حديث وما يدرينا ما في نفسك يا رسول الله هلا أومأت إلينا بعينك

أحاديث نبوية | التلخيص الحبير | حديث سعد بن أبي وقاص

«قصةُ الذين أمرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ بقتلِهم يومَ فتحِ مكةَ ، وفيه أن عبدَ اللهِ بنَ سعدَ بنَ أبي سرحٍ منهم ، وأن عثمانَ استأمنَ له النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ، فأبى أن يبايعَهُ ثلاثًا ثم بايعَهُ ، ثم قال لأصحابِهِ : أما كان فيكم رجلٌ رشيدٌ يقومُ إلى هذا ، حيثُ رآني كففْتُ يَدي عنه فيقتلُهُ ، قالوا : وما يُدرينا ما في نفسِكَ يا رسولَ اللهِ هلَّا أومأْتَ إلينا بعينِكَ ، قال : إنَّهُ لا يَنبغي لنبيٍّ أن تكونَ له خائنةُ الأعينِ»

التلخيص الحبير
سعد بن أبي وقاص
ابن حجر العسقلاني
إسناده صالح

التلخيص الحبير - رقم الحديث أو الصفحة: 3/1136 -

شرح حديث قصة الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم يوم فتح مكة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لمَّا كان يومُ فتحِ مكةَ اختبأَ عبدُاللهِ بنُ سعدِ بنِ أبي السرحِ عِندَ عثمانَ بنِ عفانَ فجاءَ به حتى أوقفَهُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ بايعْ عبدَاللهِ فرفعَ رأسَهُ فنظرَ إليه ثلاثًا كلُّ ذلك يأبَى فبايعَهُ بعدَ ثلاثٍ ثم أقبلَ على أصحابِهِ فقال أما كان فيكم رجلٌ رشيدٌ ، يقومُ إلى هذا حيث رآني كففْتُ يَدي عن بيعتِهِ فيقتلُهُ ؟ فقالوا : ما نَدري يا رسولَ اللهِ ما في نفسِكَ ألَّا أومأتَ إلينا بعينِكَ ! قال : إنَّهُ لا يَنبغي لنبيٍّ أن تكونَ له خائنةُ الأعينِ
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4359 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أحسن الناس خلقًا، وليس له خائنَةُ الأعْيُنِ، ولا يَليقُ بِمقامِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أن يُشيرَ بعَيْنِه إشارَةً خفيَّةً ولو إلى شيءٍ مُباحٍ؛ مِثلَ قتْلِ شخْصٍ مهْدورِ الدَّمِ.

وفي هذا الحَديثِ يقولُ سعْدُ بنُ أبي وقَّاصٍ: "لمَّا كان يوْمُ فتْحِ مكَّةَ"، أي: حين كان اليومُ الَّذي فتَحَ فيهِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مكَّةَ، "اخْتبَأَ"، أي: اخْتَفى عبدُ اللهِ بنُ سعْدِ بنِ أبي السَّرْحِ عند عُثمانَ بنِ عفَّانٍ؛ وكانوا إخْوةً من الرَّضاعِ، وكان عبدُ اللهِ بنُ أبي السَّرحِ يَكتبُ الوحْيَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثمَّ ارتَدَّ عن الإسْلامِ، فأمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بقتْلِه، "فَجاء بهِ"، أي: جاء بهِ عُثمانُ رضِيَ اللهُ عنه "حتَّى أوْقَفَه"، أي: أَقامَه على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال عُثمانُ رضِيَ اللهُ عنه: يا رسولَ اللهِ "بايِعْ عبدَ اللهِ"، أي: خُذْ منه البيْعَةَ على الإسْلامِ فإنَّه يُريدُ أنْ يَتوبَ، "فرفَعَ رأْسَه"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم "فنَظَرَ إليهِ"، أي: صوَّبَ نظَرَه إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي السَّرْحِ "ثلاثًا"، أي: ثلاثَ مرَّاتٍ، "كلُّ ذلك يأْبَى"، أي: يرفُضُ أنْ يُبايِعَه، "فبايَعَه" النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بعْد ثلاثٍ، "ثمَّ أقْبَلَ على أصْحابِه"، أي: توجَّهَ إليهم، فقال لهم: "أَما كان فيكم رجَلٌ رَشيدٌ"، أي: أَليس يوجَدُ بيْنكم رجلٌ لَبيبٌ ذو عقْلٍ يَفْهم ما أُريدُ بامتِناعي عن مُبايعَتِه، "يَقومُ إلى هذا"، أي: إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي السَّرْحِ، "حيثُ رآني كففْتُ يَدي"، أي: حيثُ رآني أمسَكْتُ يَدي وامتنَعتُ عن بيْعتِه، "فيَقْتُلُه؟"؛ وفي هذا دَليلٌ على عدَمِ رِضا النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على بيْعَةِ عبدِ اللهِ بنِ أبي السَّرْحِ، "فقالوا"، أي: الصَّحابةُ رِضوانُ اللهِ عليهم: "ما نَدْري"، أي: لا نعْرِفُ يا رسولَ اللهِ "ما في نفْسِك"، أي: ما يَدورُ في نفْسِك "ألَا أوْمَأْتَ إلينا بعيْنِك"، أي: أشرْتَ إلينا بعيْنِك، فقال لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إنَّه لا ينْبَغي لِنبيٍّ"، أي: إنَّه لا يَليقُ بالنَّبيِّ "أنْ تَكونَ له خائنَةُ الأعْيُنِ"؛ ومعنى خائنةُ الأعيُنِ: أنْ يُخفِيَ في قلْبِه غيرَ الَّذي يُظهِرُه للنَّاسِ، أو يُظهِرَ للنَّاسِ أو بسببِ بعْضِ النَّاسِ أمانًا ثمَّ يلْتفِتَ إلى غيرِه ويومِئَ له بعيْنِه أو بأَيِّ إشارةٍ فيها الغدْرُ بمَن أمَّنَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فيكونُ ذلك خِيانةً، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم منزَّهٌ عنِ الخيانَةِ مُطلَقًا.
وفي الحَديثِ: بيانٌ لأخْلاقِ الأنْبياءِ الحَسنةِ صلَواتُ اللهِ وسَلامُه عليهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
التلخيص الحبيرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا وغير
المهذب في اختصار السننسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فانتهى إليها ليلا
المحلىإذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته
المحلىعن عائشة أم المؤمنين قالت اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة
المحلىأتيت ابن عمر على البلاط وهم يصلون فقال إني سمعت رسول الله
المحلىعن زيد بن خالد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر
المحلىأنه قضى فيمن زنى ولم يحصن بأن ينفى عاما مع إقامة الحد عليه
المحلىعن عائشة أم المؤمنين قالت إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
المحلىشكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي قال
التلخيص الحبيرنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة بفروجنا ثم
فتح الباري لابن حجرولا يخطب الرجل على خطبة أخيه ينكح أو يدع
موافقة الخبر الخبرقرن النبي صلى الله عليه وسلم بين الحج والعمرة وطاف لهما طوافا واحدا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, June 10, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب