عطاء المحررين فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول

الحِفاظُ على حقوقِ الغيرِ كان مِن شِيمةِ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفي هذا الحديثِ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما دَخَل على معاويةَ بنِ أبي سُفيانَ رَضِيَ اللهُ عنهما وهو يُوزِّعُ العَطايا, فسأله معاويةُ رَضِيَ اللهُ عنه عن حاجتِه، فقال: "عَطاءُ المُحرَّرين", أي: حاجتي أنْ تُعْطيَ المُحرَّرين أوَّلًا، و"المُحرَّرون": هم الذين أصبَحوا أحرارًا بَعْدَ أن كانوا عَبيدًا, وقيل: المكاتَبونَ.
ثمَّ قال له: "فإنِّي رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أوَّلَ ما جاءه شيءٌ"، يعني: مِن الأموالِ، "بَدَأ بالمُحرَّرين"؛ وذلك لأنَّهم لَمَّا كانوا عَبيدًا كانوا لا يُعْطَونَ شيئًا؛ إذْ نَفقتُهم واجبةٌ على سيِّدِهم، فلمَّا أُعْتِقوا ولم يُكْتَبوا بَعْدُ في ديوانِ العَطايا كان يَبْدأُ بهم.

وفي الحديثِ: أَمرُ ذَوي السُّلطانِ بالمعروفِ.