شرح حديث من جاء يعبد الله ولا يشرك به شيئا ويقيم الصلاة ويؤتي
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
الكبائرُ هي الذُّنوبُ العَظيمةُ، وهي كلُّ ذَنبٍ أُطْلِقَ عليه- في
القُرآنِ أو السُّنَّةِ الصَّحيحةِ، أو الإجماع- أنَّه كَبيرةٌ، أو أنَّه ذَنبٌ عَظيمٌ، أو أُخْبِر فيه بشِدَّةِ العِقابِ، أو كانَ فيه حَدٌّ، أو شُدِّدَ النَّكيرُ على فاعلِه، أو ورَد فيه لَعْنُ فاعلِه، وقيل: الكبائِرُ هي كلُّ فِعلٍ قَبيحٍ شَدَّدَ الشَّرْعُ في النَّهيِ عنه، وأعْظَمَ أمْرَه.
وفي هذا الحديثِ يخبِرُ أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ رضِيَ
اللهُ عَنه: أنَّ رسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم قال: "مَن جاء"،
أي: إلى
اللهِ عزَّ وجلَّ يومَ القيامَةِ، "يَعبُدُ
اللهَ"،
أي: يُوحِّدُه ويُطِيعُه، "ولا يشرِكُ به شيئًا"؛ وهو تأكيدٌ على مَعنى التَّوحيدِ، "ويُقيمُ الصَّلاةَ"،
أي: كان محافِظًا عليها ومؤدِّيَها في وَقتِها، "ويُؤتي الزَّكاةَ"،
أي: كان مُخرِجًا لزَكاةِ مالِه على الوَجهِ الَّذي يُرضي
اللهَ عزَّ وجلَّ وتَرضى به نَفسُه، وفي روايةٍ: "ويصومُ شَهرَ رمضانَ"،
أي: متِمًّا له، قال النَّبيُّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم: "ويَجتَنِبُ الكبائرَ"،
أي: يَنتهي ويمتنِعُ عن الوُقوعِ فيها، "كان له الجنَّةُ"،
أي: كان جزاؤُه على هذا أنْ يُدخِلَه
اللهُ عزَّ وجلَّ الجنَّةَ.
قال أبو أيُّوبَ رضِيَ
اللهُ عَنه: "فسَألوه"،
أي: أَصحابُ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم، "عن الكبائِرِ"،
أي: عن المرادِ مِن الكَبائِرِ، فقال صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم: "الإشراكُ ب
اللهِ"،
أي: أنْ يَجعَلَ الإنسانُ مع
اللهِ إلهًا آخَرَ، "وقتْلُ النَّفسِ المسلِمةِ"،
أي: الَّتي حرَّمَ
الله عزَّ وجلَّ قَتلَها وهي غيرُ مستحِقَّةٍ للقَتلِ، "والفِرارُ يومَ الزَّحفِ"،
أي: الهُروبُ عند لِقاءِ العَدوِّ من غَيرِ تَحرُّفٍ لقِتالٍ- وهو الكرُّ بعدَ الفرِّ؛ يُخيِّلُ لعَدُوِّه أنه منهزمٌ ثمَّ يَنقضُ عليه، وهو مِن خُدعِ الحربِ ومَكايدِها المشروعةِ- أو انحيازٍ إلى فِئةٍ أُخرى من المسلِمينَ.
وفي الحديثِ: بيانُ ما ذُكِر مِن الكَبائرِ الَّتي يجِبُ أنْ يتجنَّبَها المسلِمُ.
وفيه: أنَّ مَن جاء يومُ القيامَةِ مُوحِّدًا، ومُلتزِمًا بأَحكامِ الإسلامِ، ومُجتنبًا لكبائرِ الذُّنوبِ دخَل الجنَّةَ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم