شرح حديث أن عمر قال لصهيب ما لك تكتني بأبي يحيى وليس لك ولد
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
في هذا الأثَرِ يُخبِر حَمزةُ بنُ صُهيبٍ: "أنَّ عُمرَ"، ابنَ الخطَّابِ، "قال لِصُهَيبٍ"، وهو ابنُ سِنانٍ الرُّوميُّ: "ما لك تَكْتَني بأبي يَحْيى وليس لكَ ولَدٌ؟"، أي: ما الدَّاعي للكُنيَةِ وليس هناك مِن ولَدٍ؟ فقال صُهيبٌ رَضِي اللهُ عَنه: "كَنَاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بأبي يَحْيى"، والكُنْيةُ هي اتِّخاذُ اسمٍ يُنادَى به الشَّخصُ؛ كأبي فُلانٍ أو أمِّ فُلانٍ، وقولُه: "كَنَاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بأبي يحيى"، عُلِم منه أنَّ الكُنيةَ لا تتَوقَّفُ صِحَّتُها على وُجودِ الولَدِ؛ لأنَّها بمنزلةِ العَلَمِ، ومُراعاةُ المعنى الأصليِّ فيه غيرُ لازمٍ على أنَّه قد يُرادُ به التَّفاؤُلُ، وفي تَمامِ هذا الأثَرِ أنَّ صُهيبًا، كان يُكْنَى أبا يَحْيى ويقولُ: إنَّه مِن العرَبِ، ويُطعِمُ الطَّعامَ الكثيرَ، فقال له عُمرُ: يا صُهيبُ، ما لك تُكْنَى أبا يَحيى وليس لك ولَدٌ؟ وتقول: إنَّك مِن العرَبِ، وتُطعِمُ الطَّعامَ الكثيرَ، وذلك سرَفٌ في المالِ؟ فقال صُهيبٌ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كَنَاني أبا يَحيى، وأمَّا قولُك في النَّسَبِ، فأنا رجَلٌ مِن النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ، مِن أهلِ المَوصِلِ، ولكنِّي سُبِيتُ غُلامًا صغيرًا قد عقَلتُ أهلي وقومي، وأمَّا قولُك في الطَّعامِ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يقولُ: «خِيارُكم مَن أطعَمَ الطَّعامَ ورَدَّ السَّلامَ»، فذلك الَّذي يَحمِلُني على أن أُطعِمَ الطَّعامَ.
وفي الحديثِ: مشروعيَّةُ التَّكنِّي لِمَن ليس له ولَدٌ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم