شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نحر يوم الأضحى بالمدينة
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
النَّحرُ والأُضحيَّةُ من شَعائرِ اللهِ يومَ عيدِ الأضْحَى، وفيه تقرُّبٌ إلى اللهِ بالأضاحيِّ، وتَّشبُّهٌ بالحُجَّاجِ الَّذين أهْدَوا إلى البيتِ وذَبَحوا تقرُّبًا للهِ، وقد ضحَّى النَّبيُّ الكريمُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلَّمَ أُمَّتَه سُننَ وآدابَ الأُضحيَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نحَرَ يومَ الأضحى بالمدينةِ"، أي: نحَرَ أُضحيَّتَه من الإبلِ، قال ابنُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "وقد كان إذا لم يَنحَرْ يَذبَحُ بالمُصلَّى"، أي: إنَّ نحْرَه وذَبْحَه يكونُ بالمُصلَّى الَّذي أدَّى فيه صَلاةَ العيدِ، وهذا على التَّفريقِ بين معنى النَّحرِ والذَّبحِ؛ فالنَّحرُ يكونُ للإبلِ بقَطْعِ اللَّبَّةِ منها في رَقبتِها ممَّا يَلي الرِّجْلينِ الأمامينِ، والذَّبحُ يكونُ للبقرِ والغنَمِ بقطْعِ العُروقِ والأوداجِ في الحَلْقِ، فكأنَّ ابنَ عُمرَ يقولُ: وكان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا لم يَنحَرِ الإبلَ ذبَحَ من البقرِ أو الغنَمِ في المُصلَّى، ولا يُمتنَعُ أنْ يُجمَعَ يومَ النَّحرِ بين نُسكينِ؛ أحدِهما ممَّا يُنحَرُ، والآخَرِ ممَّا يُذبَحُ، وليُفهَمَ اشتراكُهما في الحُكمِ.
وفي الصَّحيحينِ عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه قال: "إنَّ أوَّلَ ما نبدَأُ به في يومِنا هذا نُصلِّي، ثمَّ نرجِعُ، فنَنحَرُ"؛ فقيل: إنَّ الذَّبحَ حدَثَ بالمُصلَّى؛ من أجْلِ أنْ يُعلِّمَ النَّاسَ كيفيَّةَ الذَّبحِ، أو مِن أجْلِ أنْ يأتِيَ الفُقراءُ والمساكينُ ليأْخُذوا حَقَّهم، ويكونَ مَبذولًا لهم، وقِيلَ غيرُ ذلك.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم