حديث أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ابتنى بزينب بنت جحش

أحاديث نبوية | شرح السنة | حديث أنس بن مالك

«أوْلمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين ابتنَى بزينبَ بنتَ جحشٍ ، فأشبعَ المسلمينَ خبْزا ولحمًا»

شرح السنة
أنس بن مالك
البغوي
صحيح

شرح السنة - رقم الحديث أو الصفحة: 5/103 -

شرح حديث أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ابتنى بزينب بنت جحش


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

نَزَلَتْ آيَةُ الحِجَابِ في زَيْنَبَ بنْتِ جَحْشٍ، وأَطْعَمَ عَلَيْهَا يَومَئذٍ خُبْزًا ولَحْمًا، وكَانَتْ تَفْخَرُ علَى نِسَاءِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ تَقُولُ: إنَّ اللَّهَ أنْكَحَنِي في السَّمَاءِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7421 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 7421 ) واللفظ له، ومسلم ( 1428 ) بنحوه



كانَ زَواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من زَينبَ بِنتِ جَحشٍ رَضيَ اللهُ عنها بأمرٍ منَ اللهِ تَعالَى، وقد وقَعَ في شأنِ زَوَاجِها سُنَنٌ وآدابٌ نقَلَها الصَّحابةُ الكِرامُ لِنَتعلَّمَ منها.
وفي هذا الحديثِ يَروي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه خادِمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه قد نزَلَ الأمرُ بالحِجابِ في قِصَّةِ زَواجِ زينبَ رَضيَ اللهُ عنها، وهو قولُ اللهِ تَعالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [ الأحزاب: 53 ]، والمَعنَى: لا يَدخُل أحدٌ بَيتًا من بُيوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّمَ إلَّا مَصحوبينَ بالإذنِ، يَأذَنُ لكُمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّمَ، ولا تَرقُبوا الطَّعامَ إذا طُبِخَ حتَّى إذا قارَبَ الاستِواءَ تَعرَّضتُم للدُّخولِ من غَيرِ سابِقِ إذنٍ، وبَعدَها تَفرَّقوا واخرُجوا من مَنزِلِه ولا تَنتَظِروا للحديثِ والكلامِ؛ لأنَّ في ذلك تَضييقَ المَنزِلِ عليه وعلى أهلِه، والنَّبيُّ يَستَحيي منكم أن يُخرِجَكم ولكنَّ اللهَ لا يَستَحيي مِنَ الحقِّ أن يُعلِمَكم ويُبَيِّنَ لكُم آدابَ دينِكم.
وقولُه: { فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ }، أي: من وَراءِ سِترٍ بينكم وبينهنَّ، ولا تَدخُلوا عليهنَّ بُيوتَهنَّ.
وقِصَّةُ زَينبَ رَضيَ اللهُ عنها في قولِه تَعالَى: { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا } [ الأحزاب: 37، 38 ]، وقد ذُكِرَ في روايةِ مُسلمٍ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا نَزَلت تلك الآياتُ وطلَّقَها زيدُ بنُ حارِثةَ وانقضَت عِدَّتُها، ذَهَبَ إليها ودَخَلَ عليها من غَيرِ إذنٍ؛ لأنَّها أصبحت زَوجتَه بتَزويجِ اللهِ إيَّاها له.
وقد جَعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَليمتَها «يومَئذٍ خُبْزًا ولَحمًا»، وقد بيَّنَتِ الرِّواياتُ -كما في الصَّحيحَينِ- أنَّه دعا أصحابَه، فأكَلُوا، ثُمَّ جَلَسَ أُناسٌ في بَيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ الطَّعامِ ولم يَخرُجوا، فتَحرَّجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منهم، ثُمَّ خَرَجَ ودارَ على نِسائه يَتفقَّدُهنَّ، ثُمَّ رَجَعَ فوَجَدَهم، فلم يَدخُل، ثُمَّ خَرَجوا فأخبَره أنسٌ بخُرُوجِهم، فدَخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأرخَى الحِجابَ والسِّتارَ على زَوجتِه، ومَنَع أنسًا مِنَ الدُّخولِ، ونَزَلت آيةُ الحِجابِ والإذنِ قَبلِ الدُّخولِ إلى بُيُوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وقد كانت زَينبُ رَضيَ اللهُ عنها تُباهي وتَذكُرُ مَنقبتَها في ذلك على باقي أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، «وكانت تَقولُ: إنَّ اللهَ أَنْكَحَني في السَّماءِ»، أي: زوَّجَني بأمرٍ منه سُبحانَه، وفي رِوايةٍ عندَ البُخاريِّ: «مِن فَوقِ سَبْعِ سَمَواتٍ»، وذلك بما نَزَلَ فيها من آياتٍ.
وفي الحديثِ: مَنقبَةٌ لزينبَ بنتِ جَحشٍ رَضيَ اللهُ عنها.
وفيه: بيانُ ما يَقَعُ بين الزَّوجاتِ والضَّرائرِ من مُفاخَراتٍ وغيرِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
شرح السنةقال لي أبو هريرة إذا أتيت أهل مصرك فأخبرهم أني سمعت
شرح السنةعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له
المحلىإذا قعد بين شعبها الأربع وأجهد نفسه فقد وجب عليه الغسل أنزل أو
التمهيد قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن
التمهيدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم فوق رأسه
التمهيدإني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا أن الدجال قصير
فتح الباري لابن حجرعن أم سلمة أنها سألت الحجاج بن عمرو الأنصاري عمن حبس وهو محرم
مختصر زوائد البزارمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
صحيح الأدب المفردإذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث حتى يختلطوا بالناس فإنه يحزنه
السلسلة الصحيحةأفضل العمل إيمان بالله وجهاد في سبيل الله
المحلىأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن اليمين على المدعى عليه
الإيضاح في مناسك الحجثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, December 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب