لما أن قتل الحجاج ابن الزبير أرسل إلى ابن عمر أية ساعة

العُلماءَ هم ورَثةُ الأنبِياءِ، والأنبياءُ وَرَّثوا العِلمَ، وأفضلُ العلماءِ هم صَحابةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الَّذين هم كالنُّجومِ التي يَنبغي أَنْ نهتَديَ بها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سعيدُ بنُ حسَّانَ عن ابنِ عمرَ أنَّه : لَمَّا أَنْ "قَتَل الحجَّاجُ ابنَ الزُّبيرِ"، وجعلَه عبدُ المَلِكِ بنُ مَرْوانَ أميرًا على الحجِّ، وأمَره أَنْ يَأْتمَّ بعَبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما في الحجِّ- "أرسَل"، أي: الحجَّاجُ، "إلى ابنِ عمرَ" رَضِيَ اللهُ عنهما يَسألُه- وهُم بمِنًى- "أيَّةَ ساعةٍ؟"، أي: في أيِّ ساعةٍ؟ " كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَروحُ" إلى الموقفِ بعرفةَ، "في هذا اليومِ"، أي: يومِ عرَفةَ، "قال"، أي: ابنُ عمرَ، "إذا كان ذلك" وقتُ الرَّواحِ، "رُحْنا" ونخبرُك بذلك، "فلمَّا أراد ابنُ عمرَ أَنْ يَروحَ" وكان قد كُفَّ بصَرُه إذ ذاك، "قالوا"؛ يعني: أصحابَه، لم تَزِغِ الشَّمسُ "قال: أزاغَت" الشَّمسُ، "قالوا"، أي: أصحابُه، "لم تَزِغِ" الشَّمسُ بعدُ، "أَوَزاغَتْ" الشَّمسُ، "قال" سعيدُ بنُ سِنانٍ: "فلمَّا قالوا"، أي: أصحابُه، "قد زاغَتْ" الشَّمسُ، أي: ارتفعَتْ في الصَّباح وظهَرَ نورُها "ارتحَلَ" ابنُ عمرَ إلى الموقفِ بعَرفةَ.
وفي الحديثِ: حِرْصُ الصَّحابةِ على هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المناسكِ وغيرِها.
وفيه: اهتِمامُ الأمراءِ- وإن كان فيهم ظُلمٌ- بهَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَعظيمُهم لأصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفيه: إمامةُ الأعمَى على الحجِّ.