حديث اقتلهم وفريق يقول لا فنزلت فما لكم في المنافقين فئتين وقال إنها

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث زيد بن ثابت

«{فَما لَكُمْ في المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} رَجَعَ نَاسٌ مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أُحُدٍ، وكانَ النَّاسُ فيهم فِرْقَتَيْنِ: فَرِيقٌ يقولُ: اقْتُلْهُمْ، وفَرِيقٌ يقولُ: لَا، فَنَزَلَتْ: {فَما لَكُمْ في المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} وقالَ: إنَّهَا طَيْبَةُ تَنْفِي الخَبَثَ كما تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الفِضَّةِ.»

صحيح البخاري
زيد بن ثابت
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4589 -

شرح حديث فما لكم في المنافقين فئتين رجع ناس من أصحاب النبي صلى الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَمَّا خَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أُحُدٍ رَجَعَ نَاسٌ مِن أصْحَابِهِ، فَقالَتْ فِرْقَةٌ: نَقْتُلُهُمْ، وقالَتْ فِرْقَةٌ: لا نَقْتُلُهُمْ، فَنَزَلَتْ { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ } [ النساء: 88 ].
وقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّهَا تَنْفِي الرِّجَالَ كما تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الحَدِيدِ.
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1884 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



المدينةُ النَّبويَّةُ بُقعةٌ مِن الأرضِ مُبارَكةٌ، طَهَّرَها اللهُ مِن الأدناسِ، واختارَها لتَكونَ مُهاجَرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحاضنةَ دَعوتِه، ومَلاذَ الصَّالحينَ مِن عِبادِه.
وفي هذا الحديثِ يَحكي زَيدُ بنُ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لَمَّا خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى غزوةِ أُحُدٍ سَنةَ ثَلاثٍ مِن الهِجرةِ، بعْدَما استشارَ النَّاسَ في الخروجِ، فأشارَ عليه الصَّحابةُ -لا سيَّما مَن لم يَحضُروا غَزْوةَ بَدْرٍ- بالخُروجِ لمُلاقاةِ العَدوِّ خارجَ المدينةِ، وأشار عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ رأسُ المُنافقينَ بالبَقاءِ في المدينة والقِتالِ فيها، ولم يكُنْ هذا نُصحًا؛ بلْ حتَّى يَستطيعَ التَّهرُّبَ أثناءَ القِتالِ، فلمَّا أخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برأيِ مَن قالوا بالخُروجِ، تحيَّن ابنُ سُلَولَ فُرصةً أثناءَ سَيرِ الجيشِ، ثمَّ رجَع بمَن معه مِن المُنافقين، وكانوا حوالي ثلاثَ مِئةٍ، بما يُعادلُ ثُلثَ الجيشِ تَقريبًا، زاعمًا أنَّ سَببَ رُجوعِه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يأخُذْ برَأْيِه.
فلمَّا فَعَلوا ذلك قالتْ فِرقةٌ مِن الصَّحابةِ: نَقتُلُ الراجعينَ، وقالت فِرقةٌ أُخرى: لا نَقتُلُهم؛ لأنَّهم مُسلِمونَ حسَبَ ظاهِرِهم، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ قولَه: { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا } [ النساء: 88 ] مُنكِرًا عليهم اختلافَهم إلى فِرقتَين في الَّذينَ أرْكَسَهُم اللهُ، أي: أوقَعَهم في الخطَأِ وأضَلَّهم ورَدَّهم إلى الكفْرِ بعْدَ الإيمانِ.
والمعْنى: ما لكمُ اختَلَفْتُم في شَأنِ قَومٍ نافَقوا نِفاقًا ظاهرًا وتَفرَّقْتُم فيه فِرقَتَين؟! وما لكمْ لم تُثبِتوا القولَ في كُفْرِهم واللهُ أضَلَّهم بسَببِ عِصيانِهم ومُخالَفَتِهم الرَّسولَ واتِّباعِهم الباطلَ؟!
ثمَّ أخبَرَ زَيدُ بنُ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: إنَّ المدينةَ تُميِّزُ وتُظهِرُ شِرارَ الرِّجالِ مِن خِيارِهم، كما تُميِّزُ النارُ وَسَخَ الحديدِ، وتُبْقي الطَّيِّبَ خالصًا نَقيًّا أنْقى وأجوَدَ ممَّا كان.
وقد حكَمَ اللهُ على المنافِقين بعْدَ ذلك أنَّهم لا يُجاوِرون النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المدينةِ إلَّا قَليلًا، فنفَتْهم المدينةُ بعْدَه عليه السَّلامُ؛ لخَوفِهم القتلَ؛ قال اللهُ تعالَى: { مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا } [ الأحزاب: 61 ]، فلم يَأمَنوا فخرَجوا، فصحَّ بذلك أنَّ المدينةَ تَنفي خَبَثَها، لكنْ ليس ذلك ضَربةً واحِدةً، بل الشَّيءَ بعْدَ الشَّيءَ، حتَّى يَبْقى فيها أهْلُها الطَّيِّبون النَّاصِعون.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فرجع ناس ممن كان
صحيح الترمذيعن زيد بن ثابت في هذه الآية فما لكم في المنافقين فئتين قال
صحيح البخاريجاء أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام فجاء من الغد
صحيح البخاريأن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصاب الأعرابي
صحيح البخاريأن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصابه وعك
صحيح البخاريأن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصاب الأعرابي
صحيح البخاريجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بايعني على الإسلام فبايعه
صحيح الترمذيأن أعرابيا بايع النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصابه وعك بالمدينة
صحيح النسائيأن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصاب
صحيح مسلمحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان
صحيح البخاريحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما
صحيح البخاريحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب