حديث اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب

أحاديث نبوية | سفر السعادة | حديث -

«أنه كان صلَّى اللهُ عليه وسلم يقولُ بعدَ التكبيرِ : اللهمَّ باعدْ بيني وبين خطايايَ ، كما باعدتَ بين المشرقِ والمغربِ ، اللهمَّ اغسِلْني من خطايايَ بالماءِ والثلجِ والبرَدِ ، اللهمَّ نقِّني من الذنوبِ والخطايا ، كما ينقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَسِ»

سفر السعادة
-
الفيروزآبادي
صحيح

سفر السعادة - رقم الحديث أو الصفحة: 27 -

شرح حديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يقول بعد التكبير اللهم باعد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً - قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً - فَقُلتُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 744 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 744 ) واللفظ له، ومسلم ( 598 )



صِفةُ الصَّلاةِ تَوقيفيَّةٌ بَيَّنها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه قولًا وعملًا، وقد حرَص الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم على معرفةِ دقائقِ أفعالِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الصَّلاةِ وغَيرِها، ونقْلِ ذلك إلينا.
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لدُعاءِ الاستِفتاحِ الَّذي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُه بعْدَ أن يُكبِّرَ تكبيرةَ الإحرامِ، يَبتدئُ به صَلاتَه، فيَروي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَسكُتُ إسكاتةً أو هُنيَّةً، وهي المدَّةُ اليسيرةُ؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقولُ دعاءَ الاستفتاحِ في أثناءِ ذلك، وقد سأله أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه فقال له: بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ الله، أي: أَفْدِيك بأبي وأُمِّي، ما تقولُ في هذه المُدَّةِ الَّتي تَسكُتُ فيها؟ فذكَرَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دُعاءَ الاستفتاحِ، وأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَبدأُ الدُّعاءَ بقَولِه: «اللَّهُمَّ باعِدْ بَيْني وبيْنَ خَطايايَ، كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ» فإذا قُدِّر لي ذنْبٌ فباعِدْ بَيْني وبَيْنَه، كإبعادِكَ بيْنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ، هذا إنْ أُريدَ بالذُّنوبِ الذُّنوبُ المُستقبَلةُ، أمَّا لو أُريدَ بالذُّنوبِ الذُّنوبُ الماضيةُ فيَكونُ معنَى المُباعَدةِ: المَحْوَ والغُفرانَ.
ووجْهُ الشَّبَهِ أنَّ الْتِقاءَ المشرقِ والمغربِ لَمَّا كان مُستحيلًا، شبَّهَ أن يَكونَ اقتِرابُه مِن الذَّنبِ كاقتِرابِ المشرقِ والمغربِ.
ثمَّ يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اللَّهُمَّ نَقِّني مِن خَطايايَ كما يُنَقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ»، ومعناه: اللَّهُمَّ طهِّرْني مِن ذُنوبي كما يُطهَّرُ الثَّوبُ الأبيضُ مِن الأوساخِ، وإنَّما شبَّهَه به؛ لأنَّ الوَسخَ والدَّنسَ يَظهَرُ في الثَّوبِ الأبيضَ أكثرَ مِن غَيرِه مِن الألوانِ، وكذلك يَظهَرُ في الأبيضِ أثرُ الغَسلِ أكثرَ مِن غَيرِه من الألوانِ.
ثمَّ يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اللَّهُمَّ اغسِلْ خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ»، أي: اللَّهُمَّ طهِّرْني مِن كلِّ ما اقترَفْتُه بكلِّ أنواع المُطهِّراتِ؛ كالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ، وهو الحَبُّ مِن الغَمامِ، وهذه أمثالٌ لم يُرِدْ بها أعيانَ هذه المسمَّياتِ، وإنَّما أراد بها التَّوكيدَ في التَّطهيرِ مِن الخطايا، والمُبالَغةَ في مَحوِها عنه.
وكلُّ هذا دُعاءٌ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِغُفرانِ الذُّنوبِ والخَطايا معَ أَنَّهُ قدْ غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنْبِهِ وما تأخَّرَ، ولكِنَّهُ كانَ مِن بابِ الشُّكرِ للهِ عزَّ وجلَّ، وتَعليمًا لأُمَّتِه.
وقد وردَتْ صِيَغٌ أخرى لدُعاءِ الاستِفتاحِ؛ منها ما رواه أبو داودَ في السُّننِ عن عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها، قالت: كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا استَفتَحَ الصَّلاةَ قال: «سُبْحانَك اللَّهُمَّ وبحَمدِكَ، وتَبارَكَ اسمُكَ، وتعالَى جَدُّكَ، ولا إلهَ غَيْرُكَ».
ووَرَد مِثلُه عن عُمرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه في صحيحِ مسلمٍ.
ومنها: ما رواه البَيهقيُّ عن جابرٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا افتَتَح الصَّلاةَ قال: «سُبحانَك اللَّهُمَّ وبحَمدِك، وتبارَك اسمُك، وتعالَى جَدُّك، ولا إلهَ غَيْرُك، وجَّهْتُ وجْهيَ لِلَّذي فطَر السَّمواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا مِن المُشرِكينَ، إنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحْيايَ ومَماتي للهِ ربِّ العالَمينَ»، وغيرُ ذلك.
والأفضلُ أنْ يتتبَّعَ المرءُ الاستِفتاحاتِ الواردةَ والثابتةَ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيأتيَ بهذا مرَّةً، وهذه مرَّةً؛ وذلك ليأتيَ بالسُّنَنِ كلِّها، وفي ذلك إحياءٌ للسُّنَّةِ، ولأنَّه أحضَرُ للقلبِ؛ لأنَّ الإنسانَ إذا التزَم شيئًا معيَّنًا صار عادةً له.
وفي الحديثِ: الإسرارُ بدُعاءِ الاستِفتاحِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
سفر السعادةأن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله
عون المعبودأن أبا الصهباء قال لابن عباس أتعلم أنما كانت الثلاث تجعل واحدة
تحفة الأحوذيكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه قال
تحفة الأحوذيعن أنس في هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا
تحفة الأحوذيعن علي بن عبيد الله عن جدته سلمى وكانت تخدم النبي صلى
تحفة الأحوذيلا يتوارث أهل ملتين شتى
تحفة الأحوذيعن بن عمر رضي الله عنه أنه كان إذا كان بمكة فصلى الجمعة
شرح البخاري لابن الملقنحديث ثم ظهور الحصر
التذكرة للقرطبيذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قال ذاك عند أوان ذهاب
الخصائص الكبرىقالت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حل له النساء
خلاصة البدر المنيرأن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه
خلاصة البدر المنيرأنه صلى الله تعالى عليه وسلم قنت شهرا يدعو على قاتلي أصحابه ببئر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب