيٌ منَ اللهِ عزَّ وجلَّ، والمُرادُ بسَبعةِ أحرُفٍ: أنَّها سَبْعةُ أوْجُهٍ، وسَبعُ لَهَجاتٍ، وقيلَ: سَبعُ قِراءاتٍ، وقِيلَ: سَبعةُ أحْكامٍ؛ فأيُّ وجهٍ تَقْرَأُ به أُمَّتُكَ، وأيُّ لَهْجةٍ تَيسَّرَتْ لها فهي مَقبولةٌ إنْ شاءَ اللهُ؛ تَيْسيرًا وتَخْفيفًا على أُمَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وليس المُرادُ أنَّ كلَّ كَلمةٍ، وكلَّ جُملةٍ مِنَ القُرآنِ تُقرَأُ على سَبعةِ أوْجُهٍ، بلِ المُرادُ أنَّ غايةَ ما انْتَهى إليه عدَدُ القِراءاتِ في الكَلمةِ الواحِدةِ إلى سَبعةٍ، والكَلماتُ التي تُقرَأُ على أكثرَ مِن سَبعةِ أوْجُهٍ؛ فغالبُ ذلك إمَّا لا يُثبِتُ الزِّيادةَ، وإمَّا أنْ يكونَ مِن قَبيلِ الاختلافِ في كَيفيَّةِ الأَداءِ؛ كما في المَدِّ والإمالةِ ونَحوِهما، وقيلَ: ليس المُرادُ بالسَّبعةِ حَقيقةَ العدَدِ، وأنَّ السَّبعةَ حَدٌّ للقِراءاتِ التي أُنزِلَتْ، بل هي أكثَرُ مِن ذلك، والمُرادُ منها التَّسهيلُ والتَّيسيرُ.
وفي الحَديثِ: بيانُ تَخْفيفِ اللهِ عزَّ وجلَّ وتَيْسيرِه على أُمَّةِ نبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفيه: مدَى عِنايةِ الصَّحابةِ بالقُرْآنِ، والذَّبِّ عنه، والمُحافَظةِ عليه، وعلى لَفْظِه، كما سَمِعوه مِن غيرِ عُدولٍ عنه.
وفيه: العَفوُ عن نزَغاتِ الشَّيطانِ، وعدمُ المَؤاخَذةِ عليها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعما من مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله
هداية الرواةما من عبد مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله
صحيح الترغيبمن ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث
الصحيح المسندهذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم فصلى الصبح حتى طلع الفجر وصلى الظهر حين
إرواء الغليلهذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم فصلى الصبح حين طلع الفجر
تذكرة الحفاظأتاني جبريل حين طلع الفجر فقال قم فصل فصليت الفجر ركعتين
العلل الكبيرهذا جبريل عليه السلام جاءكم يعلمكم دينكم فصلى الصبح حين طلع الفجر وصلى
تخريج شرح السنةإن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه
سنن الترمذيلا تجزىء صلاة لا يقيم الرجل فيها يعني صلبه في الركوع والسجود
شرح مشكل الآثاركنا قعودا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه وكان إذا
تخريج سنن أبي داودسألت عائشة عن البداوة فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو
الجامع الصغيرمن استجمر فليستجمر ثلاثا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب