حديث ما بنا من بخل ولا بنا من حاجة ولكن دخل رسول

أحاديث نبوية | صحيح أبي داود | حديث بكر بن عبدالله المزني

«قالَ رجلٌ لابنِ عبَّاسٍ : ما بالُ أَهْلِ هذا البيتِ يَسقونَ النَّبيذَ وبنو عمِّهِم يسقونَ اللَّبنَ والعَسلَ والسَّويقَ أبُخلٌ بِهِم أم حاجةٌ فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: ما بِنا من بُخلٍ ولا بنا مِن حاجةٍ ، ولَكِن دخلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى راحلتِهِ وخلفَهُ أسامةُ بنُ زيدٍ فدَعا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بشَرابٍ ، فأتيَ بنبيذٍ ، فشَربَ منهُ ودفعَ فضلَهُ إلى أسامةَ بنِ زيدٍ ، فَشربَ منهُ ، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أحسَنتُمْ وأجملتُمْ ، كذلِكَ فافعَلوا فنَحنُ هَكَذا لا نريدُ أن نغيِّرَ ما قالَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ»

صحيح أبي داود
بكر بن عبدالله المزني
الألباني
صحيح

صحيح أبي داود - رقم الحديث أو الصفحة: 2021 - أخرجه أبو داود (2021) واللفظ له، والبيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (10236)

شرح حديث قال رجل لابن عباس ما بال أهل هذا البيت يسقون النبيذ


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كُنْتُ جَالِسًا مع ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ الكَعْبَةِ، فأتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقالَ: ما لي أَرَى بَنِي عَمِّكُمْ يَسْقُونَ العَسَلَ وَاللَّبَنَ وَأَنْتُمْ تَسْقُونَ النَّبِيذَ؟! أَمِنْ حَاجَةٍ بكُمْ أَمْ مِن بُخْلٍ؟ فَقالَ ابنُ عَبَّاسٍ: الحَمْدُ لِلَّهِ، ما بنَا مِن حَاجَةٍ وَلَا بُخْلٍ؛ قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى رَاحِلَتِهِ وَخَلْفَهُ أُسَامَةُ، فَاسْتَسْقَى، فأتَيْنَاهُ بإنَاءٍ مِن نَبِيذٍ، فَشَرِبَ، وَسَقَى فَضْلَهُ أُسَامَةَ، وَقالَ: أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ، كَذَا فَاصْنَعُوا، فلا نُرِيدُ تَغْيِيرَ ما أَمَرَ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1316 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



شَأنُ المُسلِمِ الحقِّ أنَّه يتَّبِعُ أثَرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهَدْيَه، وخاصَّةً فيما صحَّ عنه، وكان هذا شأْنَ أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فقدْ كان عندَهمُ الحِرصُ التامُّ على مُتابَعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كلِّ أفْعالِه وأقْوالِه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التَّابِعيُّ بَكرُ بنُ عبدِ اللهِ المُزَنِيُّ أنَّه كان جالسًا معَ ابنِ عبَّاسٍ عندَ الكَعبةِ، فجاءَه أعْرابيٌّ -وهو الَّذي يسكُنُ الصَّحْراءَ- فقال: «ما لي أرَى بَنِي عمِّكم» أرادَ غيرَ بَني العبَّاسِ من سائرِ قُرَيشٍ، «يَسقُونَ العَسَلَ واللَّبَنَ وأنتُم تَسقُونَ النَّبِيذَ؟!» ومرادُ الأعْرابيِّ سِقايةُ الحاجِّ، فكان بَنو العبَّاسِ يَسقونَ النَّاسَ النَّبيذَ، وهو تَمرٌ أو زَبِيبٌ يُنقَعُ في الماءِ حتَّى يَحلُوَ طَعمُه، وليس بِمُسكِرٍ، وقدْ كانتِ المِياهُ بِمَكَّةَ مُتغيِّرةً، فكانوا يُطيِّبونَها بهذا.
وسألَه: هلْ تَرْكُكم لسِقايةِ العسَلِ واللَّبنِ لأجْلِ فَقرٍ أمْ لبُخلٍ؟ فقال ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: «الحمدُ للهِ»، وأخبَرَه أنَّهم ليس بهم فَقْرٌ، ولا بُخلٌ، وإنَّما يَفعَلونَ هذا؛ تَمسُّكًا بما تلَقَّوْه منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ وذلك لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان قدْ قَدِمَ إلى مكَّةَ وهو راكبٌ على راحِلَتِه، أي: ناقَتِه، وكان أُسامةُ بنُ زيدٍ رَضيَ اللهُ عنهما يركَبُ خَلفَه، فطلَبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُسْقى، فجاؤوه بإناءٍ فيه نَبِيذٌ، فشَرِبَ، وسَقَى أُسامةَ بقيَّةَ شَرابِه، وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهم: «أَحْسَنْتُم وأَجْمَلْتُم، كذا فاصْنَعُوا»، أي: صَنَعْتُم فِعلًا حَسَنًا وجَميلًا بِتَطْيِيبِكمُ الماءَ بالنَّبِيذِ مِنَ التَّمرِ أوِ الزَّبِيبِ، وفي هذا دَليلٌ على أنَّ هذا الشَّرابَ غيرُ مَنهيٍّ عنه، وإلَّا لَمَا شَرِبَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَكانَ نَهَى عنه.

ثمَّ أوْضَحَ ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما سَببَ ذلك بقولِه: «فلا نُرِيدُ تَغييرَ ما أمَرَ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»؛ مِن تَطيِيبِ الماءِ بالنَّبِيذِ، وذلك بقولِه: «كذا فاصْنَعُوا»، أي: أمرَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَثبُتوا على سَقيِ النَّبيذِ، فامْتَثَلوا أمرَه، والمَعنى: أنَّنا لا نُغيِّرُ سِقاءَ النَّبيذِ إلى سِقاءٍ غَيرِه منَ العسَلِ واللَّبنِ، وإنْ كان ذلك أوْلى عندَ النَّاسِ؛ لأنَّنا لا نُغيِّرُ شيئًا أعجَبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ أمرَنا به؛ إذ هو الأوْلى لنا، واللَّائقُ بنا.
وفي الحَديثِ: بيانُ تتبُّعِ الصَّحابةِ لِهَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحِرْصِهم على اتِّباعِ سُنَّتِه.
وفيه: فضْلُ سِقَايةِ الحَجِيجِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ شُربِ النَّبِيذِ غيرِ المُسكِرِ.
وفيه: الثَّناءُ على أصْحابِ السِّقايةِ، وكلِّ صانعِ جميلٍ.
وفيه: أنَّ ما وُضِعَ منَ الماءِ في المساجِدِ والطُّرقِ يُشرَعُ أنْ يشرَبَ منه الغَنيُّ؛ لأنَّه وُضِعَ للكافَّةِ، لا للفُقراءِ وحْدَهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح أبي داودأنها أجارت رجلا من المشركين يوم الفتح فأتت النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح ابن ماجهمن جر إزاره من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة
صحيح ابن ماجهإن الذي يجر ثوبه من الخيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة
صحيح أبي داودعن عقبة بن عامر الجهني قال خرج علينا رسول الله صلى الله
صحيح أبي داودكان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما
صحيح ابن ماجهصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وصعد المنبر وكان لا
صحيح أبي داودسمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي أن الصلاة جامعة
صحيح أبي داودويل للعرب من شر قد اقترب أفلح من كف يده
صحيح أبي داودقدمنا على نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل كأنه بدوي فقال
صحيح أبي داودكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى
صحيح أبي داودلا يتخلجن في صدرك شيء ضارعت فيه النصرانية
صحيح ابن ماجهالشريك أحق بسقبه ما كان


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, July 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب