حديث قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث عبدالله بن عباس

«لمَّا نزَلت هذه الآيةُ {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} (البقرة: 284) دخَل قلوبَهم منها شيءٌ لم يدخُلْه مِن شيءٍ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( قولوا: سمِعْنا وأطَعْنا وسلَّمْنا ) فألقى اللهُ الإيمانَ في قلوبِهم فأنزَل اللهُ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} (البقرة: 285) الآيةَ وقال: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (البقرة: 286) ( قال: قد فعَلْتُ ) {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} (البقرة: 286) ( قال: قد فعَلْتُ )»

صحيح ابن حبان
عبدالله بن عباس
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 5069 - أخرجه مسلم (126) باختلاف يسير

شرح حديث لما نزلت هذه الآية إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَمَّا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: { وَإنْ تُبْدُوا ما في أنْفُسِكُمْ أوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ به اللَّهُ } [ البقرة: 284 ]، قالَ: دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْها شيءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِن شيءٍ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: قُولوا: سَمِعْنا وأَطَعْنا وسَلَّمْنا قالَ: فألْقَى اللَّهُ الإيمانَ في قُلُوبِهِمْ، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى: { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَها لها ما كَسَبَتْ وعليها ما اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إنْ نَسِينا، أوْ أخْطَأْنا } قالَ: قدْ فَعَلْتُ { رَبَّنا ولا تَحْمِلْ عليْنا إصْرًا كما حَمَلْتَهُ علَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنا } قالَ: قدْ فَعَلْتُ { واغْفِرْ لنا وارْحَمْنا أنْتَ مَوْلانا } قالَ: قدْ فَعَلْتُ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 126 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : من أفراد مسلم على البخاري



كانَ الصَّحابَةُ رَضيَ اللهُ عَنهم يُسارِعون في الاستِجابةِ لِأوامرِ اللهِ عزَّ وجلَّ وأوامرِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عَنهما أنَّه لَمَّا نزلت هذه الآيةُ: { وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ } [ البقرة: 284 أي: إنَّ ما تُظهِروه من أعمالِ السَّيِّئاتِ أو مُجرَّدِ العَزمِ عليها في سِرِّكُم وإن لَم تَفعلوه؛ فإنَّكُم مُحاسَبون به، «دَخَلَ قُلوبَهم منها شَيءٌ لم يَدْخُلْ قُلوبَهم من شَيءٍ»، أي: بِمِثلِ الذي دَخَلَها من هذه الآيةِ، والمُرادُ أنَّهم خافوا خوفًا شديدًا، واشتَدَّ ذلك عليهم، وكأنَّهم مع خَوفِهم قالوا: كيف نُحاسَبُ بما أخفَينا ولم نتكلَّم به ولم يَظهَر؟ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُرشِدًا لهم إلى الخيرِ والطَّاعةِ، «قُولوا: سَمِعْنا وأَطَعْنا وسَلَّمْنا»، أي: سَمِعنا واستَجَبنا لقولِكَ يا ربَّنا، وأسلَمنا أنفُسَنا لأوامِرِكَ، «فألْقَى اللهُ الإيمانَ في قُلوبِهم»، أي: وَفَّقَهم اللهُ بذلك للإيمانِ الكامِلِ والتَّسليمِ لأمرِ اللهِ، وهَداهم إلى الحقِّ والخيرِ، فأنزَلَ اللهُ تَعالَى: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } [ البقرة: 286 أي: فَرفَعَت هذه الآيةُ المُؤاخَذَةَ عَلى ما في النُّفوسِ، ونَسَخَ اللهُ سُبحانَه وتَعالى بها قَولَه: { أَوْ تُخْفُوهُ }، فَما كانَ مِن وَساوِسِ الصُّدورِ فهو مَعفوٌّ عَنه ما لَم يَتكلَّمِ المُسلمُ أو يَعمَل بِه، كَما قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَليه وسَلَّمَ في روايةِ الصَّحيحَينِ: «إِنَّ اللهَ تَجاوَزَ عَنْ أُمَّتي ما حَدَّثَتْ بِه أَنْفُسَها ما لَمْ تَتَكلَّمْ أَوْ تَعْملْ بِه»، { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } فلكلِّ نَفسٍ ما عَمِلَته مِنَ الخيرِ فتُجازى به، وعليها ما عَمِلته مِنَ الإثمِ والشَّرِّ فتُجازى به، ثُمَّ ألهَمهمُ اللهُ الدُّعاءَ والتَّوبَةَ والإنابةَ، فقالوا: { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [ البقرة: 286 ]، فلا تُعاقِبنا بما نَسيناه وغَفَلنا عنه وما أخطأنا به في حقِّكَ وحقِّ نبيِّكَ ممَّا دارَ في قُلوبِنا مِنَ الخوفِ والامتِعاضِ، فاستجابَ اللهُ لهُم فقالَ: «قَدْ فَعَلْتُ»، أي: غَفَرتُ لكم ذلك، ثمَّ دَعَوُا اللهَ فقالوا: { وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } [ البقرة: 286 ]، والإِصرُ هو الذَّنبُ والإِثمُ، قالَ اللهُ: «قَدْ فَعَلْتُ»، ثمَّ دَعَوُا اللهَ فقالوا: { وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا } [ البقرة: 286 ]، قالَ اللهُ: «قَدْ فَعَلْتُ»، وهذا من عظيمِ فَضلِ اللهِ على المؤمِنين الذين يَخضَعونَ لأمرِهِ، ويُسلِّمون لحُكمِهِ، أمَّا الذين قالوا: سَمِعنا وعَصَينا، فقد حَمَلَ اللهُ عليهمُ الإِثمَ والذَّنبَ، وعاقَبَهم بِه في الدُّنيا قَبْلَ الآخِرةِ.
وفي الحديثِ: شدَّةُ تَعظيمِ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم لأمرِ اللهِ تَعالَى ورَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: أنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالى لا يُحمِّلُنا ما لا طاقةَ لنا به، ولا يُكلِّفُنا إلَّا وُسعَنا، وأنَّ الوساوسَ الَّتي تَجُولُ في صُدورِنا إذا لم نَركَنْ إليها، ولم نَطمئنَّ إليها، ولم نَأخُذْ بها -فإنَّها لا تَضُرُّ.
وفيه: أنَّ اللهَ تجاوَز لأُمَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم عَمَّا حدَّثَت به أنفُسَها ما لم تَتكلَّم أو تَعمَل به.
وفيه: ثُبوتُ النَّسخِ في القرآنِ الكريمِ، وأنَّ منَ القرآنِ ما يُقرَأُ ولكن نُسِخَ حُكمُه فلا يُعمَلُ به.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترمذياشفعوا ولتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما شاء
صحيح ابن حبانإني أوتى فأسأل ويطلب إلي الحاجة وأنتم عندي فاشفعوا فلتؤجروا ويقضي الله على
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على
صحيح البخاريأنه كان إذا أتاه السائل أو صاحب الحاجة قال اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله
صحيح البخاريكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه السائل وربما قال جاءه
صحيح أبي داوداشفعوا إلي لتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما شاء
صحيح الجامعمن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
صحيح ابن حباندخلت على عبادة بن الصامت وهو في الموت فبكيت فقال لي مه لم
صحيح الجامعأشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله لا
صحيح مسلميا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا فقال رسول الله
صحيح الترمذيلعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
صحيح البخاريلعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة وقال نافع الوشم في اللثة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب