حديث إن موسى سأل ربه فقال أي رب أي أهل الجنة أدنى منزلة قال

أحاديث نبوية | عارضة الأحوذي | حديث المغيرة بن شعبة

«إن موسى سأل ربَّه فقال أيْ ربِّ أيُّ أهلِ الجنةِ أدنى منزلةً قال رجلٌ يأتي بعدَ ما يدخلُ أهلُ الجنةِ فيُقالُ له ادخلْ فيقول كيفَ أدخلُ وقد نزلوا منازلَهم وأخذوا أخذاتِهم قال فيُقال له أترضى أن يكونَ لك ما كان لملِكٍ من ملوكِ الدُّنيا فيقول نعمْ أيْ ربِّ قد رضيت فيُقالُ له فإنَّ لكَ هذا ومثلَه ومثلَه ومثلَه فيقولُ رضيتُ أيْ ربِّ فيُقالُ له فإنَّ لك هذا وعشرةَ أمثالِه فيقولُ رضيتُ أيْ ربِّ فيُقالُ له فإنَّ لك معَ هذا ما اشتهت نفسُك ولذَّت عينُك»

عارضة الأحوذي
المغيرة بن شعبة
ابن العربي
صحيح مشهور

عارضة الأحوذي - رقم الحديث أو الصفحة: 6/284 -

شرح حديث إن موسى سأل ربه فقال أي رب أي أهل الجنة أدنى منزلة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ، ما أدْنَى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً، قالَ: هو رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ ما أُدْخِلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، فيُقالُ له: ادْخُلِ الجَنَّةَ، فيَقولُ: أيْ رَبِّ، كيفَ وقدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنازِلَهُمْ، وأَخَذُوا أخَذاتِهِمْ، فيُقالُ له: أتَرْضَى أنْ يَكونَ لكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِن مُلُوكِ الدُّنْيا؟ فيَقولُ: رَضِيتُ رَبِّ، فيَقولُ: لكَ ذلكَ، ومِثْلُهُ ومِثْلُهُ ومِثْلُهُ ومِثْلُهُ، فقالَ في الخامِسَةِ: رَضِيتُ رَبِّ، فيَقولُ: هذا لكَ وعَشَرَةُ أمْثالِهِ، ولَكَ ما اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، ولَذَّتْ عَيْنُكَ، فيَقولُ: رَضِيتُ رَبِّ، قالَ: رَبِّ، فأعْلاهُمْ مَنْزِلَةً؟ قالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ أرَدْتُ غَرَسْتُ كَرامَتَهُمْ بيَدِي، وخَتَمْتُ عليها، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، ولَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، ولَمْ يَخْطُرْ علَى قَلْبِ بَشَرٍ، قالَ: ومِصْداقُهُ في كِتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ } [ السجدة: 17 ] الآيَةَ.
وفي رواية: إنَّ مُوسَى عليه السَّلامُ سَأَلَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ عن أخَسِّ أهْلِ الجَنَّةِ مِنْها حَظًّا، وساقَ الحَدِيثَ بنَحْوِهِ.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 189 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



الجنَّةُ هي دارُ النَّعيمِ المُقيمِ الذي أعدَّه اللهُ لعِبادِه المتَّقينَ المؤمِنينَ، ومَن رَأى هولَ المَحشَرِ والقيامةِ، ثُمَّ فازَ بالجنَّةِ؛ فإنَّه يَعلَمُ مِقدارَ نِعمةِ اللهِ وفَضلِه عليه؛ فهو الكريمُ الرَّحيمُ يَتكرَّمُ على عِبادِه بأفضالِه ومَثوبتِه، ويَزيدُهم من نِعَمِه وكَرامتِه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ نَبيَّ اللهِ مُوسَى عَليه السَّلامُ سألَ ربَّه عن أدنَى أهلِ الجَنَّةِ مَنزِلَةً، وفي روايةٍ: «سَأَلَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ عن أخَسِّ أهْلِ الجَنَّةِ مِنْها حَظًّا»، أي: ما صِفةُ أو نَعيمُ أقلِّ أهلِ الجنَّةِ منزلةً، فأجابَه اللهُ سُبحانَه بأنَّه رجُلٌ يَجيءُ يومَ القيامةِ بعدما أُدخِلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، فيتَفضَّلُ اللهُ عَليهِ، فيَأمُرُه أن يَدخُلَ الجَنَّةَ، فيَتساءَلُ الرَّجلُ: أي ربِّ، كيف أدخُلُ الجَنَّةَ ولا مَكانَ فيها؟ «وقدْ نزَل النَّاسُ منازلَهم؟» أي: فيها وما أبقَوا لغيرِهم مَنزلًا، «وأخَذوا أَخَذَاتِهم»، أي: سَلَكوا طُرقَهم، أو حصَّلوا كَراماتِهم، وهذا فيما يَظهَرُ له، فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ للرَّجُلِ: «أتَرضَى أنْ يكونَ لك مِثلُ مُلْكِ مَلِكٍ من ملوكِ الدُّنيا؟» وهذا يَكونُ عَطاءً عَظيمًا لمِثلِ هذا الرَّجُلِ الذي يَتصَوَّرُ أنَّه لم يَبقَ له مَكانٌ في الجَنَّةِ، فيَقولُ: «رضِيتُ ربِّ»؛ حَذَفَ حَرفَ النِّداءِ مُسارَعةً لذِكرِ الرَّبِّ، فيَقولُ له اللهُ الكَريمُ: «لَكَ ذَلِكَ، ومِثلُه ومِثلُه، ومِثلُه ومِثلُه»، أي: مُنضمًّا لِمَا رَضيتَ به زيادةً عليه، مُبالغةً في التَّفضيلِ والكرَمِ، فيَقولُ العبدُ في الخامسةِ: «رَضِيتُ ربِّ» بهذا العَطاءِ الجَزْلِ، فيَزيدُه اللهُ سُبحانَه عَطاءً، فيقولُ له: «هذا لك وعشَرةُ أمثالِه»، ثم يَزيدُه اللهُ تَفضُّلًا فيَقولُ له: «ولك ما اشتهَتْ نفسُك» وما تَمنَّته، ولك ما لذَّت عينُك وما أعجَبَها، وهذا شاملٌ لكلِّ أحدٍ من أهلِ الجنَّةِ، فيقولُ الرَّجُلُ: «رضِيتُ ربِّ».
ثم سأل مُوسَى عَليه السَّلامُ رَبَّه عن نَعيمِ أعلى أهلِ الجَنَّةِ مَنزِلةً، فأجابَه اللهُ تَعالَى بقَولِه: «أولَئِكَ الَّذين أردْتُ»، أيِ: الَّذينَ اختَارَهُمُ اللهُ واصطَفاهُم، «غرَسْتُ كَرامتَهم بيَدي، وختَمْتُ عليها»، ومَعنَى ذلك أنَّهُم مَن ممن تَولَّاهُمُ اللهُ؛ فلا يَتطرَّقُ إلى كَرامَتِهِم تَغييرٌ، وأعدَّ اللهُ لهم في الجَنَّةِ ما لم تَرَه عينٌ، ولم تَسمَع به أذُنٌ في الدُّنيا، والنَّفيُ مع تَنكيرِ "عين، وأُذُن" يُفيدُ الشُّمولَ، أي: يكونُ في الجنَّةِ ما لم تَرَه أيُّ عينٍ من الأعيُنِ، ولم تَسمَع به وبوصفِه أيُّ أذُنٍ من الآذانِ، وأيضًا لم يَخطُر على قلبِ بشَرٍ، فلم يَمُرَّ على عقلِ أحدٍ ما يُشبِهُه أو يَتصوَّرُه من النَّعيمِ، فكلُّ شَيءٍ يَتخيَّلُه عقلٌ أو قلبٌ من نَعيمِ الجنَّةِ، ففيها أفضَلُ ممَّا تخيَّلَه، ومِصداقُ ذلك ودَليلُه في كِتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ السجدة: 17 أي: فلا يَعلَمُ أحَدٌ عَظَمةَ ما أخْفى اللهُ تَعالَى لهم في الجنَّاتِ منَ النَّعيمِ المُقيمِ، واللَّذَّاتِ التي لم يَطَّلِع على مِثلِها أحدٌ ممَّا تَقَرُّ وتُنَعَّمُ به أعيُنُهم، وهو كِنايةٌ عنِ السُّرورِ؛ وذلك لأنَّهُم لمَّا أخفَوا أعمالَهُم، أخْفى اللهُ لهم منَ الثَّوابِ جَزاءً وِفاقًا؛ فإنَّ الجَزاءَ من جِنسِ العَملِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ أنَّ الجنَّةَ دَرَجاتِ.
وفيه: ثُبوتُ صِفةِ اليدِ لله عزَّ وجلَّ على ما يَليقُ بذاتِ وجَلالِه؛ من غَيرِ تَشبيهٍ أو تَعطيلٍ.
وفيه: تَرغيبٌ للنَّاسِ في نَعيمِ الجَنَّةِ؛ ليَزدادوا عَمَلًا.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
عارضة الأحوذيتوفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم فقال اغسلنها وترا ثلاثا
عارضة الأحوذيأن نارا تخرج من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس قالوا يا
عارضة الأحوذيإن أرواح الشهداء في طير خضر تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة
إرواء الغليلجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت أبايعك على
إرواء الغليل عن حمنة بنت جحش قالت كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت
إرواء الغليلالرجل أحق بمجلسه وإن خرج لحاجته ثم عاد فهو أحق بمجلسه
إرواء الغليلعن ابن عباس قال إذا أصابها في أول الدم فدينار وإذا أصابها في
إرواء الغليلدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في يدي فتخات من
إرواء الغليلكان صلى الله عليه وسلم كان يستسقي هكذا يعني ومد يديه
إرواء الغليلشكى الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر
إرواء الغليلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسقى وعليه خميصة سوداء فأراد أن
صحيح الجامعلا صام من صام الأبد


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب