لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله

الزِّنا من الأمراضِ الخَطيرةِ التي تُفسِد الأُمَمَ، فإذا انتشرتْ في المُجتمَع وأُعْلِنَ بها، فذلك إِيذانٌ بِبَلاء هذا المُجتمَع وهَلاكِه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا يَنْكِحُ الزَّاني المَجْلودُ إلَّا مَثْلَهُ"، أي: لا يَرغَبُ في الزَّواج مِن الزَّاني- وفي حُكمِه الزَّانية- الذي ظَهَرَ زِناهُ فَجُلِدَ، إلَّا زانٍ مِثْلُه، ووَصْفُهُ بالمَجْلودِ بذلك خَرَجَ مَخْرَج الأَغْلب؛ لعُقوبة مَنْ يفعل ذلك بالجَلْدِ، وإلَّا فقد لا يُجْلَدُ وهو زانٍ.
وقِيلَ: الاقْتِصار على عَدَم الرَّغْبَةِ لا يُقْصَدُ هُنا؛ بَلْ هو نَهْيٌ مُوافِقٌ لقولِه تعالى: { الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } [ النور: 3 ]، وهذا نَهْيٌ عن أنْ يَتَزَوَّجَ العَفيفُ بالزَّانِية أو العَفيفَةُ بالزَّاني.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ من الزِّنا وفاعِليه، وأنَّه لا تَنَاكُحَ بين العَفيفِ والزَّانِية أو الزَّانِية والعَفيفِ.
وفيه: أنَّ مِنْ عُقوبةِ فاعلِ الزِّنا غيرِ المُحصَنِ: الجَلْدَ.