حديث إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا فلما حولنا الله إلى المدينة أمرنا بالقتال

أحاديث نبوية | صحيح أسباب النزول | حديث عبدالله بن عباس

«أن عبدَ الرحمنِ بنَ عوفٍ وأصحابًا لهُ أتوا النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ بمكةَ فقالوا : يا رسولَ اللهِ إنَّا كُنَّا في عزةٍ ونحنُ مشركونَ فلمَّا آمنَّا صرْنا أذلةً, فقال : إنِّي أُمرْتُ بالعفوِ فلا تقاتلوا, فلمَّا حوَّلَنا اللهُ إلى المدينةِ أمرْنا بالقتالِ فكفُّوا فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ .»

صحيح أسباب النزول
عبدالله بن عباس
الوادعي
الأولى أن يقال: رجاله رجال الصحيح

صحيح أسباب النزول - رقم الحديث أو الصفحة: 81 -

شرح حديث أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ عبدالرحمن بنَ عوفٍ ، وأصحابًا لَهُ أتَوا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بمَكَّةَ فقالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، إنَّا كنَّا في عزٍّ ونحنُ مُشرِكونَ ، فلمَّا آمنَّا صِرنا أذلَّةً ، فقالَ : إنِّي أُمِرتُ بالعفوِ ، فلا تقاتِلوا فلمَّا حوَّلَنا اللَّهُ إلى المدينةِ ، أَمرَنا بالقتالِ ، فَكَفُّوا ، فأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ .
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 3086 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح



الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ ذِروةُ سَنامِ الإسلامِ، وهو يَشمَلُ الجهادَ لدَفْعِ العدوِّ والجهادَ لفَتْحِ البُلدانِ ونَشْرِ دَعوةِ الإسلامِ؛ فبالجِهادِ تَعْلو كَلِمةُ اللهِ عزَّ وجلَّ وتَقْوى شَوكةُ المسلِمين، فلا يَطمَعُ فيهم عدوُّهم ولا يَستبيحُهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما: "أنَّ عبدَ الرَّحمنِ بنَ عَوفٍ، وأصحابًا له أتَوُا النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بمكَّةَ"، أي: قَبلَ الهِجرةِ؛ "فقالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّا كنَّا في عِزٍّ ونحن مُشرِكون"، أي: كانت لنا قُوَّةٌ ومَنَعَةٌ وَقتَما كنَّا على الشِّركِ، "فلمَّا آمَنَّا"، أي: دخَلْنا في الإسلامِ، "صِرنا أذِلَّةً"؛ إشارةً إلى ضَعْفِهم ولِما يتَعرَّضون له مِن أذًى مع قَومِهم، ومَقصِدُ الصَّحابةِ رَضِي اللهُ عَنهم التَّعريضُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بأنْ يَسمَحَ لهم بالقِتالِ والجِهادِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنِّي أُمِرتُ بالعَفوِ"، أي: عمَّا يقَعُ مِن المشرِكين عليهم مِن أذًى، "فلا تُقاتِلوا"، أي: يُؤكِّدُ عليهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالنَّهيِ عن القِتالِ، "فلمَّا حوَّلَنا اللهُ إلى المدينَةِ"، أي: بعد الهِجرَةِ، "أُمِرْنا بالقِتالِ"، أي: كتَب اللهُ عزَّ وجلَّ عليهم القِتالَ والجِهادَ، "فكَفُّوا"، أي: مَنَعوا أنفُسَهم مِن القِتالِ، "فأَنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا } [ النساء: 77 ]".
قيل: كان المؤمِنون في ابتِداءِ الإسلامِ، وهم بمكَّةَ مَأمورين بالصَّلاةِ والزَّكاةِ، وإنْ لَم تكنْ مُحدَّدةَ الأنصابِ، وكانوا مأمورين بمُواساةِ الفُقراءِ منهم، وكانوا مَأمورين بالصَّفحِ والعَفوِ عن المشركين والصَّبرِ إلى حينٍ، وكانوا يتَطلَّعون إلى القِتالِ ليتَشفّوا مِن أعدائِهم، قيل: ولَم يَكُنِ الحالُ إذْ ذاك مُناسِبًا لأسبابٍ كَثيرةٍ؛ منها: قلَّةُ عدَدِهم بالنِّسبةِ إلى كَثرةِ عدَدِ عدوِّهم، ومنها كونُهم كانوا في بلَدِهم، وهو بلَدٌ حَرامٌ، وأشرَفُ بِقاعِ الأرضِ، فلَم يَكُنِ الأمرُ بالقِتالِ فيه ابتِداءً؛ فلهذا لَم يُؤمَرْ بالجِهادِ إلَّا بالمدينَةِ لَمَّا صارَت لهم دارٌ ومنَعَةٌ وأَنصارٌ، ومع هذا لَمَّا أُمِروا بما كانوا يوَدُّونَه جَزِعَ بَعضُهم منه، وخافوا مِن مُواجهَةِ النَّاسِ خوفًا شديدًا، { وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ }، أي: لولا أخَّرتَ فَرْضَه إلى مُدَّةٍ أخرى؛ فإنَّ فيه سَفْكَ الدِّماءِ، ويُتْمَ الأولادِ، وتَأيُّمَ النِّساءِ.
ثم إنَّ الذين قالوا هذا الكَلامِ إنَّما هم فريقٌ مِن الصَّحابةِ لا كلُّهم، كما أشارَ إلى ذلك قولُه تعالى: { إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ }، أي: يَخافونَ مِن مُشرِكي مَكَّةَ { كَخَشْيَةِ اللَّهِ }، وهذه الخَشيةُ وهذا الخوفُ ممَّا طُبِعَ عليه البشرُ مِن المخافَةِ لا مِنَ المخالَفةِ.
وقيل: إن هذا الفَريقَ هم قومٌ أسْلَموا قبلَ فرْضِ القِتالِ، فلمَّا فُرِضَ كَرِهوه.
وقيل: هو وصفٌ للمُنافِقين، والمعنى: يَخشَونَ القتلَ مِن المشرِكين، كما يَخشونَ الموتَ مِن اللَّهِ، { أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً }، أي: عندَهم، وفي اعتقادِهم، ولعلَّ هذا أقربُ وأشبهُ بسِياقِ الآيةِ؛ لقوله: { وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ }؛ فيَبعُدُ أن يَصدُرَ هذا القولُ مِن صحابيٍّ كريمٍ يعلمُ أنَّ الآجالَ مَحدودةٌ، والأرزاقَ مقسومةٌ، وقد كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم أَسْرعَ الناسِ امتِثالًا لأوامِرِ اللَّهِ، وأحْرَصَهم على طاعتِه، ويَرَوْنَ الوُصولَ إلى الدَّارِ الآجلةِ خَيرًا مِن المقامِ في الدَّارِ العاجِلةِ؛ فالأقربُ أنَّ قائِلَ ذلك ممَّن لَمْ يَتحقَّقْ بالإيمانِ قَلبُه، ولا انشرَحَ بالإسلامِ صَدْرُه .
؟

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الأذكار للنوويأتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي فقال اللهم اسقنا
الأذكار للنووياللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت
الأذكار للنوويإنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد
جلاء الأفهاملا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم
التمهيديا رسول الله إن لي بادية أكون فيها وأنا أصلي فيها بحمد الله
المحلىمن نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه ومن نذر أن يعصي الله تعالى
المحلىسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفأرة تقع في السمن قال
المحلىعن ابن عباس قال أول القسامة كانت في الجاهلية كان رجل من
موافقة الخبر الخبرأن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبي صلى
المحلىمن لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له
تخريج الإحياء للعراقيقالت عائشة رضي الله عنها ما كان من خلق أشد على أصحاب رسول
السلسلة الصحيحةقال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, June 2, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب