حديث أنه صلى الله عليه وسلم صلى على سهيل بن بيضاء في المسجد

أحاديث نبوية | فتح الباري لابن حجر | حديث -

«أنَّهُ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ صلَّى على سُهيلِ بنِ بيضاءَ في المسجدِ»

فتح الباري لابن حجر
-
ابن حجر العسقلاني
ثابت

فتح الباري لابن حجر - رقم الحديث أو الصفحة: 3/224 -

شرح حديث أنه صلى الله عليه وسلم صلى على سهيل بن بيضاء في المسجد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّهَا لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَنْ يَمُرُّوا بجَنَازَتِهِ في المَسْجِدِ، فيُصَلِّينَ عليه، فَفَعَلُوا، فَوُقِفَ به علَى حُجَرِهِنَّ يُصَلِّينَ عليه، أُخْرِجَ به مِن بَابِ الجَنَائِزِ الذي كانَ إلى المَقَاعِدِ، فَبَلَغَهُنَّ أنَّ النَّاسَ عَابُوا ذلكَ، وَقالوا: ما كَانَتِ الجَنَائِزُ يُدْخَلُ بهَا المَسْجِدَ! فَبَلَغَ ذلكَ عَائِشَةَ، فَقالَتْ: ما أَسْرَعَ النَّاسَ إلى أَنْ يَعِيبُوا ما لا عِلْمَ لهمْ به! عَابُوا عَلَيْنَا أَنْ يُمَرَّ بجَنَازَةٍ في المَسْجِدِ، وَما صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ إلَّا في جَوْفِ المَسْجِدِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 973 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عنهم أشدَّ النَّاسِ حِرصًا على اتِّباعِ سُنَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وربَّما استَدْرَكوا على بعضِهم البعضِ ما يُشكِلُ عليهم مِن المسائلِ.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضِي اللهُ عنه أنَّه لَمَّا تُوفِّيَ الصَّحابيُّ سَعدُ بنُ أَبي وقَّاصٍ رَضِي اللهُ عنه، وكان قدْ مات بقصْرِه في منْطقةِ العَقيقِ بالمَدينةِ على عشْرةِ أميالٍ مِن المدينةِ، وذلك سَنةَ خمْسٍ وخمسينَ مِن الهِجرةِ، على المشهورِ، وحُمِلَ إلى المدينةِ على أعناقِ الرِّجالِ ليُدفَنَ بالبقيعِ؛ مَدافنِ أهلِ المدينةِ، وذلك في خِلافةِ مُعاوِيةَ بنِ أبي سُفيانَ رَضِي اللهُ عنهما، وكان مَرْوانُ بنُ الحكَمِ حينئذٍ واليًا على المدينةِ، فأَرسلَت زَوجاتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لمَن يَحمِلونه وطَلبوا منهم أنْ تَدخُلَ الجِنازةَ -وهي اسمٌ للميِّتِ في النَّعشِ- إلى المَسجدِ النَّبويِّ؛ ليُصلِّيَ عليهِ أُمَّهاتُ المؤمنينَ أَزواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وفي رِوايةٍ لمُسلمٍ أنَّ الَّذي أمَرَ بذلك عائشةُ رَضِي اللهُ عنها، فأُدْخِلت الجنازةُ في المسجِدِ، ووُضِعَت أَمامَ حُجُراتِ أُمَّهاتِ المُؤمنينَ فَصَلَّين عليهِ صَلاةَ الجنازةِ، ثُمَّ بعْدَ الانتهاءِ مِن الصَّلاةِ أُخرِجَ مِن بابِ الجَنائزِ، والمرادُ به: البابُ المُعَدُّ في المسجدِ لخُروجِ الجنائزِ، أو أنَّ هذا البابَ لكَثرةِ خُروجِ الجنازاتِ منه -لقُربِه مِن جِهةِ البَقيعِ- سُمِّيَ بذلك، والَّذي كانَ مَوضعُه قَريبًا مِنَ المَقاعدِ، كانت تَقَعُ خلْفَ الجدارِ الشَّرقيِّ مِن المسجدِ النَّبويِّ في شَرقِ الحُجرةِ الشَّريفةِ بحيث كان الإمامُ إذا قام على الجنائزِ هناك، كان قبْرُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن يَمينِه.
وقيل: المقاعدُ هوَ مَوضعٌ عندَ بابِ المَسجدِ للقعودِ فيه للحوائجِ والوضوءِ والاستراحةِ، وَقيلَ: كانَت حِجارةً بِقُربِ دارِ عُثمانَ يَقْعُدُ عليها رَضِي اللهُ عنه، وقيلَ: هيَ الدَّرَجُ، فبلَغَ عائشةَ رَضِي اللهُ عنها أنَّ النَّاسَ عابوا دُخولَ الجنازةِ إلى المَسجدِ للصَّلاةِ عليها؛ وذلك لِما عَهِدوه أنْ يُصَلُّوا على جَنائزِهم في الخَلاءِ خارجَ المَسجدِ، فقالت عائشةُ رَضِي اللهُ عنها مُتعجِّبةً: «ما أَسْرَعَ النَّاسَ إلى أنْ يَعيبوا ما لا عِلمَ لَهُم بهِ!»، أي: ما أَسرَعَ ما نَسُوا السُّنَّةَ، وقيلَ: ما أَسرَعَهم إلى الطَّعنِ والعَيبِ، وقيل: إلى إنكارِ ما لا يَعلَمون مِن حُكمِ إدخالِ الجنازةِ المسجدَ؛ ولذلكَ عابُوا عَلينا أنْ يُمَرَّ بجَنازةٍ في المَسجدِ، ثمَّ استَشْهَدَت عائشةُ رَضِي اللهُ عنه بفِعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقالت: «وما صلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَلى سُهيلِ ابنِ بَيضاءَ»، أي: على جنازتِه، وسُهيلٌ رَضِي اللهُ عنه كان ممَّن هاجَرَ الهِجرتينِ: إلى الحَبَشةِ والمدينةِ، وشَهِد بَدْرًا وأُحدًا، ومات رَضِي اللهُ عنه بعْدَ رُجوعِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مِن تَبُوكَ سَنةَ تِسعٍ.
«إلَّا في جَوفِ المَسجدِ» وداخلِه، وهذا يدُلُّ على أنَّ صَلاةَ الجنازةِ في المسجدِ فَعَلها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وإنْ كان قليلًا، ولكنَّه يدُلُّ على الإباحةِ.
وفي الحَديثِ: فضْلُ عِلمِ عائشةَ رَضِي اللهُ عنها.
وفيه: الصَّلاةُ عَلى الجَنائزِ خارجَ المسجِدِ وداخِلَه.
وفيه: صَلاةُ النِّساءِ على الجنائزِ.
وفيه: أنَّ السُّنَّةَ لا تُترَكُ لإنكارِ بعضِ النَّاسِ لها جهْلًا، بلْ يَنْبغي إظهارُها للنَّاسِ، وتَعليمُ الجاهلينَ بها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
المحلىعن عائشة رضي الله عنها كانوا عمال أنفسهم ويأتون في العباء والغبار
صحيح الأدب المفردعن ابن عمر قال ما من جرعة أعظم عند الله أجرا من جرعة
الفتح الربانيبين العبد وبين الكفر ترك الصلاة
الفتح الربانيقوموا إلى سيدكم يا معشر الأنصار
المحلىأفطر الحاجم والمحجوم
الفتح الربانيالذين لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون
المستدرك على مجموع الفتاوىقال عمر رضي الله عنه في الحجر الأسود إنك حجر لا تضر
سنن الترمذيأول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون ولا
سنن الترمذيأهل الجنة جرد مرد كحلى لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم
سنن الترمذيمن صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يتبعنكم الله بشيء من ذمته
إرواء الغليللن يفلح قوم أسندوا أمرهم امرأة
إرواء الغليلإذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب