شرح حديث يتيه قوم قبل المشرق محلقة رؤوسهم
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حَريصًا على تَعليمِ أُمَّتِه وتحْذيرِها مِن الفِتَنِ، فالمُسلمُ الحقُّ يَتدبَّرُ أقوالَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وتَعاليمَه، ويُحاوِلُ قدْرَ استِطاعَتِه أنْ يَنجوَ بنَفْسِه ويَنجوَ بِمُجتمَعِه المسلمِ مِن الوُقوعِ في مُضِلِّاتِ الفِتَنِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه سيَأْتي زمانٌ يَظهَرُ فيه جَماعةٌ يَحِيدونَ عنْ طَريقِ الحَقِّ والصَّوابِ، ويَتِيهونَ في ظَلامِ البِدَعِ والضَّلالِ، ولا يَهتدونَ للحَقِّ أبدًا، بلْ يَتحيَّرون ويَذهَبون في غيرِ وَجهٍ صَحيحٍ، وهؤلاء يَظهَرون مِن ناحِيةِ المشرِقِ، والمقْصودُ بها جِهةُ مَشرِقِ الشَّمسِ، وصِفةُ هَؤلاءِ القَومِ الذينَ يَتِيهونَ عن طَريقِ الحَقِّ: أنَّهمْ يُحلِّقونَ رُؤوسَهمْ؛ لِلدَّلالةِ على رَفضِهم الدُّنيا وأنَّهم زاهِدونَ فيها، والمقْصودُ أنَّ حَلْقَ الرَّأسِ يَصيرُ صِفةً لهمْ يُداوِمونَ عَليها ويُعرَفونَ بها، وهَذهِ صِفةٌ ذُكِرتْ في الخوارجِ أنَّ عَلامَتَهُم الحَلقُ، حتَّى صار ذلك شعارًا لهم يُعرَفوا به.
وفي الحديثِ: تَحذيرُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لأُمَّتِه مِن فِتنةِ التِّيهِ في الضَّلالِ، وإعْلامُه بعَلاماتِ الزَّيْغِ.
وفيه: أنَّ مِن عَلاماتِ الزَّيغِ والضَّلالِ الزُّهدَ الكاذِبَ في الدُّنيا.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم