حديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لخديجة إني إذا خلوت

أحاديث نبوية | الإصابة في تمييز الصحابة | حديث عمرو بن شرحبيل

«أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلمَ قالَ لخَديجَةَ إنِّي إذَا خَلَوتُ وحْدِي سَمِعْتُ نداءً فقدْ واللهِ خشِيتُ على نفسِي فقالتْ معاذَ اللهِ ما كانَ اللهُ لِيَفْعَلَ بكَ ، فواللهِ إنَّكَ لتُؤَدِي الأمانَةَ … الحديثَ ، فقالَ لَهُ وَرَقَةُ أَبْشِرْ ثمَّ أَبْشِرْ فأنَا أشْهَدُ أنَّكَ الذي بَشَّرَ بهِ ابنُ مريَمَ وإنَّكَ على مِثْلِ نَامُوسِ موسَى ، وإنَّكَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وإنَّكَ سَوفَ تُؤْمَرُ بالجهادِ بعدَ يومِكَ هذا ، وإنْ يُدْرِكْنِي ذلكَ لأجَاهِدَنَّ معكَ فلمَّا تُوُفِّيَ قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلمَ لقَد رأيتُ القَسَّ في الجنةِ عليهِ ثِيَابُ الحريرِ لأنَّهُ آمَنَ بي وصَدَّقَنِي»

الإصابة في تمييز الصحابة
عمرو بن شرحبيل
ابن حجر العسقلاني
له ما يعضده

الإصابة في تمييز الصحابة - رقم الحديث أو الصفحة: 3/634 -

شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لخديجة إني إذا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ؛ فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ -وهو التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ- ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } حتَّى بَلَغَ { عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [ العلق: 1 - 5 ].
فَرَجَعَ بهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حتَّى دَخَلَ علَى خَدِيجَةَ، فَقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فَقالَ: يا خَدِيجَةُ، ما لي؟ وأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وقالَ: قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي، فَقالَتْ له: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ، وهو ابنُ عَمِّ خَدِيجَةَ؛ أخُو أبِيهَا، وكانَ امْرَأً تَنَصَّرَ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العَرَبِيَّ، فَيَكْتُبُ بالعَرَبِيَّةِ مِنَ الإنْجِيلِ ما شَاءَ اللَّهُ أنْ يَكْتُبَ، وكانَ شَيْخًا كَبِيرًا قدْ عَمِيَ، فَقالَتْ له خَدِيجَةُ: أيِ ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ، فَقالَ ورَقَةُ: ابْنَ أخِي، مَاذَا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما رَأَى، فَقالَ ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ؛ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا،ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورَقَةُ أنْ تُوُفِّيَ.
وفَتَرَ الوَحْيُ فَتْرَةً حتَّى حَزِنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -فِيما بَلَغَنَا- حُزْنًا غَدَا منه مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِن رُؤُوسِ شَوَاهِقِ الجِبَالِ، فَكُلَّما أوْفَى بذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ منه نَفْسَهُ، تَبَدَّى له جِبْرِيلُ، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّكَ رَسولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذلكَ جَأْشُهُ، وتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عليه فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذلكَ، فَإِذَا أوْفَى بذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى له جِبْرِيلُ فَقالَ له مِثْلَ ذلكَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6982 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان أوَّلُ ما نزل الوَحيُ على رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمكَّةَ، وكانت أوَّلَ أزواجِه حينَئِذٍ أُمُّ المُؤمِنينَ خَديجةُ بنتُ خُوَيلِدٍ رَضِيَ اللهُ عنها، ولم يكُنْ معه غيرُها.
وفي هذا الحَديثِ تروي عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها عن بَدْءِ نُزولِ الوَحيِ على نَبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتَذكُرُ أنَّ أوَّلَ ما أُوحِيَ إليه في البدايةِ، هو الرُّؤيا الصَّالحةُ الصَّادقةُ في النَّومِ، فكان لا يَرى رُؤيا في النَّومِ إلَّا تحقَّقَت وجاءت مِثلَ ضَوءِ الصُّبحِ صَحيحةً صادقةً واضِحةً، وكان يَأتي غارَ حِراءٍ -وهو على يَسارِ الذَّاهِبِ إلى مِنًى، وعلى بُعدِ ( 4 كم ) من المسجِدِ الحرامِ-، «فيتحَنَّثُ فيه» أي: فيُكثِرُ هناك مِن عِبادةِ اللهِ تعالَى لَياليَ وأيَّامًا عَديدةً، ويأخُذُ ما يكفيه من الطَّعامِ والشَّرابِ لتلك الأيَّامِ، ثمَّ يَرجِعُ إلى خَديجةَ رَضِيَ اللهُ عنها، فيَأخُذُ زادًا جَديدًا يَصطَحِبُه معه إلى غارِ حِراءٍ مرَّةً أُخرى، واستمَرَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الخلْوةِ والتَّعبُّدِ، حتَّى أشرَقَت عليه أنوارُ النبوَّةِ، ونزَلَ عليه الوحيُ الصَّريحُ مُرسَلًا مِن رَبِّ العِزَّةِ، ولم يَشعُرْ إلَّا وجِبريلُ واقِفٌ أمامَ عَيْنَيه يقولُ له: «اقرأْ»، فأجابه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ما أنا بقارئٍ»، أي: كيْف أستطيعُ القراءةَ وأنا أمِّيٌّ لا أقدِرُ عليها ولا عِلمَ لي بها؟ فأمسَكَ به جِبريلُ واحتضَنَه وضَمَّه ضَمَّةً شَديدةً، حتى بلَغَ منه أقْصى ما تَتحَمَّلُه الطَّاقةُ البَشَريَّةُ، وإنَّما فَعَل ذلك؛ إيناسًا له، وتَقْويةً لِنَفسِه، وتَنْشيطًا لِقَلبِه على تَلقِّي الوَحيِ الإلهيِّ، ثمَّ أطلَقَه، وقد أعاد عليه المَلَكُ جِبريلُ عليه السَّلامُ مرَّةً ثانيةً، وأعتذر له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِثْلِ ما اعتذر له في المرَّةِ الأُولى، وفي الثَّالِثةِ ضَمَّه الملَكُ، وقال له: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } أي: اقرأْ ما أقولُه لك، وأُبَلِّغُه إليك مُستعينًا باسمِ اللهِ وحَولِه وقُوَّتِه، وإقدارِه لك على القراءةِ؛ فإنَّ الخالِقَ العظيمَ الذي وهَبَ الوجودَ لكُلِّ مَوجودٍ، وأوجَدَ الأشياءَ على غيْرِ مِثالٍ سابقٍ؛ قادِرٌ على تَمكينِك مِن القراءةِ دونَ أنْ تَتوفَّرَ فيك أسبابُها، وأقرأه أوَّلَ سُورةِ العَلَقِ حتى بلَغَ: { عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [ العلق: 1 - 5 ]، فرجَعَ بها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى بيته وهو في حالةٍ مِنَ الخَوفِ تَرجُفُ «بَوادِرُه» جمْعُ بادرةٍ، وهي اللَّحمةُ التي بيْن الكَتِف والعُنقِ تَضطَرِبُ عندَ الفزعِ، حتَّى دخَل على خَديجةَ رَضِيَ اللهُ عنها، فقال: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، أي: غَطُّوني بالثِّيابِ ولُفُّوني بها، وطلَبَ ذلك ليَسكُنَ ما حصَلَ له مِن الرِّعدةِ مِن شِدَّةِ هوْلِ الأمرِ وثِقَلِه، فغَطَّوه كما أمَرَهم حتَّى ذهَبَ عنه الفَزَعُ، ثم قال لخديجةَ رَضِيَ اللهُ عنها: يا خَديجةُ، ما لي؟ وأخبَرَها ما حدث معه، وقال: «لقد خَشِيتُ على نَفْسي» ألَّا أُطيقَ حَمْلَ أعباءِ الوَحيِ؛ لِما لَقِيتُه عندَ لِقاءِ المَلَكِ، قالت خَديجةُ رَضِيَ اللهُ عنها: كلَّا، لا خوْفٌ عليك، أبشِرْ، فواللهِ لا يُخزِيك اللهُ أبدًا، ولن يُضَيِّعَك، ثم جعَلَت تهوِّنُ عليه ما هو فيه، فقالت: واللهِ إنَّك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، بالإحسانِ إلى أقربائِك، وتَصْدُقُ الحَديثَ، فلا تَكذِبُ، وتُعرَفُ بالصَّادِقِ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وهو الضَّعيفُ المُنقَطِعُ، واليتيمُ، وتتبرَّعُ بالمالِ لِمن عُدِمَه، وتُعطي النَّاسَ ما لا يَجِدونَه عندَ غَيرِك، وتُكرِمُ الضَّيفَ وتُهَيِّئُ له طَعامَه ونُزُلَه، و«تُعينُ على نوائِبِ الحَقِّ»، النَّوائِبُ جمع نائِبةٍ، وهي ما يَنزِلُ بالإنسانِ مِن المهِمَّاتِ، وأُضيفَت إلى الحَقِّ لأنها تكونُ في الحَقِّ والباطِلِ، وهذه الخَصلةُ جامِعةٌ لِما سبق من الخِصالِ وغَيرِه.
ثم بعد أن هدَأَ ذهبت به خَديجةُ مُصاحِبةً له إلى وَرَقةَ بنِ نَوفلٍ، وهو ابنُ عَمِّ خَديجةَ، أخو أبيها، وكان وَرَقةُ قدْ تَنصَّرَ في الجاهليَّةِ، وكان يَكتُبُ باللُّغةِ العربيَّةِ، «ويَكتُبُ مِن الإنجيلِ بالعَرَبيَّةِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ»؛ وذلك لتَمَكُّنِه في دينِ النَّصارى ومَعرِفَتِه بكِتابِهم، وكان وَرقةُ شيْخًا كَبيرًا قدْ عَمِيَ، فقالت له خَديحةُ: يا عَمِّ، اسمَعْ مِن ابنِ أخيك، تعني: النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّ الأبَ الثَّالثَ لِوَرقةَ هو الأخُ للأبِ الرَّابِعِ لِرَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخبَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خبَرَ ما رآهُ، فقال له وَرَقةُ: «هذا النَّاموسُ» أي: جبريلُ، الذي أُنزِلَ على موسى، ثم قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَيْتني في مُدَّةِ النبوَّةِ -أو الدَّعوةِ- «جَذَعًا»، أي: شابًّا قويًّا، والجَذَعُ: الصَّغيرُ مِنَ البهائِمِ، ليْتَني أكونُ حَيًّا حِين يُخرِجُك قَومُك مِن مَكَّةَ، فسأله رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أَوَمُخرجِيَّ همْ؟!» فأجابه وَرَقةُ: نعمْ؛ لم يَأتِ رَجُلٌ بما جِئتَ به مِنَ الوَحيِ إلَّا أوذِيَ وعُودِيَ؛ لأنَّه يدعو النَّاسَ إلى دينٍ جديدٍ على غيرِ ما أَلِفوه واعتادوه.
ثم قال وَرَقةُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وإنْ يُدرِكْني يومُ انتشارِ نُبوَّتِك حَيًّا، أنصُرْك نَصرًا قَويًّا بَليغًا، ولكِنَّ الأقدارَ بيَدِ اللهِ، فلم يَلْبَثْ وَرَقةُ أنْ تُوُفِّيَ بَعْدَ مُدَّةٍ وَجيزةٍ.
ثم أخبَرَ الزُّهريُّ أنَّه بلغه أنَّه احتبَسَ جبريلُ ولم يَنزِلْ بالوَحيِ مُدَّةً قُرابةَ ثَلاثِ سَنواتٍ، حتى حَزِنَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم «حُزنًا غَدَا منه مرارًا»، أي: ذَهَبَ بِسَبَبِ ذلك الحُزنِ عِدَّةِ مَرَّاتٍ؛ كي يُسقِطَ نَفْسَه مِن رُؤوسِ مُرتَفعَاتِ الجِبالِ العاليةِ، فكلمَّا وصل إلى أعلى الجَبَل لكي يُلقِيَ منه نَفْسَه، ظهر له جِبريلُ، فقال: يا محمَّدُ، إنَّك رَسولُ اللهِ حقًّا، فيَسكُنُ لذلك اضْطرابُ قَلْبِه، وتهْدأُ نَفْسُه، فيَرجِعُ، فإذا طالتْ عليه مُدَّةُ انقِطاعِ الوَحْيِ فَعَل مِثْلَ ذلك، ويظهَرُ له جِبريلُ ويخبرُه بأنَّه رَسولُ الله حقًّا، فتَسكُنُ نَفْسُه وتَهدَأُ.
وفي هذا شُبهةُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حاوَلَ الانتحارَ، وهذا مِن ضُروبِ الخَيالِ والتَّلفيقِ؛ لعِدَّةِ أسبابٍ: أولًا: لم يَرِدْ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أو عن صَحابَتِه المقَرَّبِينَ له أو غيرِهم، في ذلك شَيءٌ لا صَحيحٌ ولا ضَعيفٌ.
ثانيًا: أنَّ مِن بَعدِ قَولِ عائشة: «ثمَّ لم يَنشَبْ وَرَقةُ أنْ تُوفِّي» ليس من نَصِّ الحديثِ، ولكنَّه مِن كَلامِ الزُّهريِّ الذي أخبَرَ بالحَديثِ على أنَّه بلاغٌ، فليس على شَرطِ البُخاريِّ في شَيءٍ؛ لأنَّها مَقطوعةُ الإسنادِ مِن أوَّلِها.

ثالثًا: روى البُخاريُّ حَديثَ نُزُولِ الوَحيِ أكثَرَ مِن مَرَّة دونَ ذِكرِ هذه القصَّةِ.
وفي الحَديثِ: إيمانُ وَرَقةَ بنِ نوفَل.
وفيه: أنَّ رُؤيا النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والأنبياءِ جَميعًا وَحيٌ إلهيٌّ.
وفيه: أنَّ أوَّلَ ما نَزَل من الوحيِ القُرآنيِّ: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ }.
وفيه: أنَّ الخائِفَ لا يَنْبغي أنْ يُسأَلَ حتَّى يَهدَأَ.
وفيه: أنَّ مَكارِمَ الأخلاقِ سبَبٌ للسَّلامةِ مِن المَكارِه.
وفيه: مَدْحُ الإنسانِ في وَجهِه بصِدقٍ إذا لم يُخشَ عليه الغُرورُ والإعجابُ بنَفسِه.
وفيه: مُحاولةُ التَّخفيفِ عمَّن أصابه الفَزَع، والتَّسريةِ عنه، وتَطْمينِ قَلبِه، وتَهدِئةِ نفْسِه.
وفيه: فضْلُ خَديجةَ رَضِيَ الله عنها ورَجاحةُ عَقْلِها، وحُسنُ تَصَرُّفهِا في المواقِفِ الصَّعبةِ.
وفيه: على المُستَشارِ أنْ يوضِّحَ رأْيَه، ويَدعَمَه بالأدلَّةِ المُقنِعةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
التمهيددخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابني جعفر بن أبي طالب
المجموع للنوويهلا انتفعتم بإهابها قالوا يا رسول الله إنها ميتة
هداية الرواةلا قطع في ثمر ولا كثر
هداية الرواةيا رسول الله إنا بأرض باردة ونعالج فيها عملا شديدا وإنا نتخذ
هداية الرواةلا يدخل الجنة عاق ولا قمار ولا منان ولا مدمن خمر
هداية الرواةكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة وينهانا
هداية الرواةجاء ماعز الأسلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
هداية الرواةتعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب
هداية الرواةكان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي فأصاب جارية من الحي
تحفة المحتاجأم حذيفة الناس بالمدائن على دكان فأخذ أبو مسعود بقميصه فجبذه فلما فرغ
تحفة المحتاجأم حذيفة الناس بالمدائن على دكان فأخذ أبو مسعود بقميصه فجبذه فلما فرغ
تحفة المحتاجأم حذيفة الناس بالمدائن على دكان فأخذ أبو مسعود بقميصه فجبذه فلما فرغ


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, June 2, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب