عمرو بن مرة فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فأنكره وقال

أوَّلُ مَن أسلَم مِن الصَّحابةِ لهم سَبْقٌ وقدَمٌ عظيمةٌ في الإسلامِ؛ فقد شَهِدوا بِدايتَه، فعَلِموا أحداثَه، وما مرَّ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم منذ بِدايةِ البَعثةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ زيدُ بنُ أرقمَ رَضِي اللهُ عَنه: "أوَّلُ مَن أسلَمَ علِيٌّ"، أي: إنَّ عَليًّا رضِيَ اللهُ عنه أوَّلُ مَن أسلَم مِن الصَّحابةِ مُطلقًا، "قال عَمرُو بنُ مُرَّةَ" أحَدُ رُواةِ الحديثِ: "فذَكَرتُ ذلك لإبراهيمَ النَّخَعيِّ"، أي: ذكَر هذا الحديثَ للنَّخَعيِّ، "فأنكَره"، أي: لم يُقِرَّ به، "وقال"، أي: إبراهيمُ النَّخَعيُّ: "أوَّلُ مَن أسلَم أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ"، أي: الَّذي صَحَّ عِندَه أنَّ أوَّلَ مَن أسلَم هو أبو بكرٍ، وفي روايةٍ عند أحمدَ "كان عليٌّ أوَّلَ مَن أسلمَ مِن النَّاسِ بعدَ خديجةَ"، وقد أسلَم وهو ابنُ ثَماني سِنين، وظاهرُ هذا أنَّ عَليًّا رضِيَ اللهُ عنه أوَّلُ مَن أسلَم مِن الصَّحابةِ مُطلقًا، وهذا يُعارِضُ ما ورَدَ أنَّ أوَّلَ مَن أسلمَ هو أبو بكرٍ الصِّدِّيق أو خَديجة رضِيَ اللهُ عنهما، وقد جمَع العلماءُ بينَ هذه الرواياتِ، بأنَّ خَديجةَ رضِيَ اللهُ عنها أوَّلُ مَن أسلمَ من النِّساءِ، وأبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه أوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الرِّجالِ البالِغينَ، وعلِيٌّ أوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الغِلمانِ، ومن الموالي زَيدُ بنُ حارثةَ.
وفي الحَديثِ: فَضيلةٌ ومَنقبةٌ لأبي بَكرٍ وعليٍّ رَضِي اللهُ عَنهما.