حديث لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت

أحاديث نبوية | عارضة الأحوذي | حديث أبو سعيد الخدري

«لما كان يومُ بدرٍ ظهرتِ الرومُ على فارسٍ فأَعجب ذلكَ المُؤمنينَ فنزلتْ { الَم غُلِبَتِ الرُّومُ } إلى قوله { يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ } قال ففرِحَ المؤمنون بظهورِ الرومِ على فارسٍ»

عارضة الأحوذي
أبو سعيد الخدري
ابن العربي
صحيح حسن

عارضة الأحوذي - رقم الحديث أو الصفحة: 6/276 -

شرح حديث لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لمَّا كانَ يومُ بدرٍ ظَهرتِ الرُّومُ على فارِسَ فأعجَبَ ذلِكَ المؤمنينَ فنزلت الم غُلِبَتِ الرُّومُ - إلى قولِهِ - يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ قالَ ففرحَ المؤمنونَ بظُهورِ الرُّومِ على فارِسَ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3192 | خلاصة حكم المحدث : صحيح [ لغيره ]



في هذا الحديثِ يَحكي أبو سعيدٍ رضِيَ اللهُ عَنه: أنَّه "لَمَّا كان يومُ بدرٍ"، أي: لَمَّا جاءَ يومُ الملحَمةِ الكبرى في الإسلامِ التي فرَّق اللهُ بها بين الحقِّ والباطِلِ؛ فقد كانت بين المسلِمين وكُفَّارِ قُريشٍ في السَّنةِ الثَّانيةِ مِن الهجرةِ حيث خرَج المسلِمون لأخْذِ عيرِ قُريشٍ القادمةِ مِن الشَّامِ وعليها أموالُهم، وقد أخَذوا مِن قَبلُ أموالَ المسلِمين في مكَّةَ، لكنَّ أبا سُفيانَ استَطاع النَّجاةَ، وأرسَل لِقُريشٍ، فجاؤوا للقِتالِ، فالْتَقى الفَريقانِ عندَ بئرِ بدرٍ، وانتصَر المسلِمون بفضلِ اللهِ تعالى مع قِلَّةِ عددِهم غيرِ المجهَّزِ للقتالِ على كُفَّارِ قُريشٍ وصَناديدِها، بالرُّغمِ مِن عدَدِهم الكبيرِ، وتَجهيزِهم، "ظهَرَت الرُّومُ على فارِسَ"، أي: غلَبَت وانتصرَت جيوشُ بلادِ الرُّومِ، وهم أهلُ كتابٍ مِن النَّصارى على جيوشِ فارِسَ، وهم كفَّارٌ أهلُ أوثانٍ ويَعبُدون النَّارَ في ذلك اليومِ، "فأَعجَب ذلك المؤمِنين"، أي: سُرُّوا بذلك، "فنزَلَت"، أي: فقُرِئَتْ هذه الآيةُ التي نزلَتْ من قَبلُ، وليس قَصدُ أبي سعيدٍ بذلك أنَّ هذه الآياتِ نزَلتْ يومَ بدرٍ؛ لأنَّها نزَلَتْ بمكَّةَ عندَ هَزيمةِ الرُّومِ، وأنبأَ اللهُ فيها بهزيمةِ فارِسَ في المرَّةِ القادمةِ، وكان في ذلك بُشرَى للمُسلِمينَ المقهورِينَ في مَكَّةَ بأنَّ الغلبةَ ستكونُ لهم على الكُفَّارِ مِن قُريشٍ وغيرِهم؛ فلمَّا ناسَب معناها ما حدَثَ يومَ بَدرٍ مِن توافُقِ نَصرِ المسلِمينَ على المشرِكين، ونصرِ الرُّومِ على الفُرسِ المجوسِ، فكأنَّ الآيةَ أُنزِلتْ على هذا الواقعِ، وأيضًا فقد نزَلَ جبريلُ على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ بَدرٍ وأخبَرَه بخبرِ نَصرِ الرُّومِ على فارِس، "{ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ } إلى قولِه: { يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ }"، يعني قولَه تعالى: { الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } [ الروم: 1 - 5 ].
وقولُه: { غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ }، اختَلَفَت القُرَّاءُ في قِراءتِه، فقرَأَ عامَّةُ قرَّاءِ الأمصارِ: { غُلِبَتِ الرُّومُ }، بضمِّ الغينِ، بمعنى أنَّ فارسَ غلَبَت الرُّومَ، وقُرِئ: ( غَلَبَتِ الرُّومُ ) بفتحِ الغينِ، والَّذين قرَؤوا بفَتحِ الغينِ قالوا: نزَلَت هذه الآيةُ خَبرًا مِن اللهِ لنبيِّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن غَلبةِ الرُّومِ، وعلى قراءةِ الجمهورِ: { غُلِبَتِ الرُّومُ }، بضمِّ الغينِ فتأويل الكلامُ: غَلَبَت فارِسُ الرُّومَ في أقرَبِ الأرضِ مِن أرضِ الشَّامِ إلى أرضِ فارِسَ، { وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ }، يقولُ: والرُّومُ مِن بعدِ غلَبةِ فارِسَ إيَّاهم { سَيَغْلِبُونَ } فارسَ { فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ }، أي: مِن قبلِ غلَبَتِهم فارسَ، { وَمِنْ بَعْدُ }، أي: ومن بعدِ غلَبتِهم إيَّاها، يَقْضي في خَلقِه ما يشاءُ، ويَحكُمُ ما يُريد، ويُظْهِرُ مَن شاء مِنهم على مَن أحَبَّ إظهارَه عليه، { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ }، يقول: ويومَ يَغلِبُ الرُّومُ فارسَ يفرَحُ المؤمنون باللهِ ورسولِه بنَصرِ اللهِ إيَّاهم على المشركين، ونُصرةِ الرُّومِ على فارِسَ، { يَنْصُرُ } اللهُ تعالى { مَنْ يَشَاءُ } مِن خَلقِه على مَن يَشاءُ، وهو نُصرةُ المؤمِنين على المشركين ببَدرٍ.
وأمَّا قولُه: { سَيَغْلِبُونَ } فإنَّ جمهورَ القُرَّاءِ على فتحِ الياءِ فيها، والواجبُ على قِراءةِ مَن قرأ: ( غَلَبَتِ الرُّومُ ) بفتحِ الغينِ أن يقرَأَ قولَه: ( سَيُغْلَبُونَ ) بضمِّ الياءِ، فيكونَ معناه: وهم مِن غلَبتِهم فارِسَ سيَغلِبُهم المسلِمون؛ حتَّى يَصِحَّ معنى الكلامِ.
قال أبو سعيدٍ: "ففَرِح المؤمِنون بظُهورِ الرُّومِ على فارِسَ"؛ فالرُّومُ أقرَبُ إليهم؛ فهُم أهلُ كتابٍ، أمَّا الفرسُ فعُبَّادٌ للنَّارِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
عارضة الأحوذييدعى نوح فيقال هل بلغت فيقول نعم فيدعى قومه فيقال هل بلغكم فيقولون
عارضة الأحوذيلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صلى نحو بيت المقدس
عارضة الأحوذيإذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة
عارضة الأحوذيمن كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى
عارضة الأحوذيمن مس ذكره فليتوضأ
إرواء الغليلأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه
إرواء الغليلأتي عمر بمجنونة قد زنت فاستشار فيها أناسا فأمر بها عمر أن ترجم
مجموعة الرسائل والمسائلليس من البر الصيام في السفر
ميزان الاعتدالأن أبا هريرة سجد مع النبي صلى الله عليه وسلم في
جامع العلوم والحكملا يدخل الجنة قاطع
التمهيدأعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عما لم يحرم فحرم على الناس
التوسل للألبانيإن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب