حديث يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك وصدقناك بما جئت به

أحاديث نبوية | صحيح ابن ماجه | حديث أنس بن مالك

«كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُكْثِرُ أن يقولَ: اللَّهمَّ ثبِّتْ قلبي على دينِكَ، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ تخافُ علينا وقد آمنَّا بِكَ وصدَّقناكَ بما جئتَ بِهِ، فقالَ: إنَّ القُلوبَ بينَ إصبعينِ من أصابعِ الرَّحمنِ عزَّ وجلَّ يقلِّبُها»

صحيح ابن ماجه
أنس بن مالك
الألباني
صحيح

صحيح ابن ماجه - رقم الحديث أو الصفحة: 3107 - أخرجه الترمذي (2140)، وأحمد (13696) بنحوه، وابن ماجه (3834) واللفظ له

شرح حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول اللهم ثبت


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

اللهُ عزَّ وجلَّ مالِكُ كلِّ شيءٍ، وبيَدِه أُمورُ القُلوبِ؛ فيَنْبغي على المُسلِمِ أنْ يسأَلَ ربَّهُ الثَّباتَ على الحقِّ والهُدى.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ أنْ يقولَ"، أي: يُكْثِرُ مِن هذا الدُّعاءِ: "اللَّهُمَّ ثبِّتْ قَلْبي على دِينِك"، أي: اجعَلْه ثابتًا على دِينِك، غيرَ مائلٍ عن الدِّينِ القويمِ، والصِّراطِ المُستقيمِ، والخُلقِ العظيمِ.
وذكَرَ كلمةَ "ثبِّتْ"، وأضاف القلْبَ إلى نفْسِه تلْميحًا وتَعلِيمًا لِأصحابِه؛ لِيقتَدُوا به في الدُّعاءِ والخوفِ مِنَ اللهِ؛ لأنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ مأمونُ العاقبةِ، فلا يَخافُ على نفْسِه وعلى استقامتِها؛ لقولِه تعالى: { إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ يس: 3- 4 ]، ومِن ثَمَّ خَصَّ الدِّينَ بالذِّكرِ، والمُرادُ من ذلك تعليمُ الأُمَّةِ.
قال أنسٌ: "فقال رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، تخافُ علينا وقد آمنَّا بك وصدَّقْناكَ بما جئْتَ به؟" أي: لَمَّا سمِعَ دُعاءَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ انتقَلَ الرَّجُلُ إلى نفْسِه وإلى العِبادِ؛ فإنَّه إذا كان صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخافُ تَقليبَ قلْبِه؛ فكيف بالعِبادِ؟! فكأنَّ الرَّجلَ عَلِمَ أنَّ قولَه ذلك ليسَ لخَوفِه على نفْسِه، وإنَّمَا هو تَشريعٌ للأُمَّةِ لِخَوفِه عليهم؛ فإذا كانَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُو بمِثْلِ هذا الدُّعاءِ فالأُمَّةُ أَوْلَى بذلك، ففَرَضَ السُّؤالَ في الأُمَّةِ تأدُّبًا.
فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ القُلوبَ بين إصبعَينِ مِن أصابعِ الرَّحمنِ عَزَّ وجَلَّ يُقلِّبُها"، والمُرادُ: أنَّ اللهَ هو المُتمكِّنُ من قُلوبِ العِبادِ، والمُتسلِّطُ عليها، والمُتصرِّفُ فيها كيف يشاءُ، وهذا بيانُ أنَّ العبدَ ليس إليه شَيءٌ مِن أمْرِ سَعادتِه أو شَقاوتِه، بل إنِ اهْتَدى فبِهدايةِ اللهِ إيَّاه، كما أنَّ ثُبوتَه على الإيمانِ فبتَثبيتِه عَزَّ وجَلَّ، وإنْ ضَلَّ فبصَرفِه عن الهُدى، كما قال اللهُ تعالى: { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ } [ الحجرات: 17 ]، وجَعْلُ القُلوبِ بين أُصبعَينِ كِنايةٌ عن سُرعةِ تقلُّبِها.
وفي الحديثِ: بيانُ خوفِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من رَبِّه؛ حيث يَدْعو أنْ يُثَبِّتَ اللهُ قلْبَه على دِينِه.
وفيه: بيانُ شِدَّةِ حرْصِه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على تَنبيهِ أُمَّتِه ألَّا يُصيبَها ذُهولٌ وغَفلةٌ عن مُراقبةِ الأعمالِ.
وفيه: إثباتُ صِفَةِ الأصابعِ للهِ سُبحانَه كما يَليقُ به، دونَ تَعطيلٍ، أو تَكيييفٍ، أو تَشبيهٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن ماجهإن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش لهن
صحيح ابن ماجهربما اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من
صحيح ابن ماجهما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطاه
صحيح ابن ماجهعن أبي بكر حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم يقول قام رسول
صحيح ابن ماجهمر به وهو يغرس غرسا فقال يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت
صحيح ابن ماجهما منكم من أحد إلا له منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار
صحيح ابن ماجهأما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس
صحيح ابن ماجهالندم توبة فقال له أبي أنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
صحيح ابن ماجهالتائب من الذنب كمن لا ذنب له
صحيح ابن ماجهلو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب عليكم
صحيح ابن ماجهيا عائشة إياك ومحقرات الأعمال فإن لها من الله طالبا
صحيح ابن ماجهخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنباوة أو البناوة قال والنباوة من


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب