حديث لا أدري ما الحرورية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يخرج

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أبو سعيد الخدري

«أنَّهُما أتَيا أبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، فَسَأَلاهُ عَنِ الحَرُورِيَّةِ: أسَمِعْتَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: لا أدْرِي ما الحَرُورِيَّةُ؟ سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: يَخْرُجُ في هذِه الأُمَّةِ -ولَمْ يَقُلْ: مِنْها- قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاتَكُمْ مع صَلاتِهِمْ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجاوِزُ حُلُوقَهُمْ -أوْ: حَناجِرَهُمْ- يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَيَنْظُرُ الرَّامِي إلى سَهْمِهِ، إلى نَصْلِهِ، إلى رِصافِهِ، فَيَتَمارَى في الفُوقَةِ؛ هلْ عَلِقَ بها مِنَ الدَّمِ شَيءٌ؟»

صحيح البخاري
أبو سعيد الخدري
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 6931 -

شرح حديث أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية أسمعت النبي صلى الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

حذَّرَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن البِدَعِ والغُلوِّ في الدِّينِ؛ لأنَّ ذلك يُؤدِّي إلى إفسادِ المجتمَعاتِ، وربَّما أدَّى التَّشدُّدُ مع عدَمِ الفقهِ في الدِّينِ إلى تَبْديعِ وتَكفيرِ المجتمَعاتِ المسلِمةِ، والخروجِ على الحُكَّامِ بغيْرِ وجْهِ حقٍّ.
وفي هذا الحَديثِ يروي التابعيَّانِ أبو سَلَمةَ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ وعَطاءُ بنُ يَسارٍ: أنَّهما سألا الصَّحابيَّ أبا سعيدٍ الخُدْريَّ رَضِيَ اللهُ عنه عَنِ «الحَروريَّةِ» وهُمْ فِرقةٌ ضالَّةٌ مِنَ الخَوارجِ، منسوبةٌ إلى حَرُوراءَ؛ قَريةٍ بالكوفةِ بالعِراقِ، وكان مَبْدأُ خُروجِهم مِن تلك البَلْدةِ، فنُسِبوا إليها، فقالوا للصَّحابيِّ الجَليلِ: هَلْ سَمِعْتَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَتكَلَّم عَنِ الحَروريَّةِ؟ فَقال: لا أدري هَلْ تَكلَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنِ الحَروريَّةِ تَحديدًا لَفظًا ونَصًّا أمْ لا، ولكنِّي سَمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَتكلَّمُ عَن أوصافِ فِئةٍ ضالَّةٍ يَقولُ عنهُم: سَوفَ يَخرُجُ في هذهِ الأُمَّة -ولم يَقُل: مِنها؛ لِأنَّهم لَيْسوا مِنَ المُسلمينَ على رَأيِ أبي سَعيدٍ- قوْمٌ ضالُّونَ لَهُم صِفاتٌ مُعيَّنةٌ، فَاعرِفوهُم بِها؛ يَتكلَّفونَ في الصَّلاةِ والخُشوعِ، حتَّى إنَّكم لَتحتَقِرونَ صَلاتَكم عِندَما تَروْنَهم يُصلُّون مِن شِدَّةِ تَكلُّفِهم، ومِن صِفتِهِم أيضًا أنَّهم يَقرَؤونَ القُرآنَ، ولَكنَّهُم لا يُؤجَرونَ وَلا يُثابونَ على ذَلكَ بِالحسَناتِ، وَلا تَتعدَّى قِراءَتُهم ألسنِتَهم، فَلا يُقبَلُ لَهُم عَملٌ، فهَؤلاءِ يَخرُجونَ مِنَ الدِّينِ كَما يَخرُجُ السَّهمُ مِنَ القَوسِ سَريعًا وَلا يَعودُ أبدًا، وهذا السَّهمُ لم يُصِبْ مِنَ الهَدفِ إلَّا دُخولَه فيه وخُروجَه مِنه دونَ أنْ يَحصُلَ أيُّ شَيءٍ، حتى إنَّ الرَّاميَ ينظُرُ مَرَّةً إلى السَّهمِ ومَرَّةً إلى نَصلِ السَّهمِ- وهو القِطعةُ الصُّلبةُ المُدبَّبةُ المَسنونَةُ الَّتي في مُقدِّمةِ السَّهمِ- فَلا يَجدُ فيه أثرَ الدَّمِ أيضًا، ويُدقِّقُ الرَّامي النَّظرَ أكثرَ وأكثرَ؛ لَعلَّه يَجِدُ ما يُريدُ، فَينْظُر إلى رِصافِ السَّهمِ، وهوَ مَدخلُ النَّصلِ في السَّهمِ، فَلا يَجدُ أيَّ أثرٍ لِلدَّمِ، حتَّى إنَّه لَيَشُكُّ: هَل عَلِقَ أيُّ أثرٍ للدَّمِ بِالسَّهمِ؟ لِدَرجَةِ أنَّه يَنظُرُ في «الفُوقَةِ»، وهيَ مُؤخِّرةُ السَّهمِ والقِطعةُ المُلتويَةُ الَّتي تُوضَعُ في القَوسِ ويُشَدُّ بها الوَترُ لِيُرمى بِالسَّهمِ، ومَعنى التَّشبيهِ: أنَّ خُروجَهُم مِنَ الدِّينِ كَخُروجِ السَّهمِ السَّريعِ الَّذي يُصيبُ الصَّيدَ، وهذا نَعْتُ الخَوارِج الَّذين لا يَدينون للأئمَّةِ ويَخرُجون عليهم.
وقد أمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقتالهم، كما في الصَّحيحينِ من حديث علي بن طالب رَضِيَ اللهُ عنه أنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «فأيْنَما لَقِيتُمُوهُمْ فاقْتُلُوهُمْ؛ فإنَّ في قَتْلِهِمْ أجْرًا لِمَن قَتَلَهُمْ يَومَ القِيامَةِ».
وفي الحَديثِ: صِفاتُ الخَوارِجِ.
وَفيه: أنَّ قِراءةَ القُرآنِ مَعَ اخْتِلالِ العَقيدةِ غَيرُ زاكيةٍ ولا حاميةٍ صاحِبَها مِن سَخَطِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ.
وفيه: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلموقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا
صحيح مسلمقال لنا المشركون إني أرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم الخراءة فقال أجل إنه
صحيح مسلمنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتمسح بعظم أو ببعر
صحيح مسلمكنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين والخمار وفي رواية
صحيح البخاريأن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه
صحيح البخاريأذن ابن عمر في ليلة باردة بضجنان ثم قال صلوا في رحالكم فأخبرنا
صحيح البخاريعن أنس بن مالك قال كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب
صحيح البخاريما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما
صحيح البخاريجهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف بقراءته فإذا فرغ من
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم
صحيح مسلمأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, December 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب