كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يغتسل من الجنابة

الاغتِسالُ مِن الجَنابةِ: هو تَعميمُ الجَسدِ بالماءِ إذا قُصِد به رفعُ الجَنابةِ، وهذا الحديثُ يُوضِّح كيفيَّةَ اغتِسالِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الجَنابةِ، وفيه أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم "كان إذا أراد أن يَغتسِلَ"، أي: يَتطهَّر ويتنظَّف "مِن الجَنابةِ": وهي تُطلَق على كلِّ مَن أَنزَلَ المَنِيَّ أو جامَعَ زوجتَه، وسُمِّيَتْ بذلك لاجتِنابِ صاحبِها الصَّلاةَ والعباداتِ حتَّى يَطهُرَ مِنها، "بَدَأ بكَفَّيْه فغَسَلهما"، أي: افْتَتَح اغتِسالَه بغَسلِ يدَيْه بالماءِ، "ثُمَّ غَسَل مَرَافِغَه" والمَرافِغُ: ثَنايَا الأعضاءِ كالإِبْطَيْنِ وما بينَ الفَخِذَيْنِ والمُرادُ: غَسْلُ الفَرْجِ، "وأفَاضَ عليه: أي: وصَبَّ على ذَكَرِه "الماءَ، فإذا أَنقاهُما"، أي: فإذا غسَلَ يَدَيْه بالماءِ بعدَ غَسْلِه لِفَرجِه، "أَهْوَى بهما إلى حَائِطٍ"، أي: اتَّجَه بِيَدَيْهِ نحوَ حائطٍ، فمَسَح فيه يَدَيْهِ؛ وذلك طلبًا لِمَزِيدٍ مِن نَقائِهما بعدَ لَمْسِهما الفَرْجَ، "ثُمَّ" بعدَ غَسلِه لِفَرْجِه ويَدَيْهِ "يَستقبِلُ"، أي: يَبْدَأُ ويَشْرَعُ في "الوُضوءِ، ويُفِيضُ"، أي: ويَصُبُّ "الماءَ على رأسِه"، أي: حتَّى يُعمِّمَ جَميعَ بَدَنِه بالماءِ.
وفي الحديث: العنايةُ الشَّديدةُ عِندَ الغُسلِ بالأماكنِ التي يَغلِب فيها تَجمُّعُ الوسخِ والعرقِ.
وفيه: التأكُّدُ مِن نظافةِ اليدِ عند تمريرِهما على الوجهِ.