شرح حديث يزره ولو بشوكة
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
في هذا الحَديثِ يُوضِّحُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ماذا يفعَلُ مَن يَلْبَسُ ثوبًا واحدًا في الصَّلاةِ، وهذا جُزْءٌ من حديثِ سَلَمةَ بنِ الأَكْوَعِ كما عندَ أبي داودَ، أنَّهُ قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، «إنِّي رَجُلٌ أَصِيدُ»، أي: أُمارِسُ الصَّيدَ في الصَّحْراءِ، ثمَّ سأل النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هل يَصِحُّ أنْ يُصلِّيَ في الثَّوبِ الواحدِ؟ وهو القَميصُ الَّذي يُلبَسُ مِن فَوْقِ الكَتِفَينِ ويُغطِّي الجسدَ والعَوْرةَ وليس تحتَه إزارٌ ولا سِروالٌ، أو أنَّه أراد بالقميصِ الرِّداءَ؛ فأجابه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «نَعَمْ»، تَصِحُّ الصَّلاةُ في القميصِ الواحدِ المُوارِي للعَوْرةِ، ثمَّ أمَرَه أن يَجمَعُ أطرافَه ويَضُمَّها ويَرْبِطَها بما يُشبِهُ الأزرارَ، حتَّى لو اضْطُرَّ إلى شَوْكةٍ يَجمَعُ بها أطرافَ ثوبِه ويُمْسِكُها بها؛ حتَّى يَكونَ أكثَرَ تماسُكًا، وأَبْعَدَ عن مَظِنَّةِ السُّقوطِ.
وقد كان الصَّحابةُ رُبَّما لا يَملِكُ الواحدُ منهم إلَّا ثوبًا واحدًا فيَلْبَسَه في الصَّلاةِ، وكان الحالُ أنَّهم إمَّا أنْ يَلْبَسوا الثَّوبَ فوْقَ أكتافِهم ويُسدِلوه ويُرسِلوه على كُلِّ الجَسدِ لِيُغَطِّيَ العَوْرةَ، وفي هذه الحالِ يَزُرُّونَ الثَّوبَ، ويَجمعونَه ويُمْسِكونَه بالأَزْرارِ مِن عِندِ القَفا ويَعقِدونَه مِن خَلْفِ الرَّقَبةِ، وإمَّا أنْ يَأتَزِروا به، فيُغَطُّوا به النِّصفَ الأسفلَ، ويَستُروا عَوْراتِهم، وهنا أيضًا لا بُدَّ مِن جَمْعِ الثَّوبِ وشَدِّهِ، بِرَبْطِه أو بِعَقْدِه بالأزرارِ أو ما يَقومُ مَقامَها ممَّا يُمسِكُ الثِّيابَ، ولو بشَوْكةٍ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم