شرح حديث سافر ابن عمر رضي الله عنهما فقال صحبت النبي صلى الله عليه
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
اليُسرُ ورفْعُ الحرَجِ مِن مَعالِمِ دِينِ الإسلامِ الحَنيفِ، وكُلَّما زادَتِ المَشقَّةُ ازدادَ التَّيسيرُ ورفْعُ الحرَجِ؛ ولذا شرَعَ
اللهُ عزَّ وجلَّ رُخصةَ قصْرِ الصَّلاةِ الرُّباعيَّةِ في السَّفرِ، وتَرَكَ النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ السُّننَ الرَّواتبَ في السَّفرِ تَأكيدًا على هذا التَّيسيرِ.
وفي هذا الحديثِ يَروي التابعيُّ حَفْصُ بنُ عاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ: أنَّ عَبدَ
اللهِ بنَ عمرَ رَضيَ
اللهُ عنهما سافَرَ مع أصحابِه، فقال: إنِّي سافَرْتُ مع النبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ وصَحِبْتُه في سَفَرِه، فلم أَرَهُ يُصلِّي السُّبْحَةَ -والمقصودُ بها السُّنَنُ الرَّواتِبُ- في السَّفرِ.
وقد قال ابنُ عُمَرَ هذا الكلامَ -كما في صَحيحِ مُسلمٍ- عندَما رَأَى بعضَهُم يَتنفَّلُ بعْدَ صَلاةِ الظُّهرِ في السَّفَرِ.
ثمَّ قال عبدُ
اللهِ بنُ عُمرَ رَضيَ
اللهُ عنهما: وقال
اللهُ جلَّ ذِكْرُه:
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) [
الأحزاب: 21 ]، وقرأ
( إِسْوَةٌ ) بالكسرِ، وهذه قِراءةُ القُراءِ العَشرةِ عدَا عاصمٍ؛ فإنَّه يَقرَؤها بالضَّمِّ
( أُسوةٌ )، والمعنى: استنُّوا بسُنَّةِ النبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فهي الأُسوَةُ والقُدوةُ الحَسنةُ في كلِّ شَيءٍ، فاتَّبِعوه واعْمَلُوا بسُنَّتِه.
وتَرْكُ الرَّواتبِ في السَّفرِ يكونُ للصَّلواتِ كلِّها إلَّا رَكعتَي الفجْرِ؛ فلم يَترُكْهما رَسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرِه، حتَّى إنَّه قَضاهما لمَّا ناموا حتَّى طَلَعَت عليهم الشَّمسُ في أحدِ أسفارِه، كما في صَحيحِ مُسلمٍ مِن حَديثِ أبي هُريرةَ رَضيَ
اللهُ عنه.
وكذا الوتْرُ؛ فإنَّ رَسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُوتِرُ على البعيرِ في السَّفرِ، كما في الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ عبدِ
اللهِ بنِ عُمَرَ رَضيَ
اللهُ عنهما.
وفي الحديثِ: حِرصُ الصَّحابةِ على الاقتداءِ بالنبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم