شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبح على ظهر راحلته
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحرِصونَ على أنْ يَهْتدُوا بهَدْيِه ويَستنُّوا بسُنَّتِه، لا سيَّما في الصَّلاةِ؛ فهي تَوقيفيَّةٌ في صِفتِها وكَيفيَّتِها.
وفي هذا الحديثِ بَيانُ مَشروعيَّةِ صَلاةِ التَّطوُّعِ على الراحلةِ دونَ صَلاةِ الفَريضةِ، حيث يُخبِرُ ابنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان «يُسبِّحُ»، أيْ: يُصلِّي السُّنَّةَ والنافلةَ، على ظَهْرِ «راحِلَتِه» -وهو البعيرُ الذي يَركَبُه في حالِ السَّفَرِ أو غيره- حيث كان وَجْهُه، فلمْ يَلتزِمْ باستقبالِ القِبلةِ، وإنَّما قِبلتُه حيثُ تَسيرُ راحلتُه، ويُستثْنى مِن ذلك ما لو كان السَّفرُ على وَسيلةٍ يَستطيعُ مِن خِلالِها استقبالَ القِبلةِ دونَ مَشقَّةٍ، كالسَّفينةِ مَثلًا؛ فإنَّه يَلزَمُه استقبالُ القِبلةِ.
ويَصِفُ ابنُ عُمَرَ صِفةَ رُكوعِه وسُجودِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الرَّاحلةِ بأنَّه «يُومِئُ برَأْسه»، بمعنى: يَخفِضُها شَيئًا ما للرُّكوعِ، ويكونُ السُّجودُ أخفَضَ، وهو أقلُّ مِن هَيئةِ السُّجودِ الكاملِ.
ثمَّ أخبَرَ سالمُ بنُ عبدِ اللهِ أنَّ أباهُ رَضيَ اللهُ عنه كان يُصلِّي التَّطوُّعَ على راحِلَتِه؛ اقتداءً بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وأمَّا رِوايةُ البخاريِّ التي يقولُ فيها ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنْهما: «صَحِبْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلَمْ أرَهُ يُسَبِّحُ في السَّفَرِ»، فالمرادُ بها صَلاةُ الرَّواتبِ، فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَلتزِمُ أنْ يُصلِّيَ الرَّواتبَ في السَّفرِ، باستثناءِ رَكعتَي الفجْرِ، والوتْرِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ التَّيسيرِ في العباداتِ، وخاصَّةً الصَّلاةَ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم