حديث الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس ألا أنبئكم بأكبر

أحاديث نبوية | تفسير الطبري | حديث أنس بن مالك

«ذكروا الكبًائر عند رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال : الإشراك بًالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، ألا أنبئكم بأكبر الكبًائر ؟ قول الزور»

تفسير الطبري
أنس بن مالك
ابن جرير الطبري
ثابت

تفسير الطبري - رقم الحديث أو الصفحة: 4/1/60 - أخرجه مسلم (88) باختلاف يسير

شرح حديث ذكروا الكبائر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الإشراك


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

ذَكَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكَبَائِرَ -أوْ سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ- فَقالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، فَقالَ: ألَا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ قالَ: قَوْلُ الزُّورِ -أوْ قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ، قالَ شُعْبَةُ: وأَكْثَرُ ظَنِّي أنَّه قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ-.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5977 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 5977 )، ومسلم ( 88 )



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَديدَ الحِرصِ على تَخليصِ أُمَّتِه مِن كُلِّ ما يُعَرِّضُها لسَخَطِ اللهِ تعالَى ويُقَرِّبُها مِنَ النَّارِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبر أنَسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذكَرَ لهم الكبائِرَ مُحذِّرًا إيَّاهم منها، أو سُئِلَ عنها فأخبَرَهم بها.

والكبائِرُ هي: الآثامُ والذُّنوبِ الَّتي تَوعَّدَ اللهُ فاعلَها بنارٍ، أو غَضَبٍ، أو لَعنةٍ، أو عَذابٍ في الآخرةِ، أو أوجَبَ فيها حَدًّا في الدُّنيا.
وقد ذكر منها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحَديثِ أربعةً؛ فقال: «الشِّركُ باللهِ» وهو نَوعانِ؛ أحدُهما: أنْ يَجعَلَ للهِ نِدًّا ويَعبُدَ غَيرَه مِن حَجَرٍ أو شجَرٍ أو غيرِ ذلك، والثاني: وهو الشِّركُ الخَفِيُّ؛ الرِّياءُ، وهو: ما يَتسرَّبُ إلى أعمالِ القُلوبِ وخَفايا النُّفوسِ؛ وهذا لا يطَّلِعُ عليه إلَّا عَلَّامُ الغُيوبِ.
ثمَّ قال: «وقتْلُ النَّفسِ» الَّتي حرَّمَ اللهُ قتْلَها، وهي النَّفسُ المَعصومةُ بإسلامٍ أو ذِمَّةٍ أو عهْدٍ أو أمانٍ، ويُستثنى من ذلك القَتْلُ قِصاصًا أو حدَّا أو رِدَّةً.
«وعُقوقُ الوالِدَينِ» وهو قطعُ الصِّلةِ بيْنه وبيْنهما، وعدَمُ البِرِّ بهما، وإيذاؤُهما بأيِّ نوعٍ كان مِن أنواعِ الأذى، قلَّ أو كثُرَ، نَهَيا عنه أو لمْ يَنْهَيَا عنه، أو مُخالفَتُهما فيما يَأمرانِ أو يَنهَيانِ، بشَرطِ انتفاءِ المَعصيةِ في الكُلِّ.
ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ألَا أنَبِّئُكم بأكبَرِ الكبائِرِ؟» أي: أشدِّ المَعاصي ذنْبًا، وأشنَعِها وأكثَرِها إثمًا، ثم بيَّنَها فقال: «قَولُ الزُّورِ -أو شَهادةُ الزُّورِ-»، والزُّورُ بوَجهٍ عامٍّ هو وَصفُ الشَّيءِ على خِلافِ ما هو به، وقد يُضافُ إلى القَولِ، فيَشمَلُ الكَذِبَ والباطِلَ، وقد يضافُ إلى الشَّهادةِ، فيختَصُّ بها، وقد يُضافُ إلى الفِعلِ، ومنه: لابِسُ ثَوْبَي زُورٍ.
وكانتْ مِن أكبَرِ الكبائِرِ؛ لأنَّها تَجمَعُ بيْن الكَذِبِ الذي هو مِن أقبَحِ الخِصالِ وبيْن التَّسبُّبِ في إضاعةِ حُقوقِ المسلمين؛ فقَائلُ الزُّورِ لا يَكتُمُ الحقَّ فحسْبُ؛ بلْ يَمحَقُه ليُثبِتَ مكانَه الباطِلَ.
وقد شكَّ شُعبةُ بنُ الحَجَّاجِ -أحدُ رواةِ الحديثِ- أقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: شهادةُ الزُّورِ، أو قال: قَولُ الزُّورِ.
ورجَّح أنَّه قال: «شهادةُ الزُّورِ»، وقد جزم شُعبةُ في موضعٍ آخَرَ في صحيحِ البخاريِّ بكونِه قال: «شهادةُ الزُّورِ».
وذِكرُ هذه الأربَعِ لا يُنافي ألَّا تكونَ كَبيرةٌ إلَّا هذه؛ فقدْ ذُكِرِ في غيرِ هذا الموضعِ: السِّحْرُ، والفِرارُ من الزَّحفِ، وزِنا الرَّجلِ بحَليلةِ جارِه، واليمينُ الغَموسُ، واستحلالُ بَيتِ اللهِ، وغيرُها ممَّا ورَدَ في السُّنَّةِ.
ولعَلَّ الحاجةَ وَقْتَها لبيانِ هذه الأربَعِ هي التي جَعَلت رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقتَصِرُ عليها.
أو لعَلَّ هذا ما أوحِيَ إليه وَقْتَها ثم تتابَعَ الوَحيُ بذِكرِ كبائِرَ أُخرى بعد ذلك.
وفي الحَديثِ: أنَّ الذُّنوبَ تَنقسِمُ إلى كَبائِرَ وصَغائِرَ، وأنَّ الكبائِرَ دَرَكاتٌ بعْضُها أغلَظُ في التَّحريمِ مِن بعضٍ.
وفيه: عِظَمُ حُقوقِ الوالِدَينِ.
وفيه: التَّغليظُ في تَحريمِ شَهادةِ الزُّورِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تفسير الطبريمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أوقد تحت قدر والقمل
تفسير الطبريمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أوقد تحت قدر والقمل
تفسير الطبريأنه قال في صلاة الخوف تقوم طائفة بين يدي الإمام وطائفة خلفه فيصلي
سنن الترمذيكان مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمهل فلا يقيم حتى إذا
سنن الترمذيكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ
عارضة الأحوذيخطبنا علي فقال من زعم أن عندنا شيئا نقرؤه إلا كتاب الله وهذه
عارضة الأحوذيأن النبي صلى الله عليه وسلم لما بنى بصفية أقام عندها ثلاثا وكانت
عارضة الأحوذيعن ابن عباس قال ما كذب الفؤاد ما رأى قال رآه بقلبه
عارضة الأحوذيأن النبي عليه السلام قال يوم غدير خم إني تارك فيكم ثقلين أولهما
عارضة الأحوذيأوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف
عارضة الأحوذيقد جعل الله لها سبيلا البكر بالبكر جلد مئة وتغريب عام والثيب بالثيب
عارضة الأحوذيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب ثم قال ما


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب