بَينا أَنا في المسجدِ في الصَّفِّ المقدَّمِ ، فجبذَني رجلٌ من خلفي جَبذةً فنحَّاني ، وقامَ مقامي فواللَّهِ ما عقَلتُ صلاتي ، فلمَّا انصرفَ فإذا هوَ أبيُّ بنُ كعبٍ فقالَ: يا فَتى ، لا يسُؤكَ اللَّهُ ، إنَّ هذا عَهْدٌ منَ النَّبيِّ إلينا أن نليَهُ.
ثمَّ استَقبلَ القبلةَ فقالَ: هلَكَ أَهْلُ العَقدِ وربِّ الكعبةِ - ثلاثًا - ثمَّ قالَ: واللَّهِ ما عليهِم آسى ، ولَكِن آسَى علَى مَن أضلُّوا
الراوي : قيس بن عباد أو عبادة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 807 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه النسائي ( 808 ) واللفظ له، وابن خزيمة ( 1573 )، وابن حبان ( 2181 ) باختلاف يسير.
للصَّفِّ الأوَّلِ في صلاةِ الجماعةِ فضلٌ كبيرٌ، وثوابٌ عظيمٌ؛ فيَنبغي أن يَحرِصَ على التَّقدُّمِ إليه أهلُ الفَضلِ، وأصحابُ العقولِ، وذَوو الألبابِ المُتفقِّهونَ في الدِّينِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ قيسُ بنُ عبَّادٍ: "بَيْنَا أنا في المسجِدِ"،
أي: بينَما أنا في مسجدِ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم في المدينةِ، "في الصَّفِّ المُقدَّمِ"،
أي: الصَّفِّ الأوَّلِ، "فجَبَذَني رجُلٌ مِن خَلْفي فنحَّاني"،
أي: أمسَكَه وسحَبَه وأخرَجه مِن الصَّفِّ الأوَّلِ وأرجَعَه للصَّفِّ الخَلْفيِّ، "وقام مَقامي"،
أي: وقَف مكانَه، قال قَيْسٌ: "فو
اللهِ ما عقَلْتُ صلاتي"،
أي: لم يَخشَعْ فيها؛ لكثرةِ تَفكُّرِه فيما حدَث معه ورَدِّه للصَّفِّ الخَلْفيِّ، "فلمَّا انصرَف"،
أي: انتهى مِن صَلاتِه هذا الرَّجلُ الَّذي سحَبَني وجرَّني مِن الصَّفِّ الأوَّلِ وقام مقامي، "فإذا هو"،
أي: الرَّجُلُ الَّذي سحَبَه مِن الصَّفِّ: "أُبَيُّ بنُ كعبٍ" الأنصاريُّ الخَزْرَجِيُّ أحدِ حُفَّاظِ الصَّحابةِ وقُرَّائِهم الكِبارِ، فقال أُبَيُّ بنُ كعبٍ رَضِي
اللهُ عَنه لقَيْسٍ مُطيِّبًا لخاطرِه: "يا فَتَى، لا يَسُؤْكَ
اللهُ"،
أي: لا يحزُنْكَ، ولا تَشعُرْ بالسُّوءِ، أو هو دُعاءٌ له بأن يُؤْمِنَه
اللهُ تعالى مِن السُّوءِ، "إنَّ هذا"،
أي: ما فعَلْتُ، "عَهْدٌ مِن النَّبيِّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم إلينا"،
أي: وصيَّةٌ مِن النَّبيِّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم لأصحابِه رَضِي
اللهُ عَنهم، "أنْ نَلِيَه"،
أي: نقِفَ في الصَّفِّ الَّذي خَلْفَه، وهو الصَّفُّ الأوَّلُ.
ثمَّ استقبَلَ أُبَيُّ بنُ كعبٍ القِبلةَ لتعظيمِ الأمرِ، فقال: "هلَكَ أهلُ العُقَدِ ورَبِّ الكعبةِ- ثلاثًا-"،
أي: أصحابُ الولاياتِ، والأُمَراءُ على الأمصارِ؛ يقولُ ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ قال أُبَيُّ بنُ كعبٍ بعدَ ذلك: "و
اللهِ ما عليهم آسَى"،
أي: ما أحزَنُ على أهلِ العُقَدِ وأصحابِ الوِلاياتِ؛ لأنَّهم أهلُ الظُّلْمِ والجَوْرِ، "ولكِنْ آسَى"،
أي: أحزَنُ، "على مَن أضَلُّوا"،
أي: على مَن اتَّبَعَهم على ضَلالتِهم.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن اتِّباعِ أهلِ الضَّلالةِ.
وفيه: وفاءُ الصَّحابةِ رَضِي
اللهُ عَنهم، وعَملِهم بوصايا النَّبيِّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم