حديث لا ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله

أحاديث نبوية | إتحاف الخيرة المهرة | حديث عبدالله بن سبع

«قيل لعليٍّ : ألا تَستَخلِفُ ؟ قال: لا ، ولكنْ أترُكُكم إلى ما ترَكَكم إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم»

إتحاف الخيرة المهرة
عبدالله بن سبع
البوصيري
إسناده حسن

إتحاف الخيرة المهرة - رقم الحديث أو الصفحة: 5/ 17 -

شرح حديث قيل لعلي ألا تستخلف قال لا ولكن أترككم إلى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قِيلَ لِعُمَرَ ألَا تَسْتَخْلِفُ؟ قالَ: إنْ أسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَن هو خَيْرٌ مِنِّي أبو بَكْرٍ، وإنْ أتْرُكْ فقَدْ تَرَكَ مَن هو خَيْرٌ مِنِّي، رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأثْنَوْا عليه فَقالَ: رَاغِبٌ رَاهِبٌ، ودِدْتُ أنِّي نَجَوْتُ منها كَفَافًا، لا لي ولَا عَلَيَّ، لا أتَحَمَّلُهَا حَيًّا ولَا مَيِّتًا.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7218 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 1823 ) باختلاف يسير



الوِلايةُ العامَّةُ على المُسلِمين أمرُها عظيمٌ؛ فبِها يَعتدِلُ أمرُ النَّاسِ في دينِهم ودُنياهم، وتَصلُحُ أحوالُهم بدَفعِ الأعداءِ، ونَشرِ الدِّينِ، وإصلاحِ الدَّولةِ، ورِعايةِ النَّاسِ، وهذا الحديثُ يُوضِّحُ مَوقِفَ عُمرَ بنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه من تحمُّلِ مَسؤوليَّةِ الخِلافةِ أو تَحديدِ مَن يَلي بعدَه، وفي ذلك يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه لمَّا أُصيبَ عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه بطَعنةِ أبي لُؤلؤةَ المَجوسيِّ، وتَيقَّنَ النَّاسُ أنَّه سيَموتُ بها؛ حَثُّوه وحَضُّوه على أن يُسمِّيَ مَن يَتولَّى أُمورَ المسلمينَ من بعدِهِ، فقالَ: «إنْ أسْتخْلِفْ»، أي: إن سَمِّيتُ لكمُ الخليفةَ، «فقدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هوَ خَيرٌ منِّي؛ أبو بَكْرٍ»، «وإنْ أَتْرُكْ»، أي: وإن لم أفعَلْ وأمتَنِعْ عنِ اختيارِ الخليفةِ، فقد تَرَكَ مَن هو خيرٌ منّي، وهو رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّه لم يُحدِّدْ بالاسمِ مَن يَتوَلَّى المسؤُوليَّةَ بعدَه تَصريحًا، وإن كانَ ألمَحَ إلى ذلك باستِخلافِ أبي بَكرٍ على الصَّلاةِ؛ فبَيَّنَ عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه بينَ اختِيارَينِ، وله في أيٍّ منهُما قُدوةٌ سَبقَته، «فأَثْنَوْا عليه»، أي: قالوا فيه خَيرًا، وأثنى عليه الحُضورُ بالثَّناءِ الجَميلِ الذي يُقارِبون فيه قدْرَه وفَضْلَه مِثلَ أبي بَكرٍ؛ حتَّى يُسمِّيَ لهم الخَليفةَ.
فأخبَرَهم عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه: «راغِبٌ راهِبٌ»، أي: راغِبٌ في أن يَستخلِفَ حتَّى لا يقَعَ النَّاسُ في الخلافِ، وخائفٌ أن يَتحمَّلَ مَسؤوليَّةَ هذا الاختيارِ، ويَحتمِلُ أن يُرادَ: أنِّي راغبٌ فيما عِندَ اللهِ، وخائفٌ من عَذابِهِ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المعنى: أنَّ مَن يَتولَّى الخِلافةَ إمَّا راغبٌ فيها، وإما خائِفٌ منها، أو أنَّ الذين أثنَوا على عُمرَ إمَّا راغبٌ في حُسنِ رأيٍ فيه وتَقرُّبٍ له، وإمَّا راهبٌ من إظهارِ ما يُضمِرُه من كَراهتِه، أو راغبٌ فيما عندَ عُمرَ وراهبٌ منه.

ثُمَّ أخبَرَهم أنَّه تَمنَّى أن يَخرُجَ من أمرِ الخِلافةِ التي تَولَّاها -أوِ التي تُريدونَ منِّي تَحديدَ مَن يَتَوَلاها- «كَفَافًا لا لي ولا علَيَّ».
أي: مُتعادلًا بلا إثمٍ ولا غَنيمةٍ، وهذا من شِدِّةِ خَوفِه ووَرعِه، وإكبارًا وتَعظيمًا لأمرِ المسؤوليَّةِ المُترتِّبةِ على الخِلافةِ والوِلايةِ.
وقالَ: «لا أتَحَمَّلُها حَيًّا ومَيِّتًا»، أي: لا أتَحمَّلُ مسؤوليَّةَ الخِلافةِ في حياتي بأن تَولِّيتُها بخيرِها وشَرِّها، وبعدَ مَماتي بأن أُحدِّدَ مَن يَتولَّاها من بَعدي.
وقد بيَّنَت الرِّواياتُ أنَّ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنه جعَلَ الاختيار بينَ سِتَّةٍ مِنَ الصَّحابةِ، يُوَلُّون ويَختارونَ الخليفةَ فيما بينهم، ومِن ثَمَّ يُبايِعُه باقي المُسلِمين بعدَ مُبايَعتِهم له.
وفي الحديثِ: بَيانُ خُطُورةِ أمرِ الخِلافةِ، والحُكمُ وأنَّها مَغرَمٌ لا مَغنَمٌ.
وفيه: بَيانُ وَرَعِ عُمرَ الفاروقِ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: مَشروعيَّةُ عَقدِ الخلافةِ منَ الإمامِ المُتولِّي لغَيرِه بعدَه، وأنَّ أمرَه في ذلك جائزٌ على عامَّةِ المُسلِمين؛ لإطباقِ الصَّحابةِ ومَن بعدَهم معهم على العملِ بما عَهِدَه أبو بكرٍ لعُمرَ، وكذا لم يَختلفوا في قَبولِ عَهدِ عُمَرَ إلى السِّتَّةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الرسائل الشخصية لابن عبد الوهابكنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي يا معاذ
الرسائل الشخصية لابن عبد الوهابلما بعث معاذا إلى اليمن قال له إنك تأتي قوما من أهل الكتاب
الرسائل الشخصية لابن عبد الوهابذكرت له كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور قال أولئك إذا
الضياء اللامعأن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية
مذكرة الأصولأنه صلى الله عليه وسلم استسلف بكرا ورد رباعيا وقال إن خير الناس
الضياء اللامعلا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن
فتح الغفارمن نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره
حاشية بلوغ المرام لابن بازأن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل العراق ذات عرق
حاشية بلوغ المرام لابن بازلا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان
حاشية بلوغ المرام لابن بازلا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما
حاشية بلوغ المرام لابن بازتابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد
حاشية بلوغ المرام لابن بازتابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب